Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

تكنولوجيا

التكنولوجيا في زمن كورونا.. كيف نسخرها لإنقاذ البشر والاقتصاد؟

19 أبريل 2020

تستمر معاناة دول العالم جراء ارتفاع أعداد وفيات وباء كورونا، فضلا عن الركود الاقتصادي الذي فاق أرقام عجزه أزمة 2008 المالية. 

في الولايات المتحدة، يقول صحافيون ومسؤولون في البلد إن "المرحلة الأولى لحصار الوباء مرت ولم يتعامل معها النظام بالفعالية المطلوبة، لكن أمامه مرحلة أخرى لا يجب أن يفوتها كسبيل انقاذ أرواح مواطنيه واستئناف اقتصاده".

لكن ما هي العوامل التي سيتم الرهان عليها في المرحلة المقبلة لاحتواء الوباء في الدول المتضررة من الجائحة؟ 

الجواب بحسب تقرير لمجلة "foreign affairs" الأميركية، يقوم تحديدا على تطوير القدرات التكنولوجية للبلد لحسم جهود تفشي الوباء، بعد نقاش حقوقي يضمن من جهة الدولة عدم المساس بالمعلومات الشخصية والحريات الفردية للمواطنين. 

وأفادت المجلة أن دولا أسيوية عديدة نجحت في التصدي للوباء باستخدام التطبيقات التكنولوجية سواء للتحذير من المرض وانتقال العدوى من خلالهم أو من خلال تتبع المخالفين للحجر الصحي ومراقبتهم، لكن الأمر في معظمها استخدم هذه التكنولوجيا في كثير من الأحيان على حساب المعلومات والحريات الشخصية للأفراد. 

وفي الولايات المتحدة، بعد أن وصلت أعداد الوفيات إلى الذروة، بدأ مجلس الشيوخ في الـ9 من أبريل الجاري، يناقش إمكانية استعمال بنك المعلومات المتوفر لدى الدولة عن مواطنيها ومقيميها لمكافحة فيروس كورونا. لكن استخدام الأدوات الرقمية لأغراض الصحة العامة يثير أسئلة معقدة لم يستعد واضعوا السياسات الأميركية لمعالجتها بعد.

وجوابا على كيفية مساعدة التكنولوجيا للدول الآسيوية في مكافحة الوباء والحد من الإصابات فيها، ضربت المجلة مثالا بكوريا الجنوبية وسنغافورة، وهونغ كونغ (إقليم حكم ذاتي تحت سيادة الصين) وتايوان وتايلاند وأستراليا، وقالت إن هذه الدول أدارت بكفاءة اعتمادها على تكنولوجيا المراقبة الرقمية للمساعدة في تتبع المرض واحتوائه وإدارته، واستئناف بعض الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية. 

وأفادت يأن في هونغ كونغ وتايوان وتايلاند وأستراليا، راقبت المسافرين الوافدين لاحتواء انتشار الفيروس، وضمت تايوان بيانات (داتا) الرعاية الصحية والجمارك لتصنيف سكانها إلى مجموعات عالية ومنخفضة المخاطر.

كما استخدمت كوريا الجنوبية وهونغ كونغ وتايوان، أجهزة تتبع المواقع (GPS) لفرض الحجر الصحي الإلزامي للمرضى. 

وتقف المجلة على مقارنة هذه الدول الأسيوية التي نجحت في استخدام التطبيقات التكنولوجيا لمكافحة الوباء، مع الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر حاضنة وبلد أكبر عمالقة صناعات التكنولوجيا عبر العالم، وهما Google و Apple. 

وترى أن للولايات المتحدة لديها الشروط والمتطلبات لسن خطة تكنولوجية ناجعة تمكنها من تتبع ومراقبة إصابات الوباء في مرحلة مكافحته الثانية والثالثة بعد الحجر. لكن ذلك يظل مشروطا بنقاش برلماني وحقوقي يبرر ويوضح حدود المساس بالحريات والمعلومات الشخصية للأفراد، تورد المجلة في تقريرها. 

وأعلنت شركتي Google و Apple، مؤخرًا أنهما وضعتا التنافس جانباً، للتعاون على تطبيق من شأنه تتبع تفاعلات المرضى المصابين، الذين يختارون المشاركة. ويستخدم التطبيق إشارات بلوتوث مجهولة المصدر لتنبيه المستخدمين إذا كانت هواتفهم قريبة من هواتف الأشخاص المصابين. 

