تقارير

3 مرشحين لرئاسة تونس.. ماذا تعرف عنهم؟

12 أغسطس 2024

قبلت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، السبت، مبدئيا ثلاثة ترشيحات لخوض غمار الانتخابات الرئاسية التي تقام يوم السادس من شهر أكتوبر المقبل.

والمرشحون الثلاثة الذي تم قبول ملفاتهم هم الرئيس قيس سعيد والأمين العام لـ"حركة الشعب" زهير المغزاوي ورئيس حركة "عازمون" العياشي الزمالي، فيما يمكن لبقية المرشحين الطعن أمام القضاء في رفض ملفاتهم.

ومن أصل 17 ملفا تم قبول 3 ملفات ورفض البقية بسبب عدم تقديم جميع الوثائق والمستندات المطلوبة من ذلك التزكيات الشعبية.

ومن بين المعايير التي يفرضها القانون، ضرورة تأمين تزكيات من عشرة برلمانيين أو 40 مسؤولا محليا منتخبا، أو 10 آلاف ناخب مع ضرورة تقديم 500 تزكية على الأقل في كل دائرة انتخابية.

هذه بعض المعلومات عن المرشحين الثلاثة الذين سيخوضون السباق نحو قصر قرطاج:

قيس سعيد

فاجأ أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد الأوساط السياسية والإعلامية في انتخابات الرئاسة عام 2019 بفوزه في ذلك السباق رغم وجود مرشحين من "الوزن الثقيل".

وقبل تلك الانتخابات، كان سعيد خبيرا دستوريا معروفا له الكثير من الآراء والمواقف حول القضايا القانونية خصوصا قبل مصادقة البرلمان على دستور 2014.

قيس سعيد

وبعد انتخابه، اصطدم سعيد في عدة محطات بالبرلمان والحكومة، ليعلن يوم 25 يوليو 2021 عن إجراءات استثنائية تم بمقتضاها تجميد البرلمان وإقالة رئيس الحكومة.

وفي وقت لاحق، عرض دستورا جديدا حظي بموافقة الأغلبية، وتم تضمينه صلاحيات رئاسية واسعة.

وتقول أقطاب المعارضة في تونس إن سعيد ضيق على خصومه السياسيين ليمهد الطريق لنفسه نحو عهدة رئاسية جديدة، وهو الأمر الذي ينفيه.

زهير المغزاوي

زهير المغزاوي أستاذ تعليم ثانوي من مواليد محافظة قبلي بالجنوب الغربي للبلاد، وفق ما جاء في موقع "مرصد مجلس" التابع لمنظمة "بوصلة"، وهو من السياسيين المعروفين لدى جزء واسع من الرأي العام بعد أن شغل سابقا منصب نائب برلماني.

والمغزاوي أمين عام "حركة الشعب" (قومية)، وتعرف عنه الكثير من المواقف  والتصريحات ذات الطابع "العروبي".

زهير المغزاوي- المصدر: صفحته على فيسبوك

وحركة الشعب من أبرز الأحزاب التي ساندت الإجراءات الرئاسية في 25 يوليو 2021، ما جعل البعض يصف ترشحه بـ"الشكلي".

لكن القيادي بالحركة أسامة عويدات قال في تصريح سابق لـ"أصوات مغاربية" إن ترشح المغزاوي "جدي ويرتكز على برنامج مكثف ومحدد زمنيا".

العياشي الزمال

العياشي الزمال رجل أعمال سبق له أن شغل منصب نائب في البرلمان ورئيس للجنة الصحة في مجلس نواب الشعب.

ورغم أنه لا يحسب من "الشخصيات السياسية البارزة" فقد فاجأ قطاعا واسعا من الرأي العام بقدرته على تجميع أزيد من 10 آلاف تزكية شعبية من دوائر انتخابية مختلفة، كما أمن بقية الشروط كبطاقة السوابق العدلية ليدخل رسميا السباق الرئاسي.

العياشي الزمال- المصدر: صفحته على فيسبوك

وسبق للزمال وهو أصيل محافظة سليانة بالشمال الغربي لتونس أن انتمى لحزب "تحيا تونس" الذي كان يقوده رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد.

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

صناعة الطيران بالمغرب
صناعة الطيران بالمغرب

بعد أن ضمن مركزه ضمن الدول الـ20 المصنعة لأجزاء الطائرات، بدأ المغرب يتطلع لصناعة طائرة كاملة بحلول عام 2030 مستفيدا من الخبرات التي راكمها طيلة السنوات الأخيرة من خلال شراكاته مع عدد من الفاعلين الدوليين في المجال.

هذا التحدي أعلن عنه وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزور، بمجلس النواب (الغرفة الأولى) في ماي الماضي، ضمن مسعى جديد لترسيخ مكانة الرباط كأحد أبرز الوجهات الرئيسية في صناعة الطيران.

وقال حينها إن "المغرب يقوم بصناعة أصعب المكونات التي يحتاجها قطاع الطيران، وهناك طموح مشروع اليوم، لإنتاج أول طائرة ستقلع من المغرب.. سيتم تجميع جميع أجزائها في المملكة.. هذا هو الهدف الذي يعمل المغرب لتحقيقه".

