من الجنوب الجزائري، وتحديدا من مدينة بشار، حيث تنعدم العديد من الوسائل الضرورية لممارسة كرة القدم، إلى أضواء الدوري الفرنسي لهذه السنة.. مسيرة طويلة وشاقة قطعها الدولي الجزائري، هشام بوداوي، كي يصل إلى مستوى يؤهله لاستمالة عدة فرق إنجليزية تسعى للتعاقد معه حاليا.
وقد أبدت وسائل فرنسية ومحلية اهتماما كبيرا بالأداء الذي يقدمه "غزال الصحراء"، كما يطلق عليه، خاصة بعدما قرر نادي "نيس"، مؤخرا، تجديد عقده إلى غاية 2027، ما يؤكد الثقة الكبيرة التي تضعها إدارة الفريق في قدراته الفنية والجسدية.
وحسب موقع "سوكر واي" يكون اللاعب بوداوي (24 عاما) قد سجل في الموسم الحالي 24 ظهورا لعب خلالها حوالي 1741 دقيقة، وقدم فيها عرضا لاقى ثناء خاصا من قبل مدربه ديديه ديغارد، الذي قال في إحدى الندوات الصحافية ""إنه يقدم في الفترة الأخيرة مباريات متتالية من الطراز الرفيع، وهذا هو الجزء الصعب في كرة القدم، هناك بعض اللاعبين الذي يبرزون لفترة ثم يختفون، لكنه بقي في القمة لفترة طويلة وهو أمر مهم لنا".
وأضاف ""بكل صراحة أراه قادراً على فعل أي شيء، بكل صراحة هو من نوعية اللاعبين الذين لا يمكن رسم حدود لموهبتهم، إنه يبهرنا مع كل نهاية أسبوع، طموحاته لا حدود لها، وهو يملك جميع الإمكانات لتحقيقها".
من بشار.. إلى حظيرة الكبار
لم يكن اللاعب هشام بوداوي، المولود عام 1999، يتصور أنه سيقابل في يوم من الأيام النجم الدولي ليونيل ميسي وجها لوجه، بل ويكلف بمراقبته، وهو الأمر الذي حصل الموسمين الماضي والحالي في مقابلات بطولة "الليغ 1"، التي جمعت بين نادي نيس وباريس سان جيرمان.
ولد بودواي وترترع في مدينة بشار، جنوب غرب الجزائر، حيث يعاني شباب المنطقة من ظروف صعبة في ممارسة كرة القدم.
يقول في أحد تصريحاته "أحلم دوما أن أصبح لاعبا كبيرا في كرة القدم"، وهو المشروع الذي بدأ قبل أزيد من عشر سنوات عندما عثر عليه كشافون تابعون للمدرسة الكروية "بارادو"، حيث قرروا تحويله مباشرة إلى الجزائر وإلحاقه بتكوين قاعدي تعلم فيه بوداوي الشيء الكثير وفق ما أكده في تصريحات سابقة.
وتحولت مدرسة بارادو في السنوات الأخيرة إلى أكبر مركز لتكوين اللاعبين المحليين، وتخرج منها في السنوات الأخيرة، الكثير من النجوم الذين يصنعون فرحة الجزائريين في المنتخب الأول، من بينهم رامي بن سبعيني، يوسف عطال، وآخرون.
الطريق إلى المنتخب..
لم يبق اللاعب هشام بوداوي كثيرا في الفئات الصغرى لنادي بارادو الجزائري، حتى تقرر استدعاؤه إلى فئة الكبار وصار بعد أحد أهم القطع الأساسية في هذه التشكيلة، كما لفت انتباه العديد من التقنيين والمختصين في شؤون كرة القدم بالجزائر.
ورشحه ذلك إلى نيل ثقة الناخب جمال بلماضي الذي قرر إشراكه في أحد التربصات وعمره أقل من عشرين سنة، قبل أن ينضم بشكل رسمي إلى قائمة اللاعبين الذين شاركوا في البطولة الأفريقية للأمم، سنة 2019، وأحرزوا الكأس وقتها من العاصمة المصرية، ليشق بعدها طريقه مباشرة إلى الاحتراف.
ويلعب بوداوي في منصب وسط ميداني دفاعي، لكن إمكانياته الفنية كثيرا ما جعلته مهندسا للكثير من اللقطات الهجومية التي مكنت فريقه من إحراز الأهداف.
اتصالات ومفاجآت..
وتحدثت وسائل إعلام مختصة في الآونة عن وجود العديد من العروض من نوادي إنجليزية من أجل ضم الدولي الجزائري، من بينها نادي "أستون فيلا".
وذكرت المصادر أن "بوداوي يستجيب لمواصفات اللاعبين الذين يبحث عنهم النادي اللندني، الذي ينافس هذا الموسم على أحد المراكز الأولى في "البريميرليغ" المؤهلة للمشاركة في منافسة أوروبية الموسم القادم.
ومؤخرا، تحدثت أوساط رياضية بفرنسا عن إمكانية تعطل صفقة انتقال اللاعب إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعدما اشترطت إدراة نادي "نيس" مبلغ 10 ملايين أورو من أجل التنازل، وهو ما يعد أمرا تعجيزيا بالنسبة للفرق الراغبة في ضمه.
وفي انتظار تطور المفاوضات الجارية، رشحت مصادر أخرى أن يكون بوداوي لاعب السنة في ناديه الفرنسي، على خلفية الأداء الرائع الذي قدمه في الموسم الكروي الحالي.
المصدر: أصوات مغاربية