جانب من مظاهرة في ليبيا للمطالبة بتنظيم الانتخابات
يطالب الليبيون الأطراف السياسية بإتمام الإطار الدستوري وإجراء الانتخابات للخروج من الأزمة

 دعت الحكومة  الليبية المكلفة من مجلس النواب الليبي إلى تدخل الأمين العام  للأمم  المتحدة من أجل الضغط على المبعوث الأممي، عبد الله باثيلي، بعدما اتهمته بـ"التواطؤ مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة من أجل عرقلة خيارات الليبيين".

وقالت حكومة أسامة حمدان، في بيان أصدرته أمس السبت، إن "حكومة الوحدة الوطنية تعمل على إثارة مجموعة من التوترات الأمنية والاجتماعية" في إشارة إلى بعض المواجهات المسلحة التي شهدتها عدة مناطق في الغرب الليبي في المدة الأخيرة.

ووصف المتحدث ذاته الحكومة التي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لنشاطها بـ"الفاقدة للشرعية والساعية إلى فرض سيرطتها على مؤسسات الدولة  والشعب من خلال اللجوء إلى القوة".

ولفتت حكومة بنغازي إلى  أن ما يجري في ليبيا حاليا يعكس "التواطؤ الموجود بين المبعوث الأممي عبد الله باثيلي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة"، كما دعت إلى "ضرورة اضطلاع مؤسسات الدولة بتأمين الحدود والمنافذ الرسمية، معتبرة أن "تغييب هذه المؤسسات عن دورها يفتح المجال للمجموعات المسلحة". 

انسداد جديد

ويكشف الموقف الجديد المُعلن من طرف الحكومة المكلفة من طرف مجلس النواب حيال ما يجري في الساحة المحلية عن وجود  انسداد سياسي بخصوص مشروع التسوية السياسية والعملية الانتخابية، في ظل استمرار الصراع بين مختلف الأجسام السياسية حول هذه الخطوة.

والتقى مؤخرا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة، محمد تكالة في العاصمة المصرية من أجل فتح نقاش شامل حول الخلافات المستمرة بين الطرفين إزاء القوانين المنظمة للانتخابات، إلا أن أنهما لم يتوصلا إلى حل نهائي بخصوص الموضوع، الأمر الذي أثار مجموعة من التساؤلات حول مصير مشروع الانتخابات في ليبيا.

إلى ذلك تبقى اتصالات المبعوث الأممي عبد الله باثيلي متواصلة مع الفاعلين السياسيين في ليبيا من أجل تسهيل مهمة تنظيم الانتخابات.

واليوم التقى باثيلي رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، وناقشا إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتشكيل حكومة موحَّدة، وفق ما أكده الناطق باسم مجلس النواب عبدالله بليحق.

رسائل وخلفيات

تعليقا على ذلك، يقول الكاتب الليبي والمترشح السابق للانتخابات الرئاسية، سليمان البيوضي إن "باثيلي يمارس العرقلة بذكاء، فهو تارة يعترض على قوانين 6+6 وبعد إجراء التعديل عليها وفقا لاقتراحاته بدأ يتحدث عن مبادرة سياسية، رغم وجود خارطة طريق واضحة لإجراء الانتخابات وتوحيد السلطة التنفيذية التي ستشرف على إجراء الانتخابات".

وأضاف، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن "مطالبة الحكومة الليبية برئاسة السيد أسامة حماد، والتي تعتبر شرعية هي وفقا لأحكام القانون الليبي، بتدخل الأمين العام لجمعية الأمم المتحدة تعتبر نتيجة طبيعية لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير، حيث  أقر بفشل حكومة الدبيبة المعترف بها دوليا، وهو إعلان رسمي ليبي بأن قيادة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا فشلت في تنفيذ مهمتها وباتت معرقلة للحل في ليبيا".

وأكد البيوضي أن "الدبيبة يمارس كل شيء يمكن أن يبقيه في السلطة ولعل آخر ما قام به هو جر المنطقة الغربية للصراع المسلح"،  مشددا على "وجود قناعة عامة لدى كل الليبيين بأنه معرقل لمشروع الانتخابات".

وضعية معقدة

ولا تتردد العديد من الجهات في التأكيد على خطورة الوضع الحالي لليبيا في ظل تعثر جديد لمشروع الانتخابات بعد تلك التي تم تأجيلها قبل سنتين.

وتقول القيادية في المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، وحيدة الحشان، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن "لا يمكن أن نتهم حكومة الوحدة الوطنية لوحدها بالمسؤولية عن تعثر الانسداد الحاصل حاليا في البلاد، لأن جميع الأجسام السياسية الفاعلة في المشهد لها أيضا جزء من المسؤولية في ذلك".

وأشارت إلى أن "من مصلحة هذه الأجسام السياسية بقاء الوضع على حاله حفاظا على مصالحها السياسية والمكاسب التي غنمتها في عهد الأزمة التي تعيشها البلاد، وعليه ستسعى لعمل أي شيء يعرقل الانتخابات".

وترى الحشان أن "الحل الوحيد في ليبيا حاليا يتمثل في حل هذه الأجسام السياسية التي لا تملك أي شرعية ولا قاعدة شعبية والذهاب إلى تنظيم انتخابات تشريعية ثم رئاسية قبل التفرغ لاستكمال مشروع مسودة الدستور".