ويأتي هذا التصريح لينضاف للازمة يرددها المسؤولون المغاربة في اجتماعاتهم مع كبار المستثمرين الأجانب وهي أن المغرب حقق نجاحا في صناعة الطائرات حتى باتت "كل طائرة تجارية تحلق في السماء تضم على الأقل قطعة واحدة تم تصنيعها بالمغرب".

وتستند هذه التصريحات إلى تقارير وطنية ودولية أكدت تحول المملكة في العشرين سنة الماضية إلى منصة دولية لإنتاج وصناعة أجزاء الطائرات وباتت صادرات القطاع تحقق ملياري دولار سنويا.

ووفقا لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب الصرف (مؤسسة مغربية رسمية) حقق قطاع صناعة الطائرات خلال النصف الأول من العام الجاري نموا بنسبة 20 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.

وذكر التقرير أن صادرات القطاع بلغت 15.34 مليار درهم (1.5 مليار دولار) نتيجة ارتفاع مبيعات التجميع بـ32 في المائة ومبيعات نظام ربط الأسلاك الكهربائية بنسبة 2.2 في المائة.

وبلغ مجموع الشركات المستثمرات في القطاع أزيد من 142 شركة باندماج محلي يزيد عن 40 في المائة، ويعمل في هذه الوحدات الصناعية 20 ألف عامل مؤهل، 42 في المائة منهم نساء، وفق معطيات رسمية.

قوانين واستقطاب

وخلال العشرين سنة الماضية، زادت الاستثمارات الأجنبية في القطاع ما دفع المغرب مؤخرا إلى مواكبة هذا التطور، باعتماد قوانين جديدة.

وصادقت الحكومة المغربية في أبريل الماضي على مشروع مرسوم يتعلق بتصميم الطائرات وإنتاجها، يتم بموجبه تحديد معايير تصميم الطائرات وإنتاجها وصيانتها.

ويحدد هذ المشروع المواصفات التقنية التي يتعين احترامها من قبل الراغبين في الحصول على الاعتماد الذي تسلمه السلطة الحكومية المكلفة بالطيران المدني، من أجل اتصميم الطائرات وإنتاجها وصيانتها بالمغرب، وفق بيان لوزارة النقل واللوجستيك المغربية.

وينقسم نشاط الشركات العاملة في القطاع بين شركات متخصصة في صناعة الأسلاك الكهربائية للاتصال البيني، وشركات متخصصة في الصيانة والإصلاح والفحص وأخرى تنشط في مجال هندسة الطائرات.

ومن بين تلك الشركات، شركة سافران الفرنسية الرائدة في مجال صناعة محركات الطائرات التي تتوفر وفق وزارة الصناعة المغربية، على أكبر موقع إنتاجي لصناعة الطيران بالمغرب.

ومنها أيضا شركة بوينغ الأميركية التي زادت من مستوى حضورها بالمغرب في ماي الماضي بمنح شركة كندية تستقر بالمغرب شهادة التوريد، مما سيسمح للأخيرة بتزويد بوينغ بالأجزاء المصنعة لطائراتها.  

كما قررت شركة "هيكسيل" الأميركية لصناعة هياكل الطائرات أن تزيد من مساحة مصنعها بالمغرب، وقالت في تصريحات عام 2021 إن القرار راجع لليد العاملة المؤهلة ولمناخ الاستثمار الذي توفره المملكة للشركات الأجنبية.

ورفعت الشركة من مساحة مصنعها الواقع في المنطقة الحرة "ميد بارك" بالدار البيضاء لتصل إلى 24 ألف متر مربع، كما قررت الرفع من عدد العاملين في المصنع إلى 400 مستخدم، بحلول عام 2023.

بدورها، تعتمد شركة إيرباص الأوروبية على المغرب مؤخرا للرفع من انتاجها، وباتت طائرتها تضم أكثر من 140 مكونا تم تصنيعه بالمغرب، وفق ما أكده هادي عاكوم، نائب رئيس المبيعات لأفريقيا في إيرباص في تصريحات صحفية.

وتستفيد هذه الشركات من الموقع الاستراتيجي للمغرب القريب من أوروبا، وأيضا من توفر البلاد على شبكة مواصلات تربط نقاط الإنتاج بميناء طنجة المتوسط.

تلعب الحوافز الضريبية أيضا دورا محوريا في تشجيع المصنعين على الانضمام إلى هذه السوق، إلى جانب توفر المغرب على أزيد من 20 ألفا من اليد العاملة المؤهلة.

تحديات في الأفق

مقابل ذلك، تواجه القطاع تحديات جمة مرتبطة بتقلبات السوق الدولية ونقص اليد العاملة المؤهلة، وأيضا الضغوط التي باتت تفرضها المنظمات الناشطة في مجال البيئة على الشركات العاملة في القطاع.

ويواجه قطاع الطيران المغربي منافسة شرسة من دول أخرى تسعى هي الأخرى إلى تحقيق الغاية نفسها، استمالة واستقطاب كبار المصنعين حول العالم كمصر والإمارات والسعودية ودول أخرى من أفريقيا جنوب الصحراء.

ويسعى المغرب في المرحلة القادمة إلى الرفع من معدل اندماج صناعاته وتعزيز وتقوية سلاسل التوريد، ضمن جهود أخرى تبذل لمواجهة تلك التحديات.

المصدر: أصوات مغاربية