وزارة الفلاحة الجزائرية تفتح تحقيقات بشأن ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء- تعبيرية
وزارة الفلاحة الجزائرية تفتح تحقيقات بشأن ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء- تعبيرية

أعلنت وزارة الفلاحة الجزائرية، الإثنين، عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات على إثر ما وصفته بـ"الارتفاع غير المبرر" الذي شهدته أسعار اللحوم البيضاء، تتضمن فتح تحقيقات تحت إشراف المصالح البيطرية.

وقالت الوزارة ف بيان لها إنه و"على إثر الارتفاع غير المبرر لأسعار اللحوم البيضاء خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة بالرغم من الوفرة الكبيرة لهذا المنتوج" قام وزير الفلاحة عبد الحفيظ هني، الأحد، بـ"استدعاء على جناح السرعة بمقر الوزارة كافة المتدخلين في هذه الشعبة". 

بيان صحفي إجراءات عاجلة بخصوص الارتفاع غير المبرر لأسعار اللحوم البيضاء على إثر الارتفاع غير المبرر لأسعار اللحوم...

Posted by ‎وزارة الفلاحة والتنمية الريفية‎ on Monday, November 20, 2023

وعلى إثرذلك كشفت الوزارة عن اتخاذ جملة من القرارات بينها "مباشرة تحقيقات من طرف المصالح البيطرية"، و"الإسراع في وتيرة توفير المدخلات (أعلاف الدواجن) لفائدة المربين الصغار مقابل تقديم الاعتماد الصحي فقط الصادر عن المصالح البيطرية للولاية". 

ومن بين القرارات التي أعلنت عنها الوزارة أيضا "الرفع من طاقات الإنتاج وذلك من خلال تموين السوق بالإنتاج المحلي والمستورد" و"تقليص آجال تموين السوق باللحوم البيضاء المستوردة". 

وبموازاة ذلك أفادت الوزارة بأنه سيتم "الشروع في مشاورات مع ممثلي الفيدرالية الوطنية لمربي الدواجن، للوصول إلى اتفاقية فرع في أقرب أجل لغرض تحديد نموذج التنظيم والتسيير الأمثل للشعبة، بهدف ضمان استقرار الأسعار على مستوى السوق". 

Posted by ‎وزارة الفلاحة والتنمية الريفية‎ on Monday, November 20, 2023

وفي بيان ثان لها، أعلنت وزارة الفلاحة الجزائرية، الإثنين، أن تم "تجنيد كافة المفتشات البيطرية" من أجل "مباشرة التحقيقات والتقييم الميداني لكافة وحدات تربية الدواجن وكذا وضعية مذابح الدواجن" وذلك ابتداء من اليوم. 

وتأتي هذه الإجراءات في الوقت الذي وصلت أسعار اللحوم البيضاء في الجزائر، خلال الفترة الأخيرة، إلى نحو أربع دولارات للكيلوغرام الواحد مقابل 2.60 دولارا للكيلوغرام في مطلع السنة الجارية.

كما تأتي هذه الإجراءات بعد نحو عشرة أيام من قرار الوزارة العودة إلى فتح باب استيراد اللحوم البيضاء بصفة مؤقّتة، وذلك بعد سنوات من تعليق منح تراخيص الاستيراد.

وقالت الوزارة في بيان يوم التاسع من نوفمبر الجاري إنها منحت "عدة رخص استيراد للحوم البيضاء الموجهة لفائدة المؤسسات العمومية، التابعة للقطاع الفلاحي والمستوردين الخواص"، وذلك بهدف "تكوين مخزون استراتيجي لتموين السوق الوطنية".

وأوضح المصدر أن عملية الاستيراد "ستدوم حتى انخفاض الأسعار في السوق الوطنية، من أجل حماية حقوق المواطنين والتحكم وضبط السوق الوطنية".

لحوم الدجاج معروضة للبيع
عودة "مؤقّتة" لاستيراد اللحوم البيضاء.. هل تطفئ لهيب الأسعار بالجزائر؟
دفع الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم البيضاء بالجزائر وزارة الفلاحة للعودة إلى فتح باب الاستيراد بصفة مؤقّتة، وذلك بعد سنوات من تعليق منح تراخيص استيراد، بسبب تحقيق اكتفاء ذاتي في هذه المادة الغذائية الأساسية.

