وبخصوص ما حدث السبت، قال جهاز الأمن الداخلي بليبيا إن "أعضاء الجهاز تمكنوا من إحباط محاولة تهريب كمية من الذهب والعملة الأجنبية، وذلك أثناء تأدية مهامهم في إجراءات تفتيش حقائب المسافرين المتجهين إلى تركيا".
وعرض جهاز الأمن الداخلي صورا للحقائب الأربعة التي تحتوي على سبائك الذهب وعملات اليورو النقدية، مؤكدا أنه تم إلقاء القبض على المتورطين في العملية.
وقبل ذلك، وتحديدا في ماي الماضي، أمر النائب العام بسجن مدير عام مصلحة الجمارك وقيادات إدارية بمطار مصراتة الدولي، بتهمة "التآمر" لتهريب نحو 26 ألف كيلوغراما من سبائك الذهب.
وأواخر 2023، أعلن جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة إحباط تهريب 25 كيلوغراما من الذهب، فضلا عن ثلاثة ملايين يورو، في مطار معيتيقة الدولي قبل انطلاق رحلة كانت متجهة إلى مصر.
بحث عن الأسباب
يربط تقرير أممي بين تطور نشاط تهريب الذهب في ليبيا وتطورات أنشطة التنقيب والاستخراج غير المرخص للذهب في بلدان الساحل الأفريقي، خصوصا تشاد والنيجر، البلدان المحاديان لليبيا.
ووفقًا للتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في ماي الماضي، أصبحت ليبيا واحدة من المناطق الرئيسية لـ"تعدين الذهب"، ويشمل ذلك التنقيب عنه واستخراجه بطرق غير مرخصة، حيث تجذب الآلاف من المهاجرين التشاديين وغيرهم. وقد زعم الرئيس المنتخب لتشاد، محمد إدريس ديبي، في مقابلة تلفزيونية، أن الذهب المستخرج من تشاد يُقدّر بقيمة 95 مليون دولار ويُهرّب أسبوعيًا إلى ليبيا.
وتُقدّر تشاد أن هناك حوالي 63,772 شخصًا يشاركون في "تعدين الذهب" في البلاد، وينتجون نحو 8,254 كيلوغرامًا، معظمها غير مرخص. وأبرزت الوكالة الأممية أن تجارة الذهب غير المرخصة في النيجر وتشاد تتخذ من ليبيا منفذا لها نحو الخارج.
وهنا ينقل التقرير الأمم مدينة "القطرون" في جنوب ليبيا أصبحت واحدة من أكبر مراكز تجارة الذهب غير القانونية في المنطقة.
كما ربط فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالسودان بين وجود ملحوظ للمجندين السودانيين المسلحين في الأراضي الليبية وبين أنشطة استغلال وتهريب الذهب على الحدود التشادية-الليبية.
اقتصاد حرب
قبل ذلك، كان تقرير لمنصة XCEPT المتخصصة في رصد تداعيات النزاعات الحدودية في العالم، قد أفاد في 2021 بأن بتداخل بين الجهات المسلحة والتنقيب عن الذهب وتهريبه والهجرة في منطقة الحدود الثلاثية بين ليبيا وتشاد والسودان.
كما كشف التقرير أن مقاتلي الجماعات المسلحة عبر حدود البلدان المذكورة متورطة في عمليات تهريب الذهب، مبرزا أيضا أن العمال المهاجرين الذين ينتهي بهم المطاف في المنطقة يتم تشغيلهم في هذا النشاط، ضمن "اقتصاد حرب" نشط.
وأضاف التقرير أنه اتضح أن كثيرا من المهاجرين المتجهين إلى أوروبا ظلوا يعملون في مناجم الذهب لدفع تكاليف مراحل رحلتهم، موضحا أنهم غالبًا ما يتعرضون لعمليات ابتزاز من الجماعات المسلحة التي تسيطر على المناطق على طول الطريق.
المصدر: أصوات مغاربية