تقارير

فيروس معدي يهدد أبقار ليبيا ودعوات للمستهلكين بتوخي الحذر

15 نوفمبر 2023

أكدت تقارير بيطرية تفشي مرض "الجلد العقدي" بين الماشية في ليبيا منذ شهر ماي الماضي، وسط تحذيرات من تداعيات المرض المعدي على ثروة البلاد الحيوانية، إذ أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأبقار منذ الإبلاغ عنه لأول مرة.

ودعا قطاع الزراعة والثروة الحيوانية بالجبل الأخضر المربين والمتعاملين مع الحيوانات، للحذر من هذا المرض المعدي وعدم بيع الأبقار داخل الأسواق الشعبية نهائيا، مشددا على ضرورة وضعها في الحجر الصحي لمدة لا تقل عن أسبوعين للتأكد من عدم إصابتها وعدم نقل العدوى لباقي القطيع

بؤر ومصدر انتشار المرض

ومرض "الجلد العقدي" عبارة عن فيروس من عائلة الجدري ينتقل بين الحيوانات بعدة طرق بينها الحشرات أو الاتصال بسوائل الجسم المعدية، وتتمثل أعراضه في ارتفاع في درجات الحرارة وتقرحات على جلود الماشية، كما يؤثر على إنتاجها من اللحم والحليب.

ورغم تشكيله تهديداً على الثروة الحيوانية، يؤكد خبراء بيطريون أن مرض "الجلد العقدي" لاينتقل من الحيوان إلى الإنسان، لكنهم يوصون بعدم تناول لحوم الأبقار المصابة التي قد تسبب في حدوث تسمم عن استهلاكها.

وسجلت عدة مناطق بشرق ليبيا انتشارا للمرض من بينها المزارع المحيطة بمدينة البيضاء ومنطقة المرج  الزراعية ومدينة توكرة بساحل بنغازي، بينما تُجري السلطات البيطرية في شرق البلاد المزيد من التحاليل على آلاف العينات الأخرى.  

وبحسب مدير مكتب الثروة الحيوانية بمدينة البيضاء، رافع التواتي، فقد بلغت نسبة النفوق بين الأبقار في المنطقة حوالي 10%، مشيراً إلى وجود نحو  150 إصابة في ضواحي البيضاء وحدها، بحسب تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الليبية.

لكن  الكشف عن تسجيل الحالات الأولى لمرض "الجلد العقدي" في ليبيا يعود لشهر ماي الماضي، إذ تحدث تقرير وبائي بريطاني حينها عن 3 بؤر للمرض بمزارع للماشية تقع في محيط العاصمة طرابلس غربي البلاد، من بينها  "جنزور" و "سواني بن يادم"
و"خلة الزيتون".

وفيما تدور تساؤلات حول مصدر انتشار مرض الجلد العقدي في ليبيا التي كانت خالية منه، أشار مدير المركز الليبي لصحة الحيوان، عبدالرحمن اجبيل، إلى دخول  المرض إلى البلاد عبر "تهريب الماشية المصابة" من دول الجوار خاصة من السودان وتشاد.

واستبعد اجبيل، في تصريحات صحفية، إمكانية دخول المرض عن طريق الاستيراد موضحاً أن جميع الحيوانات الحية المستوردة عبر جميع موانئ ليبيا تخضع لفترة حجر صحي لمدة لا تقل عن 7 أيام.

من جانبه أكد مدير مكتب الصحة الحيوانية بمدينة البيضاء، رافع التواتي، أن الإصابات بدأت تنتشر بعد عاصفة "دانيال" التي تسببت الفيضانات والسيول الناتجة عنها في تراكم للمياه وظهور برك راكدة، ما تسبب في انتشار الذباب والبعوض وهي أحد أهم نواقل هذا المرض، بحسب المتحدث.

محاولات للاحتواء

وتسعى جهات مختصة لتوفير التحصينات اللازمة والأدوية الخاصة بهذا المرض المعدي وتكليف فرق طبية لمساعدة المربين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الثروة الحيوانية بعد نفوق عدد كبير منها بالجبل الأخضر بسبب تداعيات عاصفة دانيال.

وطالب قطاع الزراعة والثروة الحيوانية بالجبل الأخضر المواطنين بعدم ذبح الأبقار إلا بعد التأكد من سلامتها من قبل الأطباء المختصين، متوعداً بتطبيق "عقوبات صارمة" على من يقوم بذبح االمواشي المصابة خشية تسببها في تسمم المستهلكين.

المصدر: أصوات مغاربية / إعلام محلي

مواضيع ذات صلة

تجمهر موريتانيين أمام قصر العدل وسط العاصمة نواكشوط (أرشيف)
قصر العدل وسط العاصمة نواكشوط (أرشيف)

عرفت موريتانيا في تاريخها السياسي الحديث عدة تجارب لرؤساء غادروا سدة الحكم إلى السجون في ظروف محتلفة في هذا البلد المغاربي الذي يعتبر أكثر دول المنطقة سجنا لقادته، بسبب كثرة الانقلابات العسكرية. 

وكانت آخر تلك التجارب اعتقال الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، عام 2020 بعد واحد على مغادرة السلطة في مستهل مشوار من الملاحقات ومحاكمة ماراثونية بتهم متعددة تتعلق بالفساد والإثراء غير المشروع، اختتمت قبل أيام بالحكم عليه بالسجن 5 سنوات نافذة ومصادرة أمواله. 

ولم يكن محمد ولد عبد العزيز (66 عاما) هو أول رئيس يخرج من الحكم ليدخل السجن، إذ اعتقل جميع من أطيح بهم في انقلابات العسكر في البلاد أعوام 1978 و1984 ثم 2008، في حين كان المنفى هو الملاذ الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع المطاح به عام 2005. 