"مذابح عشوائية" 

وتعليقا على الموضوع، أرجع رئيس "اللجنة الوطنية للدواجن" في الجزائر، السعيد حبريح، ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء في السوق المحلية إلى "انتشار المذابح العشوائية (غير مرخصة وغير مراقبة بيطريا) التي أقامها مضاربون ووسطاء في السوق".

وحسب المتحدث فإن هذه الوضعية أدت إلى "ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء بسبب طرح أثمان مرتفعة في أسواق الجملة، وتحديد الكمية الموزعة بما يخفض العرض وسط الطلب المرتفع جدا".

وأشار حبريح في تصريح لـ"أصوات مغاربية"  إلى "ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والأسماك ما جعل الطلب على اللحوم البيضاء يرتفع بشكل غير معهود" الأمر الذي "فتح الباب للإبقاء على الأسعار المرتفعة".

في المقابل استبعد المتحدث أن يكون اتفاع أسعار اللحوم البيضاء ناتجا عن ارتفاع أسعار الأعلاف معتبرا أنها "لا يمكن أن تؤدي إلى كل هذا الارتفاع".

ولمواجهة هذا الوضع، يرى رئيس "اللجنة الوطنية للدواجن" أن الحل يكمن في "المراقبة الصارمة لمصادر اللحوم البيضاء المتداولة في السوق الوطنية"، و"غلق كافة المذابح غير المعتمدة وغير المراقبة التي أصبحت تؤثر على التوازن في تزويد السوق وتتحكم في الكميات الموزعة، وتعويضها بمذابح مراقبة".

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

A drone from the RoboCare startup company, flies over an agricultural domain, to scan the trees from the air and assess their hydration levels, soil quality and overall health, to prevent irreversible damage, in the region of Nabeul, southwest of Tunis on August 30, 2023. The use of modern technologies in agriculture is globally on the rise, including in North Africa where countries rank among the world's 33 most water-stressed, according to the World Resources Institute.
طائرة مسيرة تحلق فوق حقل بتونس

تحلّق طائرة مسيرة فوق حقل برتقال في محافظة نابل بشرق تونس لإجراء مسح للأشجار وتحديد كميات الماء والأسمدة اللازمة لها اعتمادا على تقنيات حديثة تكتسب دورا متزايدا في الزراعة في المغرب العربي المهدد بالتغير المناخي.

ويعد التغير المناخي أهم تحد تواجهه الزراعة في دول المنطقة (تونس، المغرب، ليبيا والجزائر)، إذ تصنّف هذه البلدان ضمن الـ33 الأولى في العالم المعرّضة لشح المياه وفقا للمعهد الأميركي للموارد العالمية ("وورلد ريسورسز انستيتيوت").

دفع ذلك مستثمرين في مجال الزراعة للجوء تدريجيا إلى تقنيات حديثة لحماية محاصيلهم. وفي حقول نابل، يخرق سكون الطبيعة هدير محرك الطائرة المسيّرة وهي تحلّق لجمع معطيات من الصور التي تلتقطها ومن المستشعرات المنتشرة بين أشجار الحمضيات، ومن صور الأقمار الاصطناعية، ليتمّ تحليلها وإعداد تقرير يقدّم للمزارع ليكون بمثابة دليل توجيهي للوضع في حقله.

أطلقت الشركة التونسية الناشئة "روبوكير" المتخصصة في هذه التكنولوجيا، نشاطها منذ العام 2020.

وتقول مؤسستها إيمان الهبيري لوكالة "فرانس براس" بينما تراقب مسار الطائرة عبر شاشة كومبيوتر في الحقل إن "اللجوء للتكنولوجيات الحديثة في مجال الزراعة أصبح أمرا حتميا".

استهلاك أقل، إنتاج أكثر 

تبيّن الهبيري "من خلال الاعتماد على التكنولوجيا يمكن أن نصل إلى تقليل نسبة استهلاك كميات المياه بـ30%  وكذلك التخفيض بـ20% من مصاريف الأدوية والأسمدة، مقابل الترفيع بـ 30% في الإنتاجية".

يطرح خبراء الشركة الكثير من الأسئلة على أصحاب الحقل الذي يمتد على مساحة 15 هكتارا، للحصول على معلومات أساسية بشأن نوعية التربة وطرق الريّ وأنواع الأمراض التي تصيب الأشجار وكمية المبيدات، لمقارنتها بما يتحصلون عليه من صور الأقمار الاصطناعية. ولاحقا، يقدمون للمزارع توصيات بشأن ما يجب القيام به على المديين القريب والبعيد لحماية المحصول والزيادة في إنتاجيته.  

