بسبب كورونا.. الاحتفال بعيد العمال عبر الإنترنت في المغرب وتونس
يحل عيد العمال في الأول من ماي بصيغة غير مسبوقة هذه السنة في عالم قيد الحجر، وإن كانت الاحتفالات ستقتصر على الشرفات وشبكة الإنترنت بدل التجمعات التقليدية في مثل هذا اليوم.
وتستعد النقابات العمالية لاغتنام المناسبة لتذكر بدور العمال الأساسي في الخطوط الأمامية لمكافحة وباء كوفيد-19.
وقال المؤرخ الفرنسي ستيفان سيرو المتخصص في الحركات الاجتماعية إن عيد العمال، الذي يعتبر حدثا جماعيا بامتياز وتمتد جذوره إلى المعارك التي خاضتها الحركة العمالية في أواخر القرن التاسع عشر، سيكون "غير مسبوق في التاريخ النقابي".
وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية "الأول من ماي في الحجر المنزلي أشبه بالأول من ماي في زمن حرب، إنها المقارنة الوحيدة التي تخطر لي. لكنها أول مرة يتعلق الأمر بالوضع الصحي".
وفي وقت يلزم نصف سكان العالم منازلهم سعيا لاحتواء وباء تسبب بوفاة أكثر من مئتي ألف شخص، تبقى التظاهرات محظورة في معظم أنحاء الأرض. لكن النقابات تدعو إلى أشكال مختلفة من التعبئة.
ففي شمال إفريقيا، أعدت الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، أحد أكبر الاتحادات النقابية في المغرب، لمنتسبيها "برنامجا إلكترونيا" يتضمن محاضرة تبثها على صفحتها على فيسبوك.
كما سيبث الاتحاد العام التونسي للشغل فيديو على صفحته الرسمية.
وبمعزل عن رمزية الأول من ماي، فإن السؤال الحقيقي المطروح برأي المؤرخ ستيفان سيرو يتعلق بالدور الذي سيلعبه العمل النقابي في الأشهر القادمة في مواجهة انهيار بين العمال والموظفين يتوقع أن يكون على نطاق واسع في غالبية الدول.
وقال سيرو إن "رهانات في غاية الأهمية ترتسم، لكن عمل النقابات سيكون في غاية التعقيد. التجمعات الجماهيرية التي تعتبر من الأدوات الأساسية للحركة النضالية، ستبقى محظورة في إطار آلية رفع تدابير الحذر".
وختم أن "الحركة النقابية تعني الكثير من الاجتماعات والتظاهرات والاتصالات، هذا مهم لبناء موازين قوة. لكننا بعيدون كل البعد عن هذا القطاع من النشاطات".
المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية