أغلقت نحو 30 بالمئة من المخابز العصرية التي تنتج الخبز غير المدعم أبوابها في ظل الاضطرابات الحادة في توزيع الدقيق، وفق ما كشفه مهنيون في القطاع.
وأثارت هذه التطورات مخاوف من حدوث أزمة خبز جديدة خاصة مع اقتراب أشهر الصيف التي تتضاعف فيها معدلات الاستهلاك.
أسباب الأزمة
رجح محمد الجمالي، رئيس المجمع الوطني للمخابز العصرية (مجمع مهني مستقل)، أن تضطر 50 بالمئة من المخابز إلى الإغلاق في الأيام المقبلة في حال تواصل أزمة التزود بالمواد الأولية لصنع الخبز.
وأضاف، في تصريح لإذاعة "إكسبرس أف أم"، أن المخابز غير المصنفة تتزود تقريبا بـ40 بالمائة من حصتها العادية من الدقيق، قائلا "في الأيام أو الأشهر القادمة يمكن أن لا نجد خبزا في تونس".
وتنقسم المخابز في هذا البلد المغاربي إلى نوعين، الأول مصنف ويتمتع بدعم الدولة للمواد الأولية، بينما لا يحظى النوع الثاني بهذا الدعم، ويتعلق الأمر بالمخابز غير المصنفة أو العصرية.
وإلى جانب الاضطرابات في توزيع مادة الدقيق، يطالب أصحاب المخابز الدولة بتسديد ديونها المتراكمة لفائدتهم مقابل إنتاج الخبز المدعم.
وتدعم السلطات أسعار الخبز بنحو 300 مليون دولار سنويا، وفق إحصائيات رسمية.
ووفقا للمعطيات الرسمية أيضا، يتم إتلاف أكثر من 320 مليون قطعة خبز سنويا، ما دفع خبراء للمطالبة بإدخال تعديلات على نظام الدعم.
مفاوضات صندوق النقد
وتعليقا على هذه التطورات، يقول الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي إن "هذه الأزمة متوقعة في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها البلاد وتعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي".
ولم تتوصل تونس بعد لاتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد بقيمة 1.9 مليار دولار، وقد سبق للرئيس قيس سعيد أن عبّر عن رفضه لما يصفه بـ"إملاءات" هذه المؤسسات المالية.
وأضاف الشكندالي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن "المزودين الدوليين باتوا يطالبون بضمانات مالية أكبر لتوريد عدة مواد وذلك بسبب تدني التصنيف الائتمائي للمؤسسات المالية التونسية".
واستوردت البلاد في الفترة الممتدة بين العام 2012 والعام 2016 حوالي 33 في المائة من حاجياتها من القمح الصلب و71 في المائة من الشعير و85 في المائة من القمح اللين.
ويتوقع الخبير ذاته أن تمتد هذه الأزمة لتشمل قائمة أخرى من السلع الأساسية الموردة في صورة استمرار الغموض حول المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وشهدت الأسواق التونسية على امتداد الأشهر الأخيرة اضطرابات واسعة في التزود بلائحة طويلة من المواد الأساسية كالزيت والسكر والقهوة والوقود وغيرها، في تطور يفسره خبراء بالأزمة المالية الحادة بينما تلقي فيه السلطات باللوم على المحتكرين والمضاربين.
والسبت، ناقش الرئيس قيس سعيد مع وزيرة التجارة ما وصفه بـ "ندرة الخبز في عدد من الولايات على غرار القيروان وسليانة"، مُرجعا هذه الندرة إلى "سعي البعض إلى تأجيج الأوضاع الاجتماعية والعمل على افتعال الأزمات".
المصدر: أصوات مغاربية