يحتفل المغرب، في 10 أغسطس من كل عام بيوم الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وهي مناسبة لتعزيز الصلة مع ملايين المغاربة الذين يعيشون خارج الحدود، والوقوف على دورهم الاقتصادي المتزايد.
وبات "مغاربة العالم"، كما يُطلق عليهم بالمغرب، يلعبون دورا محوريا وأساسيا في اقتصاد بلادهم، وخاصة تحويلاتهم تمثل نحو 7 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي للبلاد منذ انتشار جائحة فيروس كورونا.
في هذا السياق، أفاد التقرير السنوي لمكتب الصرف، الصادر مؤخرا، بأن هذه التحويلات بلغت 56.72 مليار درهم (5 مليارات دولار) عند متم شهر يونيو الأخير، مقارنة بـ55.69 مليار درهم خلال الفترة نفسها من عام 2023.
وأضاف التقرير أن هذه التحويلات "سجلت مستوى قياسيا عام 2023"، موضحا أنها بلغت 115,3 مليار درهم (11 مليار دولار) مقابل 110 مليار درهم (11.1 مليار دولار) عام 2022، أي نسبة ارتفاع بلغت 4.1 في المائة.
وأشار التقرير إلى أن متوسط النمو السنوي لهذه التحويلات بلغ 19.2 في المائة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2020 و2023، حيث زادت لدى المغاربة المقيمين بالسعودية بـ47 في المائة وعند المقيمين بالإمارات العربية المتحدة بـ28 في المائة، فيما قدر التقرير نسبة ارتفاع مساهمات المغاربة المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية بـ11 في المائة.
وبشكل عام، أوضح التقرير أن مغاربة فرنسا ما يزالون في صدارة هذه التحويلات، إذ يمثلون لوحدهم 30 في المائة من إجمالي تحويلات "مغاربة العالم"، يليهم مغاربة إسبانيا بـ12 في المائة ثم السعودية بـ10 في المائة.
معطيات وأرقام رسمية
وبلغ مجموع المهاجرين المغاربة المسجلين لدى شبكة قنصليات المملكة عبر العالم 5.1 مليون شخص إلى حدود شهر أبريل من عام 2021، ما يمثل نحو 15 في المائة من مجموع ساكنة البلاد، بحسب تقرير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي (مؤسسة رسمية).
ونوه المجلس في التقرير الذي أصدره عام 2023، إلى أن هذا العدد يمكن أن يصل إلى 6 ملايين ونصف، إذا ما أخذ بعين الاعتبار عدد المهاجرين غير المسجلين لدى المصالح القنصلية.
وتستقطب الدول الأوروبية نحو 89 في المائة من مجموع المهاجرين المغاربة المقيميين بالخارج، على الرغم من أن هذه الجالية تستقر في أكثر من 100 بلد حول العالم.
وتضم فرنسا لوحدها أكثر من مليون مهاجر مغربي تليها إسبانيا بنحو مليون شخص، ثم إيطاليا بنحو 500 ألف مهاجر مغربي.
على صعيد آخر، أفاد تقرير صادر عن المندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة احصاء رسمية)، بأن 78 في المائة من "مغاربة العالم" غادوا المغرب خلال الفترة الممتدة بين 2000 و2018، لافتا إلى أن 24 في المائة منهم أقدموا على خطوة الهجرة منذ عام 2015.
وبشكل عام تتسم الجالية المغربية المقيمة بالخارج بكونها جالية شابة، حيث قدر بحث المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن 60 في المائة منهم تتراوح أعمارهم بين 15 و39 عاما، كما تتسم هذه الجالية بكون أن أكثر من ثلثها تتوفر على مستوى تعليمي عال، وفق المؤسسة نفسها.
المصدر: أصوات مغاربية