غيّر عدد من لاعبي المنتخب الجزائري الأول لكرة القدم وجهاتهم من الأندية الأوروبية إلى أندية جزائرية وعربية وأخرى خارج القارة العجوز، التي تضم أقوى الدوريات في العالم.
وأثارت تلك الانتقالات تساؤلات عديدة في الشارع الرياضي الجزائري حول ما ستقدّمه تلك العناصر للمنتخب الأول، المقبل على منافسات قارية ودولية.
انتقالات بخلفيات متعددة
أبرز تلك الانتقالات سجّلها نجم المنتخب رياض محرز، الذي غادر مانشستر سيتي الإنجليزي إلى أهلي جدة السعودي، والذي تعرض بسببه إلى موجة انتقادات وصلت إلى اتهامه بـ"التفكير في مستقبله المادي فقط على حساب المنتخب".
وعاد المهاجم يوسف بلايلي إلى البطولة الجزائرية بعقد لسنتين مع نادي مولودية الجزائر، بعد تجربتين فاشلتين في فرنسا مع ناديي بريست وأجاكسيو وغادرهما في ظروف لم تتضح بعد أسبابها، كما لم يصمد بلايلي طويلا في البطولة القطرية مع نادي قطر قبل أكثر من سنتين رغم تقديمه أداء صفّق له الشارع الرياضي القطري.
وإلى مولودية الجزائر أيضا انتقل المدافع المخضرم جمال بلعمري قادما إليه من نادي الوصل الإماراتي في صفقة انتقال حرّ، بعدما لم يوفّق في تقديم المطلوب منه، كما انتقل المدافع حسين بن عيادة من الوداد المغربي إلى شباب بلوزداد الجزائري بعدما خرج من حسابات المدرب عادل رمزي.
أما المهاجم المخضرم إسلام سليماني فاختار البطولة البرازيلية ووقع لنادي كوريتيبا، عقب تعثّره في أندية عديدة بالبطولة الأوروبية بينها نادي أندرلخت الهولندي وقبلهما ناديي سبورتينغ لشبونة البرتغالي وليون الفرنسي.
من جهته انتقل الدولي أسامة درفلو من نادي المغرب الفاسي إلى نادي شباب بلوزداد، المتوّج بالبطولة الجزائرية الموسم الفارط.
وخاض هؤلاء اللاعبون تجارب متباينة في أنديتهم، تميّزت عموما بالتعثّر وعدم الاستقرار في ناد واحد لأكثر من موسم، باستثناء محرز، الذي وقع مع أهلي جدة، مقابل عرض مُغر، بعد أكثر من ثلاث سنوات مع مانشستر سيتي قدّم فيها الكثير على المستوى الشخصي وتوج بالكثير من الألقاب والبطولات.
فكيف ستنعكس هذه الانتقالات على المنتخب الجزائري الذي سيخوض غمار منافسات كأس أفريقيا المقبلة بكوت ديفوار ساعيا "للثأر" من تعثّره السابق في كأس أفريقيا الماضية بالكاميرون بعد خروجه من دورها الأول، بالإضافة إلى فشله في التأهل إلى كأس العالم 2022 في قطر؟
"تأثير سلبي على تصفيات المونديال"
في الموضوع قال المحلل والإعلامي الرياضي الجزائري ياسين معلومي إن مستوى اللاعبين "لن يتغير في العموم حتى وإن غيّروا البطولة، لأن الأمر يتعلق بلاعبين محترفين يعرفون كيف يسيّرون مشوارهم ولكن هناك تحفظات على البطولة المحلية".
وأوضح معلومي لـ"أصوات مغاربية" بأن مستوى أداء المنتخب "لن يتأثر خلال منافسات كأس أفريقيا بهذه الانتقالات".
وبرأي المتحدث فإن التأثير "سيكون سلبيا على المنتخب عندما يخوض تصفيات كأس العالم، حيث المستوى مرتفع كثيرا عن كأس أفريقيا.. وبرأيي اللاعبون الذين انتقلوا إلى البطولة المحلية قتَلوا مشوارهم الرياضي".
"بلماضي اعتمد على المحليين"
الإعلامي الرياضي كمال بوزار وصف انتقالات لاعبين جزائريين من البطولات الأوروبية وغير الأوروبية إلى البطولة المحلية وبطولات عربية، بأنها انتقالات "تختلف في أسبابها من لاعب إلى آخر".
وقال بوزار في حديث مع "أصوات مغاربية" بأن من اللاعبين من "تقطعت به السبل واضطر إلى التوقيع في البطولة الجزائرية، حتى يضمن عدم التأثير على مشواره الرياضي، ومنهم بلايلي وبن عيادة وآخرون.. هناك فشل تداركه هؤلاء وغيرُهم بالعودة إلى الجزائر وقد وقعوا لأندية كبيرة برواتب محترمة".
وعن انعكاسات هذه الانتقالات على أداء المنتخب الأول، قال بوزار "لا علاقة لاسم النادي أو البطولة بالأمر، كما أن الناخب الوطني جمال بلماضي يعوّل على لاعبين في البطولة المحلية والبطولات العربية أيضا إلى اليوم، فضلا عن هذا فإن هؤلاء سيفيدون البطولة وسيرفعون مستواها".
المصدر: أصوات مغاربية