 

المصدر: أصوات مغاربية

 

 

 

مواضيع ذات صلة

تقارير

نصف قرن من التقارب.. تعرف على الشراكة المغربية الإماراتية بالأرقام

05 ديسمبر 2023

خلال لقاء القمة المغربي-الإماراتي في أبو ظبي، وقّع الملك محمد السادس، ورئيس الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، إعلانا مشتركا حمل شعار الالتزام المستقبلي بتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مجموعة واسعة من القطاعات.

وبحسب نص الإعلان، فإن زيارة العاهل المغربي جاءت بدعوة من آل نهيان، وأن الزعيمين شددا على "العلاقات العميقة" بين بلديهما، مع التأكيد على ضرورة العمل على الارتقاء بها في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية.

وبموجب الإعلان، تعهد البلدان بتفعيل التعاون في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والبنية التحتية والنقل ومياه الشرب والزراعة والطاقة، والسياحة والعقارات.

وبالدرجة الأساسية، تشمل مذكرات التفاهم الموقعة مد خطوط السكك الحديدية، وبالخصوص القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، وتطوير المطارات والموانئ، بما في ذلك مطارات الدار البيضاء ومراكش.

ومنذ ما يزيد عن نصف قرن يرتبط المغرب بعلاقات دبلوماسية وثقافية واقتصادية مع الإمارات العربية المتحدة.

وفي ما يلي بعض الأرقام عن حجم هذه العلاقات:

1972.. بداية العلاقات

في عام 1972، أرسى البلدان العلاقات بينهما حينما زار الملك المغربي الراحل، الحسن الثاني، الإمارات العربية المتحدة، والتقى بالراحل، زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات. 

وقبل زيارة الحسن الثاني، زار زايد بن سلطان في أبريل 1971 المغرب، الذي كان ضمن أول الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في 18 يوليو 1971.

حينها، قرر حكّام ست إمارات من الإمارات المتصالحة، هي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين دولة الإمارات الاتحادية الحالية.

وفي يونيو 1972، فتحت الإمارات سفارة بالرباط، وشكل تبادل البعثات الدبلوماسية بداية لتعاون وثيق في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية.

القضايا الحدودية

يدعم المغرب مطالب الإمارات في استعادة سيادتها على الجزر الثلاث المحتلة التي تسيطر عليها إيران (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، فيما تدعم الإمارات مبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية.

ويمثل الدعم السياسي في القضايا الحدودية واحدا من أوجه التقارب السياسي بين البلدين، فقد قامت الإمارات العربية في 2020 بافتتاح قنصلية لها في مدينة العيون، بالصحراء الغربية، وكانت حينها أول قنصلية عربية في المدينة.

التبادل التجاري

وفقا لأرقام مكتب الصرف المغربي (مؤسسة حكومية)، فإن قيمة صادرات المغرب إلى الإمارات العربية المتحدة وصلت إلى 1.41 مليار درهم (نحو 140 مليون دولار) خلال سنة 2022.

ووصلت صادرت الإمارات إلى المغرب 14.48 مليار درهم سنة 2022، أي ما يزيد عن 1.4 مليار دولار. 

وبحسب وكالة الأنباء المغربية، فإن المملكة تُصدر إلى الإمارات "مجموعة متنوعة من المنتجات، مثل المنتجات الفلاحية ومنتجات النسيج والفوسفاط، وفي المقابل، يستورد المغرب العديد من المنتجات الإماراتية، وخصوصا البترولية والكيميائية والتجهيزات الإلكترونية".

أكبر شريك عربي

وفي مجال الاستثمارات، تعتبر الإمارات من أهم 20 سوقا يتعامل معها المغرب تجاريًا، فهي المستثمر الثاني عالميا بعد فرنسا في المملكة والأول عربيا.

وتجاوزت قيمة الاستثمارات الإماراتية في المغرب بنهاية سبتمبر 2021 نحو 22 مليار درهم (ستة مليارات دولار)، أي ما يمثل 11 في المئة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر المتدفق على المغرب.

الشراكة بمجال الطاقة

وبالإضافة إلى عزم الإمارات - وفق مذكرات التفاهم الأخيرة - على استكشاف الشراكات الاقتصادية في مشاريع مثل خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، فإن البلاد تمول في الوقت الحالي بشكل جزئي أطول خط كهرباء بحري في العالم، والذي تعتزم شركة إكس لينكس إقامته بين المغرب وبريطانيا.

ففي أبريل الماضي، أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة ومجموعة أوكتوبس إنرجي البريطانية استثمار نحو 40 مليون دولار في المشروع الطموح، الذي انضمت إليه أيضا مؤخرا شركة النفط الفرنسية "توتال إنيرجيز" (TotalEnergies).

ويسعى المشروع إلى تمرير أنابيب الطاقة المتجددة لمسافة أربعة آلاف كيلومتر تقريبا من المغرب إلى إنكلترا لتزويد نحو سبعة ملايين منزل بالكهرباء المولدة من محطات الرياح والشمس في منطقة كلميم واد نون.

وأقامت شركة أبو ظبي للطاقة النظيفة (مصدر)، بالشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، مشروع نظام المنزل الشمسي، لتوفير الطاقة لما يقرب من 20 ألف منزل في أكثر من 1000 قرية في جميع أنحاء المغرب، كما أن الشركة الإماراتية جزء من ائتلاف تجاري دولي فاز بمناقصة لبناء محطة طاقة شمسية بقدرة 800 ميغاواط في المغرب.

المصدر: أصوات مغاربية