أثار ارتفاع أسعار عدد من المواد الاستهلاكية بالمغرب انتقادات واسعة من طرف برلمانيين لوزير الفلاحة ولمخطط "المغرب الأخضر"، محذرين خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، الإثنين، من تداعيات الغلاء على القدرة الشرائية.
و"المغرب الأخضر" هو برنامج اعتمدته الحكومات المغربية منذ عام 2008 وإلى اليوم من أجل تطوير القطاع الفلاحي بالبلاد. وتشير وزارة الفلاحة المغربية في موقعها الرسمي إلى أن البرنامج "وضع تكثيف الإنتاج والاستثمار في صلب آلياته التنفيذية من خلال اعتماد ترسانة من أدوات التدخل الملائمة، حسب سلاسل الإنتاج ومختلف أصناف الضيعات الفلاحية".
انتقادات برلمانية لـ"المغرب الأخضر"
وخلال جلسة برلمانية، الإثنين، طالب الفريق الاشتراكي (معارض) وزير الفلاحة بتقييم مخطط "المغرب الأخضر" والكشف عن تكلفته ومكامن الخلل، معتبرا أن "المخطط اهتم فقط بالزراعات التصديرية التي تستهلك كمية مياه كثيرة بينما العالم القروي والطبقة الهشة تعاني من قلة مياه الشرب مما أثر على مائدة المغاربة".
ومن جهته، قال الفريق الدستوري (معارض)، إنه رغم الاستراتيجية الفلاحية لـ"المغرب الأخضر" إلا أن هذا القطاع لا يزال يعاني من العديد من الإشكاليات والإكراهات "منها محدودية تأمين السيادة الغذائية في الحبوب والسكر والزيوت وضعف الارتقاء بمستوى الفلاح من حيث الإمكانيات المادية وثقل الأوضاع البنيوية المتعلقة بالماء وغلاء الأسعار".
وسجلت المجموعة النيابية للعدالة والتنمية (معارض)، "فشل مخطط المغرب الأخضر خلال العشر سنوات الماضية" مضيفة أنه أدى إلى "ارتفاع أسعار الخضروات واللحوم وارتفاع معدل الفقر والبطالة وتدهور ظروف العيش والاستقرار بالقرى".
وبينما اعتبر الفريق الحركي (معارض) أن مخطط "المغرب الأخضر" قد أدى أهدافه، أكد أن السؤال يبقى مطروحا بشأن كيفية "مواجهة هذه الموجة من الغلاء التي يكتوي منها المواطن منذ مدة طويلة"، مضيفا أن "المواطنين أصبحوا يشترون العظام بدل اللحم ويعتمدون على بقايا الخضر ومواد غير صالحة للاستهلاك بسبب غلاء الأسعار".
وزير الفلاحة يدافع عن المخطط
من جانبه، وتفاعلا مع أسئلة النواب البرلمانيين، قال وزير الفلاحة المغربي، محمد صديقي إن "المغرب يعيش ظرفية استثنائية بكل المقاييس وهي تاريخية"، مشيرا إلى أن العالم أيضا يعيشها وخصوصا محيط البحر الأبيض المتوسط.
وأشار صديقي إلى أن المغرب بات ينتج منذ سنتين أقل من مليار متر مكعب من المياه عوض ثلاثة إلى خمسة مليارات متر مكعب قبل سنة 2021، في إشارة إلى موجات الجفاف التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، معتبرا أن منظومة الإنتاج الفلاحي في المغرب مع ذلك تبقى أفضل من مثيلاتها في دول أخرى والتي تواجه صعوبات في تموين الأسواق.
وأقر وزير الفلاحة بدوره بوجود غلاء في الأسعار مؤكدا أن ذلك "غير مرتبط فقط بالجفاف وإنما بظرفية معروفة وتم تشخيصها عدة مرات".
وفي المقابل، دافع المتحدث عن استراتيجية مخطط "المغرب الأخضر"، حيث قال إنها مكنت من تموين الأسواق وتجاوز الأمراض التي تصيب المنتجات الفلاحية، مضيفا أن المخطط "قطع مع تلك المقاربات الجزئية السابقة وأتى بمنظور شامل" معتبرا أن "أي تقييم له يجب مقارنته مع ما كانت عليه الفلاحة قبل اعتماده".
- المصدر: أصوات مغاربية