توقعات إيجابية.. "ستاندرد آند بورز" تعدل تصنيف الاقتصاد المغربي لهذه الأسباب
عدلت الوكالة الأميركية "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية، الجمعة، نظرتها المستقبلية للمغرب من مستقرة إلى إيجابية، مشيرة لتحسن الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، كما ثبتت الوكالة تصنيفها الائتماني السيادي للمغرب بالعملة المحلية والأجنبية طويل وقصير الأجل عند "BB+/B".
وتصنيف BB+ طويل الأجل يُشير إلى مستوى معتدل من مخاطر الائتمان المرتبطة بالاستثمار في المغرب أو الإقراض للحكومة، ما يعني وجود عوامل مهمة تجعل المملكة قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية. أما تصنيف "B" فيمنح المستثمرين والمقرضين الأجانب الفكرة نفسها عن أداء الاقتصاد وقدرة المغرب على سداد الديون، لكن على المدى القصير.
إصلاحات محلية
وأظهر الاقتصاد المغربي نوعا من المرونة وسط تحديات مختلفة خلال نصف العقد الماضي، مع الحفاظ على إمكانية الوصول إلى التمويل المحلي والخارجي، وفقاً لـ"ستاندرد آند بورز" .
ويعكس التصنيف الجديد الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وإصلاحات الميزانية، والتي من المتوقع أن تؤدي إلى تحفيز نمو الناتج المحلي الإجمالي مع تقليل عجز الميزانية تدريجياً.
ويؤكد قرار تعديل النظرة المستقبلية للمغرب من مستقرة إلى إيجابية ثقة "ستاندرد آند بورز" في مسار البلاد خصوصا ما يتعلق بالجدارة الائتمانية الحالية.
وبحسب وكالة ستاندرد آند بورز، فإن "التنفيذ المستمر للإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وإصلاحات الميزانية سيساعد في إضفاء الطابع الرسمي على الاقتصاد بشكل أكبر ويجعله أكثر شمولا وتنافسية، وبالتالي تحفيز نمو الناتج المحلي الإجمالي وخفض العجز في الميزانية".
وقد انخفض عجز الموازنة والميزان التجاري (المؤشر الذي يقيس الفرق بين الصادرات والواردات) "أكثر مما توقعنا في عام 2023، إلى 4.4 في المئة و0.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، على التوالي، ونتوقع استمرار ضبط الأوضاع المالية"، تقول الوكالة.
وتشير إلى إمكانية رفع التصنيف خلال الـ 12 إلى 18 شهرا المقبلة إذا استمر المغرب في الإصلاحات الهيكلية، ما يؤدي إلى تعزيز النمو الاقتصادي، وقاعدة ضريبية أوسع، واستمرار خفض العجز.
وعلى العكس من ذلك، قد يتراجع التصنيف المغربي إذا تراجع النمو أو التحكم بالميزانية أو توقف الزخم الإصلاحي. لكن في الوقت الراهن، تتوقع "ستاندرد آند بورز" تسارع النمو الاقتصادي السنوي إلى 3.6 في المئة بين عامي 2024 و2027، إلى جانب انخفاض عجز الموازنة إلى 3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027 مدعوما بارتفاع الإيرادات والإصلاحات المستدامة.
تحديات اقتصادية
وعلى الرغم من الصعوبات العالمية والإقليمية والمحلية، فقد حافظ الاقتصاد المغربي على أداء قوي، وفق الوكالة الدولية، إذ انتعش قطاع السياحة بشكل مهم في عام 2023، متجاوزاً مستويات ما قبل الوباء.
وفي عام 2023، كان عدد السياح الوافدين أعلى بنسبة 12.3 في المئة من مستويات قبل الجائحة، وهو أداء أفضل من المتوسط العالمي، على الرغم من الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز (وسط البلاد) في سبتمبر 2023.
ووفقا للوكالة، فإن الاقتصاد المغربي واجه رياحا عالمية وإقليمية معاكسة في السنوات الأخيرة، من بينها الارتفاع في أسعار الطاقة والمواد الغذائية، إثر الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعيات وباء كوفيد-19، ونوبات الجفاف المتعددة.
ومع ذلك، فقد حافظت البلاد على قدرتها على الوصول دون قيود إلى التمويل الخارجي والمحلي.
وانخفض عجز الميزان التجاري إلى 0.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، مقابل التقديرات السابقة البالغة 2.7 في المئة، "ما يعكس جزئيا استمرار تنويع مصادر الدخل في الاقتصاد، فالقطاعات الرئيسية الموجهة نحو التصدير في المغرب في الوقت الحالي هي السياحة والسيارات والفوسفات".
المصدر: أصوات مغاربية/ موقع وكالة "ستاندرد آند بورز"