تجدد الجدل بقوة هذه المرة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالجزائر، حول احتمال عودة محمد روراوة من جديد لرئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بعد بقاء المنصب شاغرا منذ استقالة رئيسه جهيد زفيزف في يوليو الماضي.
واضطرت لجنة الترشيحات في "الفاف" إلى تمديد آجال تقديم الترشيحات لرئاسة الاتحاد إلى 27 أغسطس الجاري، بعدما لم يقدّم أي عضو ترشحه في المدة الأولى، التي انتهت منتصف أغسطس الجاري، وهي سابقة ما نوعها في تاريخ الاتحاد أن لا يقدم أحد ترشحه رغم تمديد الآجال.
مرحلة عدم استقرار
وتنتهي العهدة الأولمبية للمكتب التنفيذي الحالي للاتحاد في نهاية ديسمبر 2024، ولم يعرف الاتحاد فترة عدم استقرار مثل هذه في تاريخه، حيث استقال رئيسان في عهدة واحدة هما؛ شرف الدين عمارة وجهيد زفيزف.
وأعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف"، في بيان سابق على موقعه الرسمي، تمديد آجال إيداع ملفات الترشح لرئاسته خلال الفترة ما بين 13 أغطس الجاري إلى 27 منه، وتبلغ مدة كل عهدة أربع سنوات.
وأوردت يومية "المساء" الحكومية في عددها لنهار اليوم الأربعاء، نقلا عن مصادر لم تسمّها بأن السبب وراء "قرار تمديد آجال الترشيحات، يعود إلى فسح المجال أمام عودة روراوة إلى الجزائر، بعد فراغه من المشاركة في تنظيم بطولة كأس الملك سلمان للأندية، التي انتهت فعالياتها يوم السبت الماضي".
وأضافت الصحيفة "سيقوم روراوة بالتحضير لملف ترشحه تمهيدا لتولي ولاية رابعة، بعد الأولى ما بين عامي 2001 و2005، والثانية بين 2009 و2013، والثالثة بين 2013 و2017".
مهمة روراوة
ودعا إعلاميون رياضيون وناشطون في القطاع الرياضي إلى إحداث إصلاحات في الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وقالوا إن هذا الأمر لن يتمّ إلى بوجود شخصية قوية تملك خبرة في التسيير وشجاعة في اتخاذ القرارات.
وفي هذا الصدد، قال الإعلامي والمحلل الرياضي ياسين معلومي، إن عودة محمد روراوة "باتت واضحة لكنها ستقتصر على مهمة محددة لوقت محدد، ثم يُفسح المجال أمام انتخاب رئيس جديد".
وأضاف معلومي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" قائلا "مهمة روراوة هي إكمال ما تبقى من عمر العهدة الحالية لمكتب الاتحاد وهي 16 شهرا تقريبا، والمتوقع أن يخلفه وليد صادي على أن يكون روراوة مستشارا له، لكن الأهم هو دور روراوة حاليا لضبط الأمور في الاتحاد ومعالجة الاختلالات في التسيير وما ترتب عنه من مشاكل في كرة القدم الجزائرية عموما".
"روراوة جزء من المشكل"
وتداولت وسائل إعلام محلية بأن الاتحاد "يعاني أزمة مالية كبيرة بسبب ديون فاقت 500 مليار سنتيم جزائري (قرابة 21 مليون دولار)"، فضلا عن إخفاقات عاشتها الكرة الجزائرية، خصوصا عدم التأهل إلى كأس العالم في قطر والخروج من الدور الأول من كأس أفريقيا بالكاميرون، كما يعاني الدوري المحلي من أزمة في التسيير ومشاكل في التحكيم.
من جهته انتقد الإعلامي الرياضي خالد معزوزي احتمال ترشح روراوة مجددا، واعتبر الأمر "تقديسا للرجل الواحد والمترشح الواحد".
ودون معزوزي، أمس الثلاثاء، على حسابه في فيسبوك تحت عنوان "اتحاد الرجل الواحد.. والأوحد"، قائلا ".. عودة محمد روراوة كحل وحيد لما تعانيه هذه الهيئة والكرة الجزائرية ككل أمر مؤسف ومُخجل، ليس لسوء الخيار أو عدم قدرته على تسيير المرحلة، بل لكثرة المقدّسين والمنبطحين الذين يجعلوننا نشعر ونتصور أن البديل مستحيل، كأن الجزائر عاجزة ومفتقدة لرجال يكونون جزءا من المنظومة، يقدمون الإضافة المرجوة بأفكار جديدة وحلول أنجع لمشاكل الكرة الجزائرية".
واعتبر صاحب التدوينة روراوة جزءا من المشاكل التي تعيشها الاتحادية، حيث أورد "عشاق التقديس يصورون روراوة كحل أوحد وسحري لمعاناة الكرة الجزائرية، لكنهم يتناسون أن المعني بالأمر، ورغم إيجابياته، جزء من المشكل، ويستحيل أن يكون جزءًا من الحل!"
وانقسمت الآراء في مواقع التواصل الاجتماعي بين مرحب بعودة روراوة وبين من دعا إلى منح الفرصة لوجوه جديدة، ومن هؤلاء من طرح اسم الدولي الأسبق رابح ماجر.
- المصدر: أصوات مغاربية