كشفت العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية بالمغرب، الثلاثاء، أن مجموع ديون أندية القسم الأول والثاني في نزاعاتها مع بعض لاعبيها ومدربيها السابقين، بلغت إلى غاية متم يوليو المنصرم، 289 مليون درهم (حوالي 29.4 مليون دولار).
وبحسب ما جاء في وثيقة العصبة، فإن 6 فقط من مجموع 32 ناديا توجد في وضعية سليمة بدون أحكام وبدون نزاعات حالية، بينما يتصدر فريق اتحاد طنجة قائمة الأندية المدينة (حوالي 4.4 مليون دولار) يليه فريق الرجاء الرياضي (حوالي 3.4 مليون دولار) ومولودية وجدة (حوالي 2.8 مليون دولار).
وأثارت تلك الأرقام تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب، حيث وصفها البعض بـ"المخيفة"، وحذروا من تداعيات تلك الديون.
وفي هذا الصدد كتب أحد المتفاعلين "أرقام مخيفة، حوالي 30 مليار هو حجم نزاعات أندية البطولة الاحترافية في القسمين الأول والثاني. إذا اعتبرنا الأمر مرضا فما علينا سوى التشخيص ومحاولة إيجاد العلاج".
وتابع متسائلا "كيف سمح بعض رؤساء الفرق ومكاتبهم المسيرة بالوصول إلى هذا الوضع؟ أين الحكامة وترشيد النفقات؟ ألا توجد رقابة من خلال الجموع العامة؟".
وعلق متفاعل آخر قائلا إن "حجم نزاعات الفرق المغربية دليل على إفلاس المنظومة لتبقى إنجازات المنتخبات مجرد الشجرة التي تخفي الغابة"، داعيا إلى "ربط المسؤولية بالمحاسبة ومتابعة مسؤولي الأندية والمبذرين والمستخفين".
"سوء التدبير والتسيير"
من جانبه، وتعليقا على تلك المعطيات، قال المحلل الرياضي المغربي محمد الماغودي، إن هذه "أول مرة تكشف فيها العصبة الوطنية لكرة القدم عن مديونية الأندية في ما يخص نزاعاتها مع بعض اللاعبين أو المدربين"، مردفا أنها "شجاعة تعكس الشفافية في الكشف عن طبيعة هذه النزاعات المالية وأزمات الأندية المغربية".
وتابع الماغودي تصريحه لـ"أصوات مغاربية"، أن "هذه الشجاعة يجب أن تكتمل صورتها في تفعيل القانون وأن تكون للعصبة القوة في منع جميع الأندية من أي انتدابات حتى تصحح وضعها المالي".
ويرى المتحدث أن الديون الضخمة لتلك الأندية ترجع إلى "تساهل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منذ سنوات والتي كانت تسمح لها (الأندية) بإجراء تعاقدات مع اللاعبين أو المدربين رغم علمها بنزاعاتها المالية".
وبحسب المتحدث ذاته فإن تلك الأرقام تدل على "سوء التسيير والتدبير المالي داخل الأندية المغربية وتدل على أن المسؤولين رغم أزمتهم المالية يضطرون إلى عقد انتدابات إرضاء للجماهير وفي غياب أي استراتيجية"، مضيفا أن "هذه النزاعات من المفروض أن تمنع هذه الأندية من أي انتداب وهو ما سيؤثر على مستواها الرياضي في الموسم الكروي المقبل".
- المصدر: أصوات مغاربية