على غرار الميركاتو الشتوي، لم تتحقق حتى الآن تنبؤات الصحف العالمية التي رجحت في أكثر من مناسبة اتجاه أندية أوروبية كبرى للتعاقد مع عدد من نجوم المنتخب المغربي لكرة القدم، على غرار سفيان أمرابط وحكيم زياش ونجمي نادي إشبيلية الإسباني ياسين بونو ويوسف النصيري.
وكان آخر تلك التنبؤات، ترجيح احتمال تعاقد نادي ريال مدريد الإسباني مع حارس المنتخب المغربي ونادي إشبيلية الإسباني، ياسين بونو لخلافة البلجيكي تيبو كورتوا بعد إصابة الأخير بتمزق في الرباط الصليبي.
احتمال دافعت عنه صحيفة "ماركا" الإسبانية، وقالت في تقرير لها إن الدولي المغربي المفضل والأقرب لحراسة مرمى ريال مريد بالنظر إلى مستواه مقارنة بالحارسين الإسبانيين دي خيا وكيبا أريزبالاغا.
ساعات بعد ذلك، أعلن ريال مريد التعاقد مع أريزبالاغا على سبيل الإعارة من نادي تشيلسي الإنجليزي، لتتأكد من جديد "فشل" تنبؤات الصحف واستمرار تعثر صفقات انتقال اللاعبين المغاربة في سوق الانتقالات الحالي.
موازاة مع ذلك، وخلافا لما ذهبت له صحف رياضية، لم يعلن حتى الآن عن وجود مفاوضات جادة بين نادي مانشستر يونايتد وفيورنتينا الإيطالي لضم متوسط ميدان المنتخب المغربي، سفيان أمرابط، لكتيبة "الشياطين الحمر"، كما "فشلت" صفقة انتقال مواطنه حكيم زياش من نادي تشيلسي الانجليزي إلى النصر السعودي دون توضيحات من الجانبين.
وإلى جانب أمرابط وزياش وبونو، لا جديد أيضا بخصوص صفقة انتقال مهاجم المنتخب المغربي ونادي إشبيلية، يوسف النصيري، إلى إحدى أندية الدوريات الخمس الكبرى، رغم حديث عن وجود اهتمام باللاعب من إنتر ميلان ويوفنتوس ووست هام.
وضع أثار قلق النشطاء في الشبكات الاجتماعية، الذين عبروا عن استغرابهم لاستمرار تعثر أو فشل تلك الصفقات متسائلين عن الأسباب.
بلبودالي: الوكلاء وضعف التسويق
تعليقا على الموضوع، عزا الصحافي الرياضي المغربي، عزيز بلبودالي، سبب "فشل" أو "تعثر" صفقات اللاعبين المغاربة في الميركاتو الصيفي الحالي إلى افتقار هؤلاء اللاعبين لوكلاء أعمال محترفين.
ويتولى وكلاء اللاعبين مهمة تسويق وعرض مهارات اللاعب على أندية كروية كبرى، كما يتولون نيابة عنهم إدارة المفاوضات أو الوساطة بهدف تسهيل انتقالهم مقابل الحصول على عمولة إضافية غالبا ما تصل لآلاف أو ملايين الدولارات.
ويتعقد بلبودالي، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن غياب ما وصفه بـ"ثقافة الوكلاء أو الوسطاء" لدى اللاعبين المغاربة من الأسباب المباشرة وراء "فشل" صفقات انتقالهم إلى أندية كبرى.
وتابع "قليل من هؤلاء من يؤمن بهذه المقاربة الاقتصادية والتجارية، وقبل منهم من يؤمن بأن كرة القدم الحديثة صارت صناعة تستوجب توفر اللاعب على جيش من الوسطاء والمحامين وخبراء التسويق في شبكات التواصل الاجتماعي".
من أمثلة ذلك، إعلان الدولي المغربي حكيم زياش في يوليو عام 2022 انفصاله عن وكيل أعماله مصطفى النخلي، بل أشار في تدوينة على حسابه الرسمي على انستغرام، إلى أنه من سيقرر مستقبله الرياضي في قادم الأيام.
وكتب حينها "لقد وصلت إلى مرحلة في حياتي أشعر فيها أن الوقت مناسب لي لأتحكم بشكل كامل في مستقبلي المهني (...) أرغب في تولي المفاوضات والقرارات المتعلقة بمسيرتي المهنية بمفردي".
على صعيد آخر، لا يعتقد بلبودالي أن سبب تلك التعثرات راجع إلى "النظرة الدونية" للأندية الأوروبية الكبرى اتجاه اللاعبين المغاربة أو الأفارقة بشكل عام، لافتا إلى أنه "عبر التاريخ، نجح لاعبون أفارقة في إثبات ذواتهم وقدراتهم ونجحوا في الانتقال إلى أندية كبرى مقابل ملايين الدولارات، عموما هذه الافتراضية خاطئة مع تسجيل استثناء ربما في البطولة الفرنسية".
المصدر: أصوات مغاربية