عنوانها المساجد.. بوادر أزمة جديدة بين الأوقاف الليبية وأتباع الإباضية
أصدر "المجلس الأعلى للإباضية" في ليبيا بيانا يدين فيه "تدخل الهيئة العامة للأوقاف الحكومية في شؤون مساجد المذهب الإباضي بمناطق الجبل الغربي"، وذلك على خلفية تصريحات صدرت عن الهيئة مؤخراً.
وفي مقطع مصور استنكر المجلس، الذي يمثل مرجعية لأتباع المذهب الإباضي في ليبيا، ما قال إنها منشورات للهيئة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية أفتت فيها بعدم قبول شهادة "أهل البدع والأهواء" في إشارة لأتباع المذهب الإباضي بحسب ما يفهم من البيان الذي أشار إلى خلط الهيئة بين "أهل الحق من الإباضية بأهل الأهواء" معتبراً ذلك دعوة إلى سفك الدماء وإيقاظاً الفتن".
المطالبة بحل هيئة الأوقاف
وتداولت مواقع إخبارية ليبية وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للناطق باسم المجلس الأعلى للإباضية في ليبيا، محذرا فيه من تصريحات الهيئة التي قال إنها "تخضع لهيمنة أتباع الفكر +المدخلي+" .
شاهد | بيان المجلس الأعلى لـ #الإباضية في ليبيا رداً على منشور الهيئة العامة للأوقاف في #طرابلس#أبعاد #ليبيا pic.twitter.com/3Gki0pEEuQ
— أبعاد (@abaadnews_ly) June 26, 2024
واعتبر البيان ما نشرته هيئة الأوقاف يندرج تحت طائلة القانون لأنه "عمل إجرامي وفقاً لما تقرره أحكام قانون العقوبات الليبي"، محملاً المسؤولية لكل من المجلس الأعلى للدولة ومجلس الوزراء عن "السلوك الإجرامي الصادر عن اتباعهم من القائمين على الهيئة العامة للأوقاف".
وطالب المجلس والحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لحل الهيئة وإعادة بنائها "على النحو الذي يكفل احترام الإعلان الدستوري وتمثيل الهيئة لكافة المذاهب الإسلامية الأصيلة في المجتمع الإسلامي الليبي"، مهدداً بمقاطعة الهيئة في المناطق التي تتبع المذهب الإباضي واستحداث هيئة أوقاف "إباضية" تتبع الحكومة بشكل مباشر.
المداخلةالوهابية ينشرون:عدم جوازشهادة الإباضية!!
— 🇱🇾 الإباضية في ليبيا 🇱🇾 (@Libyan_Ibadis) June 22, 2024
هيئةالأوقاف يصرف عليهاالملايين من ميزانيةالدولةالليبيةحتى تقوم بنشرمناشيرتحرض على الحرب الأهلية/المذهبية
وهنانتساءل هل الذين يعملون على رأس هذه الهيئةهم ليبيون؟!
وماداموا يرون أن شهادتنالاتقبل،فحري بناأن ندير أوقافناومساجدنابأنفسنا pic.twitter.com/KUoMeG1Nwx
وفي منشورها الذي أثار غضب اتباع المذهب الإباضي، أفتت الهيئة التي تتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها بعدم جواز شهادة "أهل البدع"، وأدرجت الإباضية من بين الفئات المقصودة بالمنشور.
وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها الخلاف المذهبي والفكري بين أتباع المذهب الإباضي وهيئات الأوقاف التابعة للحكوميتين في الشرق والغرب، وذلك على خلفيات فتاوى وتصريحات تصف الإباضية بالبدعة أوبأصحاب الفكر الضال أو "الخوارج"، وهو الأمر الذي ينفيه أصحاب هذا المذهب المنتشر في مناطق ليبيا ذات الطابع الأمازيغي.
المجلس الأعلى للإباضية في #ليبيا يدين "تعدي وتدخل" الهيئة العامة للأوقاف على المساجد الإباضية بمناطق الجبل الغربي ويحذر "للمرة الأخيرة" من انتهاجها "فكرا إقصائيا" و"عدم احترام" كل المذاهب في ليبيا.#زوايا #ليبيا pic.twitter.com/jxzbFEDWuK
— زوايا (@zawaya_ly) July 28, 2023
وفي بيان صدر قبل أعوام، ندد مكتب الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في مدينة زوارة (أقصى غرب الساحل الليبي)، بفتوى صادرة عن "اللجنة العليا للإفتاء" بالحكومة المؤقتة السابقة، اعتبرت الأباضية "فرقة منحرفة وضالة"، وأنهم "من الباطنية الخوارج، ولا يجوز الصلاة وراءهم"، معتبراً ذلك دعوى صريحة للفتنة، وتحريضًا مبطنًا على التقاتل وتكفير لأهل البلاد الذين عاشوا قرونًا كمجتمع إسلامي واحد.
جدال مذهبي
ويرى المخالفون للإباضية خاصة من أتباع التيار السلفي "المدخلي" أن الإباضية متفرعة مع مذهب الخوارج، وأن الإباضيِين يعتبرون من الخوارج المعتدلين، وهو الأمر الذي ينفيه أتباع المذهب الإباضي.
المجلس الأعلى لطائفة الإباضية الامازيغية بالمنطقة الغربية : يطالب حكومة #الدبيبة بحل هيئة الأوقاف " و يعلن عن مقاطعة هيئة الأوقاف في مناطق الامازيغ و مؤگدآ ع تشكيل هيئة أوقاف لإباضية مستقلة في غرب #ليبيا #حساب_المواطن
— Majed Alshrif 🇵🇸 (@majedalshrif4) June 27, 2024
وتفاعلاً مع بيان المجلس الأعلى للإباضية في ليبيا، علق مرتادو مواقع التواصل بطرق متنوعة بين مؤيد لهذا الطرف أو ذلك، فيما طالبت أصوات كثيرة بتجنب الخوض في الخلافات المذهبية.
المداخلة غريب أمرهم ياخدوا بكلام سحنون و هو من فقهاء المذهب المالكي في القرن الثالث الهجري
— ⵣ لِلا ندى - (@Tamaz223) June 23, 2024
وكان المسؤول عن القضاء في دولة الأغالبة المشهورة بحروبها مع الأمازيغ الإباضية - المداخلية الليبية يبوا يزرعوا فتنه بين العرب و الامازيغ في الغرب عليك جو سحنون ياعربي pic.twitter.com/hyAVxgA10p
وينظر مدونون ونشطاء عبر مواقع التواصل إلى أتباع التيار السلفي "المداخلة" على أنهم متنفذون في بعض أجهزة الدولة وعلى رأسها "هيئة الأوقاف"، ويتهمونهم بمحاولة "زرع الفتنة بين العرب والأمازيغ" في ليبيا عبر مدخل المذهب والفتاوى الدينية.
وتتبع المناطق والمدن الناطقة بالأمازيغية في ليبيا عموماً المذهب الإباضي، المنسوب إلى عبد الله بن إباض التميمي، وينتشر أيضاً في دول أخرى بينها غالبية سكان سلطنة عُمان ومناطق جبل نفوسة وفي زوارة بليبيا، ووادي ميزاب في الجزائر وجربة في تونس وبعض المناطق الأخرى في شمال أفريقيا وزنجبار.
المصدر: أصوات مغاربية