وهو الإعلان الذي تقول المجلة إنه جاء متأخرا في وقت فوتت فيه واشنطن بالفعل، الفرصة لاستخدام الأدوات الرقمية التي كان من الممكن أن تنقذ الأرواح في الأشهر الأولى من الأزمة.

وخلصت إلى ان الكفاءة التكنولوجية الأميركية في المرحلة المقبلة من إدارة الوباء، يمكن أن تحدث فرقًا بين انتعاش اقتصادي معتدل على شكل حرف U ومستقبل على شكل حرف L يتوقف فيه الاقتصاد، في وقت تعود فيه الاقتصادات الأسيوية إلى الصعود. 

 

المصدر: موقع الحرة

مواضيع ذات صلة

بايدن وقع على وثيقة تتيح للسطات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتصدي للتهديدات - مصدر الصورة Pexels
بايدن وقع على وثيقة تتيح للسطات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتصدي للتهديدات - مصدر الصورة Pexels

بواسطة الذكاء الاصطناعي، تمكنت الولايات من إحراز تقدم في تحديد المحاولات الخارجية الهادفة إلى التأثير على الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد أقل من أسبوعين.

هذا ما أكده مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، الذي شدد  على أن الطريق لا يزال طويلا لاحتواء جميع التهديدات في هذا السياق.

تصريحات سوليفان جاءت خلال مداخلة في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، حيث أكد مستشار الأمن القومي أنه لا بد من ضمان سلامة سلاسل التوريد للشرائح الإلكترونية التي يتم استخدامها على نطاق واسع في التجهيزات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي حتى لا تقع هذه الشرائح في أيدي أطراف معادية.

المسؤول الأميركي سلط الضوء على وثيقة يدعو من خلالها مختلف الإدارات والوكالات الحكومية لتسريع استخدامات الذكاء الاصطناعي مع الحماية أيضًا من المخاطر المحتملة المرتبطة بالتكنولوجيا.
 


باتريك تاكر محرر الشؤون التكنولوجية في موقع " ديفينس وان" والخبير في الذكاء الاصطناعي وصف في حديث لقناة "الحرة" الوثيقة التي وقعت عليها الإدارة الأميركية بـ"التاريخية" بسبب الميزة ألتي تتمتع بها الولايات المتحدة وهي وجود كبريات الشركات المختصة الأميركية بالذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن الجيش الأميركي معني أيضا ومهتم بالذكاء الاصطناعي ومنظومة الاستخبارات الفدرالية لديها منذ سنوات قائمة بالمبادئ الإخلاقية التي توجهها، لكنه ذكر أن هذه الوثيقة تتناول أيضا كيف يمكن استغلال الأدوات المتطورة في تكنولوجيا للذكاء الاصطناعي وتقديم النصائح للجهات الاستخبارية ومساعدة الولايات المتحدة على الحفاظ على ميزتها للتغلب على خصومها مثل الصين.

وأشار تاكر إلى أنه رغم وجود تدخلات خارجية في الانتخابات الأميركية، "لكن أيضا هناك جهد أميركي يبذل لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لصالح الولايات المتحدة".

يذكر أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وقع على الوثيقة في وقت سابق تتيح لمختلف الوكالات الأمنية والقوات العسكرية الأميركية الاعتماد على أحدث وأقوى التجهيزات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي للتصدي للتهديدات المتنامية مثل الهجمات الإلكترونية بمختلف أنواعها.

كما جاء في الوثيقة أن وكالات الأمن لا يحق لها توسيع استخداماتها للذكاء الاصطناعي بطريقة من شأنها أن تنتهك الحقوق المدنية للأميركيين والتي يحميها الدستور.

وحسب العديد من التقارير فإن الهدف الرئيس من وراء هذا القرار هو جعل الولايات المتحدة قادرة على تطوير أنظمة جديدة للذكاء الاصطناعي تسمح لها بمواكبة التقدم الذي تحرزه الصين ودول منافسة أخرى في هذا المجال خاصة وأن العديد من المصادر تؤكد رصد محاولات من جهات أجنبية التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستقام خلال أقل من أسبوعين وذلك من خلال حملات تضليل واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي بواسطة الذكاء الاصطناعي.

المصدر: الحرة الليلة