"فساد العشرية" 

ويبقى ولد عبد العزيز أبرز الرؤساء الموريتانيين المودعين بالسجن، وذلك بعد أن أدين بتهمتي غسل الأموال والإثراء غير المشروع مطلع الشهر الجاري، كما أمرت المحكمة بمصادرة أمواله مع دفع غرامة 500 مليون أوقية قديمة (نحو مليون و260 ألف دولار). 

ويأتي الحكم على ولد عبد العزيز بعد مسار مثير بدأ في 2020 بتحقيق برلماني في الملف المعروف محليا بـ"فساد العشرية) وتعني سنوات حكم الرجل (2009 - 2019).

ولم يشفع لولد عبد العزيز مطالبته طيلة أطوار المحاكمة بحق الحصانة طبقا للمادة 93 من الدستور التي تنص على أنه "لا يكون رئيس الجمهورية مسؤولا عن أفعاله أثناء ممارسته سلطاته إلا في حالة الخيانة العظمى". 

وظل ولد عبد العزيز حتى مرافعته الأخيرة قبل النطق بالحكم  يعتبر نفسه ضحية مساع لمنعه من المشاركة في الساحة السياسية، ودليلا على ذلك ساق دفاعه ورقة استخراج مشمولين في الملف من قائمة المتهمين وتعيينهم في مناصب سامية. 

وقبل ولد عبد العزيز كان يتم اعتقال الرؤساء السابقين أو وضعهم تحت الإقامة الجبرية بعد إلغاء الدستور وتعطيل العمل به في إطار حالة الطوارئ.

 
سيدي ولد الشيخ عبد الله

وكان ولد عبد العزيز قط أطاح بسلفه الراحل سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي حكم البلاد بعد انتخابه في 2007 وغادر سدة الحكم في خضم انقلاب عسكري في أغسطس عام 2008 في سنة وصفت بـ"عام الديمقراطية الموريتانية". 

وبعد الانقلاب، خضع ولد الشيخ عبد الله للإقامة الجبرية في شقة سكنية وسط العاصمة نواكشوط، واستمر احتجازه فيها حتى منتصف شهر نوفمبر، حين نقله قادة الانقلاب آنذاك إلى مسقط رأسه في قرية لمدن شرق العاصمة.

واستمرت فترة الإقامة الجبرية التي أمضاها ولد الشيخ عبد الله (1938-2020) لأربعين يومًا، كان يتمتع فيها بحرية استقبال من يريد.

خرج ولد الشيخ عبد الله من الإقامة الجبرية نهاية 2008، نتيجة ضغط من أحزاب المعارضة وفي إطار تهيئة المناخ "للقاءات تشاورية" تهدف للتحضير لمسار "العودة للانتخابات" عبر استقالة ولد عبد العزيز وترشحه من جديد عام 2009. 

وكان الراحل ولد الشيخ عبد الله أول رئيس مدني منتخب للبلاد، كما يعتبر أول من يخضع للإقامة الجبرية بين الرؤساء السابقين، رغم أن الانقلابات العسكرية قادت العديد من الرؤساء إلى السجن والمنفى. 

ولد هيدالة 

وفي ديسمبر 1984  كان محمد خونة ولد هيداله على موعد مع سجن دام 4 سنوات في مدينة كيهيدي (جنوب) وذلك بعد الإطاحة به في  انقلاب تزعمه قائد أركان الجيوش آنذاك معاوية ولد سيد أحمد الطايع.

وكان هيداله وقت تنفيذ الانقلاب في العاصمة البوروندية بوجمبورا لحضور القمة الأفريقية، وبعد تقييم الموقف توجه إلى نواكشوط ليخضع للاعتقال فور نزوله في المطار ونقل إلى سجن "كيهيدي" حيث أقام لأربع سنوات، حتى 28 نوفمبر 1988.

المختار ولد داداه

يعتبر المختار ولد داداه، الرئيس الأول لموريتانيا بعد الاستقلال، أول الذين عاشوا تجربة الانتقال من القصر الرئاسي إلى السجن بعد حكمه البلاد مدة 18 عاما (1960-1978). 

وحكم ولد داداه موريتانيا منذ إعلان استقلالها عام 1960 حتى الإطاحة به في انقلاب عام 1978 حين اقتاده الانقلابيون في البداية إلى ثكنة تابعة للهندسة العسكرية، قبل أن ينقلوه إلى مدينة "ولاته" في أقصى الشرق الموريتاني. 

وخضع الرئيس المؤسس للسجن 14 شهرًا في "قلعة ولاته" المشهورة باستضافته للمعارضين الموريتانيين وافرج عنه في أكتوبر 1979، ونقل إلى فرنسا لتلقي العلاج، واستمر فيها كمنفى اختياري وعاد لبلاده يوم 17 يوليو 2001 ووافته المنية سنة 2003، ودفن في مدينة بوتلميت (جنوب غرب).

تجربة المنفى

وفي الثالث من أغسطس عام ٢٠٠٥ أطيح بمعاوية ولد سيد أحمد الطايع من قبل قيادات من الأمن والجيش تزعمهم الرئيس الراحل اعل ولد محمد فال (1953-2017) بعد نحو عشرين عاما من إدارة البلد. 

لكنه لم يرد عيش تجربة السجن في البلاد، على غرار سابقيه، وقرر حين أبلغ بانقلاب ضباطه ضده وهو في الطريق عائدًا من المشاركة في تشييع جثمان الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، أن يذهب لمنفاه الاختياري في دولة قطر.

المصدر: أصوات مغاربية