لا تزال أسعار زيت الزيتون بالمغرب تثير الجدل حول أسباب ارتفاع أسعارها رغم قرار الحكومة منذ نحو شهرين بمنع تصدير الزيتون ومنتجاته إلا بترخيص من أجل "تثبيت الأسعار عند المستهلك في مستويات عادية".
ونبهت النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية (معارض)، لبنى الصغيري، إلى أن المغاربة "فوجئوا بأسعار جد عالية لأثمنة الزيتون وزيتها"، مشيرة إلى أن ثمن اللتر الواحد منها بلغ 100 درهما (حوالي 10 دولار) بعد أن كان في السابق في حدود 50 درهما (5 دولارت تقريبا).
وأوضحت الصغيري في سؤال وجهته مؤخرا، بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) إلى وزير الفلاحة، أنه "يتم تبرير هذا الارتفاع الكبير بندرة إنتاج الزيتون هذه السنة، لكن يتبين أن الأمر يتعلق أيضا بدخول مضاربين على الخط لاقتناء واحتكار معظم الكميات المعروضة في السوق".
وحذر المصدر ذاته من التلاعب في الأسعار بدخول "الشناقة" (الوسطاء) على الخط بعد أن تصريحات العديد من الفلاحين بأن إنتاج الزيتون في جل مناطق المغرب يكاد يكون طبيعيا وعاديا، مطالبة بتدخل الوزارة للتصدي لظاهرة احتكار "الشناقة" ولإعادة أسعار هذه المادة الحيوية إلى حدود المعقول.
وتفاعل نشطاء منصات التواصل الاجتماعي مع موجة غلاء زيت الزيتون بردود فعل متباينة حول أسباب ارتفاع ثمنه، حيث يرى البعض أنها بسبب "احتكار المضاربين" بينما يعتبر آخرون أن "كثرة الطلب" هي التي تقف وراء هذا الغلاء.
ونبه أحد المدونين إلى تداعيات ارتفاع أسعار زيت الزيتون في "التلاعب بخلطها مع مواد أخرى غير صحية"، لافتا إلى أن "ثمن الزيتون غير مستقر وثمن الزيت غير واضح".
"الجفاف وقلة التساقطات"
ويعزو من جانبه، رئيس الجمعية المغربية لمنتجي الزيتون، حميد صبري، ارتفاع أسعار زيت الزيتون إلى "توالي سنوات الجفاف وقلة التساقطات بالبلاد"، مؤكدا أنها "السبب الرئيسي في غلاء الزيتون حيث أدت موجة الجفاف إلى قلة الإنتاج".
ويتابع صبري حديثه لـ"أصوات مغاربية"، أن هناك عوامل أخرى تتحكم في ارتفاع أو انخفاض ثمن زيت الزيتون وتكمن في "كثرة الطلب مقابل قلة العرض ومردودية عصر الزيتون في الوقت الراهن"، لافتا إلى أن التساقطات الأخيرة التي شهدتها البلاد ستخفض الأثمنة قليلا.
وبشأن المضاربة والاحتكار وتأثيرها على أسعار زيت الزيتون، يقول المتحدث ذاته إنها "ظاهرة لا تستثني أي مجال آخر كالعقار أو الخضروات والفواكه وأستبعد تأثيرها المباشر على ثمن زيت الزيتون"، مفيدا بأن سعر اللتر الواحد منه حاليا بين 80 و85 درها (ما بين 8 و8.5 دولار).
- المصدر: أصوات مغاربية