تثير وضعية الملاعب الجزائرية لكرة القدم، الحديثة منها والقديمة، جدلا كبيرا بسبب تدهور العديد من أرضياتها، في وقت اضطر فيه الناخب الجزائري، جمال بلماضي، لنقل تربص "الخضر" إلى مدينة قسنطينة، شرق البلاد، بسبب عدم جاهزية المنشآت التي تعود على التدريب فيها.
ونشر العديد من المدونين صورا وفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالوا إنها تؤكد "الوضعية الكارثية" لأغلب الملاعب الجزائرية، وهو ما أثار غضب أغلب عشاق الكرة المستديرة في الجزائر.
وشهدت الجزائر في الآونة الأخيرة تشييد عدة منشآت رياضية تم التخطيط لها وبرمجتها في عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة (1999-2019)، ونالت تلك المشاريع إعجاب كل الجماهير الرياضية بسبب هندستها الحديثة واستيفائها للمعايير العالمية، وفق ما أكده مختصون.
من بين تلك الملاعب، مركب نيلسون مانديلا بالعاصمة، ميلود هدفي بوهران (غرب البلاد)، وكذا ملعب حسين آيت أحمد بولاية تيزي وزو، شرق العاصمة، فيما تم إخضاع العديد من الملاعب الآخرى لعملية تجديد وصيانة تزامنا مع بطولة أفريقيا للمحليين، التي احتضنتها الجزائر قبل أشهر.
اتهامات.. وأسئلة!؟
ويحاول أغلب عشاق الكرة المتسديرة معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تدهور وضعية الملاعب الجزائرية في فترة وجيزة، وفي نفس المرحلة تقريبا.
وتعقيبا على ذلك، يقول المحلل الرياضي، حسين جناد، إن "الأسباب واضحة وصارت مكشوفة للجميع. السلطات هي من تتحمل مسؤولية هذه المهزلة بسبب اعتمادها على شركة مختلطة، فرنسية جزائرية، في مشاريع وضع أرضيات رياضية على مستوى كل المركبات الجديدة التي استفادت منها بلادنا مؤخرا".
وكشف المتحدث في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن "الشركة اعتمدت على أساليب غير علمية وتقنيات ساذجة، حيث فرشت أرضيات الملاعب المشيدة حديثا بالبلاستيك قبل عملية غرس العشب الطبيعي، وهو العامل الرئيسي الذي تسبب في الوضع الحالي".
وأردف جناد أن "ما حصل في الملاعب كان بسبب درجة الحرارة التي ترتفع أكثر تحت الأرضية الموجودة تحت العشب على اعتبار أنها مفروشة بمادة البلاستيك".
وقال المصدر ذاته إن "الدليل على ما أقول أن باقي الملاعب الأخرى التي تحتوي على الرمال بدلا من البلاستيك لم تتضرر وبقيت مقاومة لارتفاع درجات الحرارة المسجلة في مدن الشمال".
وضع مُهدد..
وتسعى الجزائر لاحتضان بطولة كأس أفريقيا للأمم (الكان) سنة 2027، مع العلم أنه سبق للمسؤولين الجزائريين التأكيد على الترشح لاستضافة نفس البطولة في دورة 2025.
واحتضنت الجزائر، في سنة 1990، أول وآخر مرة، البطولة الأفريقية للأمم، في حين أبدى العديد من المتتبعين تفاؤلهم من إمكانية أن تعيد بلادهم في المستقبل تنظيم نسخة جديدة من الكان، بالنظر إلى ما تم إنشاؤه مؤخرا من ملاعب ومركبات.
وحسب المحلل الرياضي، حسين جناد، فإن "بقاء الملاعب الجزائرية على وضعيتها الحالية سوف لن يخدم الملف الجزائري على مستوى الاتحاد الأفريقي، خاصة في ظل تواجد منافسين آخرين يتمتعون بملاعب تتوفر على كل المعايير المطلوبة لاستضافة مثل هذه الفعاليات الرياضية".
وأشار المتحدث إلى أن "الاتحاد الأفريقي قرر منح بطولة شمال أفريقيا للنساء إلى مصر بدلا من الجزائر بعدما لاحظت اللجنة التقنية تدهور أرضية ميدان ملعب ميلود هدفي بوهران، والذي كان مبرمجا لاحتضان مقابلات هذه الدورة".
وحسب المصدر ذاته، فإن "المطلوب حاليا هو القيام بأعمال جذرية على جميع الأرضيات وإعادة تأهيلها بالشكل الصحيح الذي يضمن جودتها ومردوديتها على طوال السنة".
المصدر: أصوات مغاربية