شهدت مدينة درنة الليبية، مساء الإثنين، مظاهرة حاشدة خرج فيها عدد كبير من أهالي المدينة المنكوبة مطالبين بإسقاط الأجسام السياسية الحالية، ورفعوا عدة مطالب تتعلق بمرحلة ما بعد الكارثة.
وندد المتظاهرون الغاضبون من أهالي المدينة بما وصفوه بـ"الإهمال" الذي أدى إلى انهيار سدي وادي درنة ما تسبب في الفيضانات التي ضربت المدينة وخلفت آلاف الضحايا من قتلى ومصابين ومفقودين ومشردين وألحقت دمارا واسعا بالعديد من المباني.
"مجلس بلدي جديد"
وطالب المتظاهرون في بيان ألقوه أمام "جامع الصحابة"، أكبر مساجد المدينة، بحل المجلس التسييري لبلدية درنة وفتح تحقيقات حول إهمال صيانة السدود وتقديم المسؤولين للعدالة.
واستند البيان إلى تقارير متداولة تفيد بتحذيرات سابقة من انفجار السد وحدوث فيضان كانت قُدمت إلى المجلس البلدي لدرنة ولم تتخذ على إثرها الإجراءات اللازمة.
وطالب المتظاهرون بحل سريع لأزمة النازحين ووضع حلول تضمن إقامتهم داخل المدينة وعدم إهمال ذوي الضحايا وتعويضهم عما فقدوه جراء كارثة انهيار السدين.
وشدد المتظاهرون من أهالي المدينة في بيانهم على ضرورة الحرص على مبدأ الشفافية في ملف إعادة إعمار درنة وتشكيل مجلس بلدي جديد مكون من الكفاءات من أبناء المدينة ممن لهم خبرة في إدارة الأزمة وإعادة الحياة للمدينة.
الله أكبر
— هنـا_العاصمة (@aleasima_17) September 18, 2023
الليبيون من جميع مدن #ليبيا وقفوا اليوم أمام مسجد الصحابة مع أهالي #درنة من أجل اسقاط كافة الاجسام السياسية الفاسدة.#العاصمة pic.twitter.com/U6zfE13uWP
وطالب البيان أيضا بتحديد مسمى أي صندوق يتم تخصيصه لإعادة الإعمار بـ"تسمية واضحة توضح المسؤوليات"، مشددين على ضرورة اطلاع المجتمع الدولي على إعادة الإعمار "لضمان نجاحه"، إضافة إلى تولي شركات عالمية قادرة على إنشاء بنية تحتية تلائم المناخ والتضاريس الجبلية للمدينة.
ورفع المتظاهرون شعارات تؤكد على وحدة ليبيا وعبروا عن شكرهم لكل من ساند المدينة في محنتها من كل المدن الليبية وعن امتنانهم للدول التي شاركت في عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا وتقديم الإغاثة والدواء للمتضررين.
"إسقاط مجلس النواب"
وعلى إثر هذه المظاهرة، أعلنت الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب الإثنين إقالة المجلس البلدي لمدينة درنة بالكامل وإحالة أعضائه إلى التحقيق، بحسب الصفحة الرسمية للحكومة على فيسبوك.
وبالإضافة إلى المسؤولين في المدينة، حمّل المتظاهرون الأجسام السياسية في البلاد ورؤسائها المسؤولية عن "التقصير" تجاه المدينة بما في ذلك عدم صيانة السدود.
وهتف المتظاهرون مطالبين بإسقاط مجلس النواب في بنغازي وإقالة رئيسه، عقيلة صالح، فيما توجه عشرات الشبان الغاضبين إلى منزل رئيس مجلس البلدية السابق، عبدالمنعم الغيثي، وقاموا باقتحامه وإضرام النار فيه بحسب ما أظهرته مقاطع فيديو تداولتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
أهل مدينة درنة المنكوبة يقتحمون منزل عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي ويقومون بإحراقه.. ويطالبون بمحاسبة الجميع. pic.twitter.com/UrQxqNdNQq
— Khalil Elhassi (@ElhasseKhalil) September 18, 2023
يذكر أن الادعاء العام في ليبيا كان قد أعلن يوم الجمعة الماضي بدء التحقيقات في انهيار سدي مدينة درنة (شرق)، وذلك وسط تعالي الأصوات للتحقيق في شبهات من بينها الفساد والإهمال، بعد العاصفة "دانيال" التي أودت بحياة الآلاف من سكان المدينة.
وقال الصور في تصريح صحفي من درنة إن التهم المتداولة لا يمكن إثباتها إلا بعد انتهاء التحقيقات "التي ستحدد الوقائع وتبين أركان الجريمة وعناصرها"، مشددا على أنه ستتم محاكمة المشتبه بهم و"لن يكون هناك إفلات من العقاب".
- المصدر: أصوات مغاربية / وسائل إعلام محلية