غيب الموت، الثلاثاء، قيصر كرة القدم الليبية، الهاشمي البهلول، عن عمر ناهز 79 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، تاركا بذلك بصمة كبيرة في تاريخ كرة القدم بالمنطقة المغاربية.
وكان البهلول رمزا للكرة الوطنية في هذا البلد المغاربي، إذ لم تقتصر إنجازاته على كونه لاعبا بارزا في النخبة الوطنية في أواسط الستينات وبداية السبعينات، بل حقق نجاحات كبيرة كمدرب للأندية المحلية والمنتخب الليبي للكبار.
من يكون مايسترو الكرة الليبية؟
ولد الهاشمي البهلول الملقب بـ"قيصر" و"مايسترو" الكرة الليبية في طرابلس لعائلة عاشقة لكرة القدم عام 1945. حينها، كانت البلاد ما تزال ترزح تحت الاستعمار الإيطالي.
رحم الله قيصر الكرة الليبية 🇱🇾 والاسطورة الأهلاوية #الهاشمي_البهلول رحمة واسعة وطيب الله ثراه وأكرم مثواه وجعل الجنة مستقره ومأواه🤲 pic.twitter.com/7SFRwm2XG8
— الكحله الليبي (@lwcY4lrnnxegtTf) March 26, 2024
ترعرع في "مملكة ليبيا" المستقلة خلال الخمسينات، لينضم في نهاية 1959 إلى فريق الفتيان التابع النادي الأهلي الرياضي في العاصمة طرابلس، حيث تدرج إلى أن وصل إلى الفريق الأول.
برزت الميولات الدفاعية للاعب في صفوف أشبال الفريق، وعندما بدأ يلعب في البطولة الاحترافية شغل مركز الجناح الأيسر أولا، ثم لاحقا قلب الدفاع.
لعب البهلول دورا بارزا في دفاعات الأهلي، حيث ساهم في تتويجه ببطولة الدوري الليبي في الموسم الرياضي 1963- 1964، ثم خطف أيضا الأنظار في البطولات اللاحقة خلال السبعينات حيث عرف بقدرته على تسجيل الأهداف، ونال لقب "المدافع الهداف".
خلال تلك الفترة، فاز بثلاثة ألقاب أخرى في الدوري المحلي مع الأهلي بين 1972 و1974. وبالإضافة إلى أدائه المميز في البطولة المحلية الممتازة، مثّل البهلول المنتخب الليبي من عام 1964 إلى 1976، وشارك في العديد من البطولات القارية، وكان قائدًا للمنتخب الوطني.
كان أحد أبرز نجوم المنتخب الليبي في أول ظهور له على الساحة الدولية في عام 1967، وذلك في تصفيات كأس أمم أفريقيا أمام مصر في ملعب القاهرة، وأيضا في تصفيات كأس العالم عام 1969 أمام المنتخب الإثيوبي.
وعلى الرغم من لعبه في مركز قلب الدفاع، تميّز الهاشمي البهلول بقدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة، فقد ظلت الأجيال الليبية خلال السبعينات والثمانينات تتذكر هدفا لا ينسى في مرمى حارس المنتخب التونسي الشهير الصادق ساسي - الملقب "عتوقة" - في لقاء عام 1970، ليُساهم في فوز ليبيا بثلاثة أهداف لهدفين.
كما يتذكره الليبيون لحظة هزّ شباك حارس مرمى المنتخب المغربي، حميد الهزاز، عام 1975، في مباراة انتهت بفوز المغرب بهدفين لهدف.
في 1976، تعرض نجم الكرة الليبية لإصابة بليغة خلال مباراة المنتخب الليبي ضد نظيره الجزائري على ملعب طرابلس الدولي ضمن تصفيات كأس العالم 1978، ما اضطره إلى اعتزال اللعب بشكل نهائي، ليفتح بذلك صفحة جديدة في التدريب.
قادَ فرقا محلية عديدة كإطار فني، وأبرزها فريق الأهلي طرابلس، الذي فاز معه بثلاثة بطولات وطنية، كما تولى في أواسط الثمانينات تدريب المنتخب الليبي الأول، لينهي مشواره الرياضي مع بداية عام 2000، لكنه ظل يلعب دوراً تنظيمياً داخل نادي العاصمة، حيث توفي وهو يتولى رئاسة الجمعية العمومية للنادي.
والثلاثاء، نعاه نادي الأهلي طرابلس، واصفاً إياه بـ"الأيقونة" والرمز"، مشيراً إلى أنه "دأب على خدمة الأهلي على مدى سنوات طويلة"، و"بذل خلالها أقصى الجهود وصنع الكثير من الإنجازات التي نقشت باسمه، حتى داهمته أزمة صحية عانى على إثرها كثيراً".
المصدر: أصوات مغاربية