شغور منذ أغسطس.. هل تأثرت الدبلوماسية الليبية في غياب وزير للخارجية؟
رغم تعيين مكلف بتسيير وزارة الخارجية الليبية عقب إقالة الوزيرة السابقة نجلاء المنقوش، فإن النقاشات حول "شغور" المنصب مستمرة خاصة في ظل كثرة الملفات الحارقة المطروحة على الدبلوماسية الليبية من بينها قضايا الهجرة غير النظامية.
وفي أغسطس الفائت أقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الوزيرة المنقوش على خلفية لقاء جمعها بوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، ما أثار احتجاجات واسعة في هذا البلد المغاربي.
وفي الوقت الحالي يشارك باسم ليبيا في محافل دولية مهمة المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي الطاهر الباعور.
الرملي: إشكاليات حقيقية
يطرح استمرار عدم تعيين خليفة للمنقوش بعد أسئلة كثير من قبيل: إلى أي مدى تسبب هذا "الشغور" في التأثير على السير الطبيعي لمهام الديبلوماسية الليبية؟.
إجابة على هذا السؤال، يقول المحلل السياسي اسماعيل الرملي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن "شغور وزارة الخارجية سبب الكثير من الإشكاليات رغم إدارتها حاليا من قبل الباعور"، مشيرا إلى أن "هذه الحقيبة تحتاج تعيين مسؤول جديد لإدارة ملفات رئيسية كالهجرة غير النظامية التي تنشط في المتوسط وسواحل ليبيا الطويلة".
وتمثل ليبيا نقطة انطلاق رئيسية لقوارب المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء والحالمين بالوصول إلى سواحل أوروبا وخاصة إيطاليا.
كما أشار الرملي إلى "ملفات أخرى يتعين معالجتها من قبل وزير الخارجية على غرار قضية مكافحة الإرهاب التي تحتاج إلى توافقات خارجية إضافة إلى العملية السياسية".
واعتبر أن "استمرار الأمر على ماهو عليه الآن فيه نوع من اختزال السلطات من قبل رئاسة الوزراء وعدم قدرة على حلحلة الأوضاع بشكل فعلي وعدم وجود حل للإشكالية الليبية الخارحية في ظل غياب متفرغ فعلي لإدارة الوزارة".
الكبير: لا تأثير على أرض الواقع
في المقابل، يقلل آخرون من أهمية غياب مسؤول أول للدبلوماسية في الحكومة الليبية بالنظر إلى وجود تجارب أخرى كوزارة الدفاع التي يتحمل مسؤولية الإشراف عليها رئيس الحكومة نفسه.
وفي هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي عبد الله الكبير أن "منصب وزارة الخارجية الليبية لا يعد شاغرا في الوقت الحالي مع تكليف مسؤول بالوزارة بإدارتها إلى جانب إشراف رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة على شؤونها"، معتبرا أن "الأمر حاليا لا تأثير له على أرض الواقع".
واستبعد الكبير في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن "يتم اللجوء إلى تعيين وزير خارجية جديد في الوقت الحالي"، قائلا إن "الأمر يحتاج أيضا إلى توافقات مع الخارج على غرار ما جرى مع وزارة الدفاع التي يديرها الدبيبة أيضا".
وتعول قوى داخلية وخارجية على النقاشات الجارية حاليا لإجراء انتخابات انتظرها الليبيون طويلاً أملاً في إنهاء الانسداد السياسي الذي تمر به البلاد منذ عام 2014.
وتتنازع حكومتان السلطة في البلد النفطي الغارق في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، واحدة مقرها طرابلس (غرب) تشكلت بداية عام 2021 ويقودها الدبيبة، والأخرى في الشرق وتحظى بدعم عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر.
المصدر: أصوات مغاربية