تضررت عشرات المدارس في المناطق التي ضربها إعصار "دانيال" بشرق ليبيا في 11 من سبتمبر الحالي، وأدت الفيضانات الناجمة عنه إلى سقوط الآلاف من سكان مدينة درنة بين قتيل ومفقود، إضافة إلى تدمير جزء كبير من المدينة إضافة إلى مدن وقرى أخرى بمنطقة الجبل الأخضر.
وأعلن مدير عام مصلحة المرافق التعليمية الليبية، علي القويرح، أن إجمالي المدارس المتضررة جراء السيول والفيضانات بالمنطقة الشرقية بلغ 114 مؤسسة، موزعة على 15 بلدية بالمنطقة الشرقية، مصنفة حسب نوع الصيانة المطلوبة شاملة أو خفيفة.
الأكثر تضرراً
وقال القويرح، في تصريحات خلال اجتماع فريق الطوارئ والاستجابة السريعة التابع لحكومة الوحدة الوطنية بطرابلس، إن العدد الأكبر من المدارس المتضررة كان في مدينتي البيضاء ودرنة.
وتابع المسؤول الليبي أن 95 في المئة من المدارس التي تحتاج صيانة خفيفة تم الانتهاء منها، مردفاً أن المدارس التي تتطلب صيانة شاملة سيتم نقل طلبتها إلى مدارس أخرى، بالتنسيق مع إدارة التعليم التقني والفني بوزارتي التعليم والتعليم العالي.
دعم نفسي للمجتمع التعليمي
وتحدث مختصون في ليبيا عن أن الضرر الذي سببته عاصفة "دانيال" تجاوز المباني والمرافق التعليمية إلى إحداث تأثيرات نفسية على التلاميذ خاصة في مرحلة التعليم الأساسي.
من جانبه، أعلن رئيس الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة إن التنسيق جار مع وزارة الشؤون الاجتماعية لتشكيل فريق للدعم الاجتماعي والنفسي في المناطق المنكوبة والتنسيق مع مع المكاتب ذات العلاقة في المناطق المنكوبة.
ويتضمن ذلك، بحسب الإعلان الذي نقلته منصة "حكومتنا" الرسمية، تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمجتمع التعليمي، بما في ذلك توجيه الطلاب والمعلمين للتعامل مع التحديات النفسية التي قد تنشأ جراء الكارثة.
وفي هذا الصدد، ذكر الخبير النفسي محمد أبي الأشهر أن الأطفال من سن 3 إلى 12 سنة (سن الروضة والدراسة الابتدائية) يكونون عرضة لأعراض الصدمة قد تمتد للإصابة لما يعرف طبياً بـ "اضطراب مابعد الصدمة".
وأوصى أبي الأشهر، في حديث لـ"أصوات مغاربية"، بإيلاء اهتمام خاص بهؤلاء كونهم من "الفئات الأكثر تأثراً" بالكارثة التي مرت بها البلاد، لافتاً إلى وجود احتمال لتأخر ظهور بعض الأعراض من أسابيع إلى 6 أشهر أو أكثر.
خطة دراسية بديلة
وفي إطار جهود التعامل مع مابعد الإعصار، أصدر وزير التربية والتعليم بحكومة الوحدة الوطنية قراراً بتشكيل لجنة تتولى إعداد مقترح بالخطة الدراسية البديلة للعام الدراسي 2024/2023 للمناطق المُتضرِّرة جرَّاء الكارثة الطبيعية التي حلَّت بالمنطقة الشرقية.
أصدر وزير التربية والتعليم موسى المقريف، قراراً بتشكيل لجنة تتولَّى إعداد مقترح بالخطة الدراسية البديلة للعام الدراسي 2024/2023 للمناطق المُتضرِّرة جرَّاء الكارثة الطبيعية التي حلَّت بالمنطقة الشرقية.#حكومتنا #ليبيا#حكومة_الوحدة_الوطنية pic.twitter.com/EnCvtGztXN
— حكومتنا (@Hakomitna) September 19, 2023
ومن جانبه، أعلن رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة الثلاثاء، إصدار توصياته بفتح أبواب الجامعات والمعاهد العليا للطلبة النازحين وقبولهم "في أي مستوى" دراسي، إضافة إلى فتح الأقسام الداخلية للدراسة أمام الطلبة في أي مستوى دراسي.
وبالإضافة للمدارس المتضررة، تواجه العملية التعليمية في مدن شرق ليبيا تحدياً آخر يتمثل في أن الكثير من المدارس غير المتضررة في مدينة درنة وغيرها استعملت لإيواء العائلات التي فقدت منازلها، وهو ما قد يؤدي إلى تأخير إعادة فتح تلك المدارس لاستقبال التلاميذ.
يردوا الدراسه على اي اساس؟ اهالينا من المناطق المتضرره مزالو في المدارس… ولو ردو الدراسه اطفال درنه شن حيديرو؟ https://t.co/V2la7MrfvF
— Yousef (@Joeseph6666) September 17, 2023
وفي أعقاب الكارثة، نزحت مئات العائلات من مدينة درنة إلى المدن المجاورة ما يشكل ضغطاً إضافياً على المؤسسات التعليمية في تلك المناطق. وفي هذا الإطار أعلنت بلدية طبرق (170 كيلومترا شرق درنة) عن بحث الاستعدادات لاستقبال النازحين من المدن المتضررة بما في ذلك تجهيز المدارس لاستيعاب الأعداد الإضافية.
وقدرت الجهات المختصة عدد من فقدو منازلهم في مدينة درنة وحدها بـ أكثر من 30 ألفاً، بينما أحصى الفريق المكلف بحصر الأضرار العدد الإجمالي لمباني المدينة المتضررة بالفيضانات بـ1500 مبنى، بينها 891 مبنى تعرضت للتدمير الكامل.
المصدر: أصوات مغاربية + إعلام محلي