وصول حارسي مرمى لإيطاليا.. هذه أبرز حوادث "حرقة" الرياضيين التونسيين
يتواصل في تونس نزيف هجرة الرياضيين عبر قوارب الموت نحو السواحل الأوروبية مع الإعلان عن حادثة جديدة تتمثل في مشاركة حارسي مرمى من هذا البلد المغاربي في رحلة هجرة غير نظامية أو ما يعرف بـ"الحرقة".
في هذا التقرير، ترصد لكم "أصوات مغاربية" أبرز عمليات مشاركة الرياضيين التونسيين في رحلات الهجرة غير النظامية المحفوفة بالمخاطر.
مشاركة حارسي مرمى في رحلة غير نظامية
شارك حارسا مرمى تونسيان في رحلة هجرة غير نظامية نحو أوروبا، وفق ما تناقلته تقارير إعلامية محلية، هذا الأسبوع، جاء فيها أن اللاعبين نشرا صورة لهما على متن قارب متجه إلى إيطاليا.
ويتعلق الأمر بحارس المرمى عبد القادر العيادي المنتمي لصفوف نادي سكك الحديد الصفاقسي الصاعد حديثا إلى دوري الرابطة المحترفة الثانية.
وقال نادي سكك الحديد الصفاقسي إن العيادي "أمضى لفائدة الجمعية عقد احتراف وتسلم تسبقة من المنحة المتفق عليها و التحق بالتدريبات مع المجموعة".
ويضيف النادي في بلاغ له أنه "تم فيما بعد معاينة تغيب هذا الأخير عن التمارين خلال هذا الأسبوع، وقد تمت محاولة الاتصال به لاستجلاء سبب الغياب لكن استحال ذلك الأمر، إلى أن تأكدت مغادرته البلاد التونسية"، مشيرة إلى أن "الهيئة المديرة لن تتوانى على القيام بكل الإجراءات القانونية الإدارية منها والقضائية في سبيل الحفاظ على حقوق النادي".
وشارك على متن الرحلة ذاتها، حارس المرمى عزيز السلامي الذي لعب لأندية الاتحاد الرياضي بتطاوين والملعب التونسي وترجي جرجيس وجميعها أندية ستلعب الموسم المقبل في الرابطة المحترفة الأولى.
حوادث مغادرة سابقة لحراس مرمى
وليست هذه المرة الأولى التي يختار فيها حراس مرمى أندية محترفة في تونس مغادرة البلاد بطريقة غير نظامية، ففي يوليو الفائت، فاجأ ياسين الرحيمي حارس مرمى مستقبل سليمان الناشط في الرابطة المحترفة الأولى الأوساط الرياضية بمغادرته نحو الأراضي الإيطالية.
وقال الرحيمي في تصريح لإذاعة "موزاييك" المحلية إنه "أمضى 20 ساعة في البحر بسبب العديد من الإشكاليات التي اعترضهم"، معتبرا أن "قرار الهجرة جاء لملاحقة حلمه الكروي والبحث عن فريق آخر".
وفي أغسطس 2022، شارك الحارس الشاب للنادي الرياضي الصفاقسي علي شلبي بدوره في عملية هجرة غير نظامية إلى إيطاليا.
وأحدثت مغادرة شلبي تونس بشكل غير نظامي جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية وسط انتقادات لأوضاع قطاعات الناشئين في الأندية الرياضية.
وفي فبراير 2023، أثارت مشاركة خليل الزوالي حارس نادي مستقبل الرجيش الناشط آنذاك ضمن الدوري التونسي لكرة القدم في عملية هجرة غير نظامية نحو إيطاليا غضبا ونقاشات واسعة في منصات التواصل الاجتماعي.
وقال خال اللاعب محمد في تصريح إعلامي إن "اللاعب لم يجد حظه في تونس وتقاضى خلال موسمين رياضيين كاملين مع فريقه مستقبل الرجيش مبلغا زهيدا جدا تبلغ قيمته نحو 80 دولارا ما اضطره للعمل في حضائر البناء".
هجرة لاعبي كرة يد تونسيين
في أبريل الفائت، صُدم متابعون للشأن الرياضي في تونس بمشاركة لاعبة فريق الأمل الرياضي بالرجيش والمنتخب الوطني لكرة اليد أميمة فلاح في رحلة هجرة غير نظامية إلى الأراضي الإيطالية.
وذكر تقرير لإذاعة "جوهرة أف أم" أن اللاعبة البالغة من العمر 19 سنة قد شاركت في هذه الرحلة صحبة مجموعة من الشباب والفتيات انطلاقا من منطقة رجيش بمحافظة المهدية (وسط)، مشيرة إلى أن" هذا الاختيار جاء بسبب الظروف المادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها اللاعبة وعائلتها".
وفي السياق ذاته، غادر فرج قمر لاعب النادي الرياضي الهلالي الذي شارك في مباريات مع فريقه الموسم الموسم الفائت ضمن منافسات قسم النخبة بلاده بنفس بنفس الطريقة.
تعليق نشاط فريق بسبب "الحرقة"
والعام الفائت، أعلن نادي "جمعية غار الدماء" لكرة القدم الناشط في الدرجة الرابعة من الدوري التونسي آنذاك، تعليق نشاطه بسبب هجرة أكثر من ثلاثين لاعباً من صفوفه بشكل غير قانوني إلى دول أوروبية.
وقال رئيس النادي جميل مفتاحي في تصريح سابق لوكالة الأنباء الفرنسية "أوقفنا النشاط وعلقنا اللعب" بسبب "تزايد الهجرة غير القانونية للاعبين، خلال الثلاث سنوات الفائتة هاجر 32 لاعباً من الفريق إلى دول أوروبية".
وعلّل المسؤول سبب هجرة اللاعبين بانعدام الموارد المالية وضعفها، مضيفا "لا نستطيع شراء التجهيزات والأقمصة والأحذية الرياضية"، فضلاً عن أن "اللاعبين لا يتمتعون بمنح مالية".
ووصل غالبية اللاعبين وتتراوح أعمارهم بين 17 و22 عاماً إلى أوروبا "إمّا عن طريق البحر في قوارب أو السفر إلى صربيا ثم العبور بشكل غير قانوني إلى دول أخرى"، وفقاً للمسؤول ذاته.
و"غار الدماء" مدينة حدودية مع الجزائر في شمال غربي البلاد، وهي من المناطق المهمّشة التي تفتقر إلى التنمية وتعتمد أساسا على الزراعة.
المصدر: أصوات مغاربية/ وسائل إعلام محلية