استعان مسؤول الحقل في نابل ياسين القرقوري بالشركة لخفض المصاريف.

ويوضح لفرانس برس "80% من المصاريف تشمل شراء الأدوية والأسمدة بالعملة الصعبة وهذا يؤثر على الميزانية. ونريد الحد من ذلك".

ويعزو سبب ارتفاع المصاريف إلى عدم انتظام المناخ لأن البلاد أصبحت تشهد "درجات حرارة مرتفعة خلال شهر ماي وأمطار خلال أغسطس ما يساهم في تنامي الأمراض الجديدة وهذا يتطلب في كل مرة تغيير طرق المعالجة. في السابق كانت هناك طريقة واحدة، لكن تغير الوضع".

يريد هذا المزارع المستثمر كذلك أن يستبق تراجع الموارد المائية في بلاده من خلال "التكنولوجيا التي تقدم لنا معلومات حول كم يلزم من ماء لكل شجرة دون زيادة أو نقصان".

وتشهد تونس ثامن عام من الجفاف والرابع تواليا، بحيث تراجعت نسبة امتلاء السدود التي تمثل المصدر الأساسي لمياه الشرب والري إلى مستوى 22%، فضلا عن أن 20 سدا غالبتيها بجنوب البلاد خرجت عن الخدمة.

لا يختلف الوضع كثيرا في باقي دول المغرب العربي. ففي المغرب حيث تمثل الزراعة 13% من الناتج المحلي الإجمالي و14% من الصادرات و33% من الوظائف، تمر البلاد بموجة جفاف لم تشهد مثيلا لها منذ عقود.

يقتصر استخدام التكنولوجيات الرقمية في القطاع الزراعي في المملكة حاليًا على كبار المزارعين. ويستخدم ما يقرب من 3% من المنتجين الحلول الرقمية في أنشطة مختلفة في سلاسل الإنتاج. 

والهدف هو تعميم هذه الخدمات على ما نحو مليوني مزارع بحلول العام 2030، بحسب مديرة المركز الرقمي بوزارة الزراعة المغربية لبنى المنصوري.

وتشدد المسؤولة على أن الطائرات المسيرة المستخدمة في عمليات ري الحقول "تستهلك أقل من 20 لترًا من الماء لري هكتار واحد مقارنة بحوالي 300 لتر بالنظم التقليدية"، وفق دراسة مقارنة قامت بها الوزارة.

ترخيص استعمال المسيرات

في الجزائر، تقوم وزارة الزراعة عن طريق استخدام الطائرات المسيّرة وصور الأقمار الاصطناعية، بإعداد "خريطة وطنية للمواقع والقدرات الإنتاجية" التي ستسمح، بحسب تصريحات المسؤولين في المجال الزراعي، "بالاستغلال الأمثل" للمنتجات الزراعية من خلال تقييم خصائصها ومدى ملاءمتها للإنتاج.

غير أنه غالبا ما تصطدم المساعي لتعزيز حضور أوسع للتكنولوجيا في عمليات الإنتاج بعوائق إدارية وقانونية تحول دون تسهيل نشاط الشركات الناشئة في هذا المجال.

تأمل الهبيري من الدولة التونسية أن تساعدها وغيرها من أصحاب الشركات في تكثيف الحملات التوعوية للمزارعين بضرورة توظيف التكنولوجيا. وهي تقدّر بأن 10% فقط من المزارعين في تونس يعتمدون تقنيات كهذه.

فضلا عن ذلك تطالب بأن تكون المسائل الإدارية "سلسة" في ما يتعلق بالحصول على تراخيص استعمال المسيّرات.

وكذلك الحال في المغرب والجزائر حيث يمنع استخدام الطائرات المسيّرة من دون تراخيص يتطلّب الحصول عليها الانتظار لمدة زمنية قد تطول، من دون أن يضمن ذلك نيل هذه الموافقة.

وتؤكد الهبيري "نريد أن نركز في عملنا في التكنولوجيا لا أن نهدر الوقت في المسائل الإدارية والتنقل بين الإدارات والبنوك ما يعيق تقدمنا".

  • المصدر: أ ف ب