عالم ضار أم مفيد؟.. مستقبلنا مع "ميتافيرس"
سلطت صحيفة ول ستريت جورنال الأميركية الضوء على المخاطر النفسية المتعلقة بتطبيقات "ميتافيرس" التي تعكف كبرى شركات التقنية على تطويرها ويتوقع أن تكون جزءا من حياتنا الرقمية قريبا.
وتساءلت الصحيفة في تقرير استطلع آراء: "هل أخبار "ميتافيرس" جيدة أم سيئة؟.
و"ميتافيرس"، عالم افتراضي مواز يُنتظر أن يسمح بالتحرر من القيود المادية من طريق زيادة التفاعلات البشرية عبر تقنية ثلاثية الأبعاد (ثري دي)، وهو ما يُتوقع أن يكون القفزة الكبيرة المقبلة في تطور الإنترنت.
ويمكن هذا العالم المستخدمين الذين يرتدون سماعات الرأس من حضور الحفلات الموسيقية والمشاركة في الاجتماعات أو الذهاب في رحلات إلى بلاد معينة.
ويقول بعض خبراء التكنولوجيا والصحة العقلية إن كل تقنية جديدة، بدءا من الراديو إلى التلفزيون وألعاب الفيديو، أثارت مخاوف من أنها ستفصل المستخدمين عن الواقع أو تعزلهم أو تجعلهم أكثر عنفا، وهي مخاوف يعتقد البعض أنها غير دقيقة إلى حد كبير، ويقولون إنها مسألة وقت فقط قبل أن ندمجها في حياتنا اليومية.
ومع ذلك، يجادل آخرون بأن العالم الجديد سيغير نسيج المجتمع، وينذر بعواقب وخيمة على صحتنا العقلية.
ويشير جيريمي بيلنسون، المدير المؤسس لمختبر التفاعل البشري الافتراضي بجامعة ستانفورد، إلى أن قضاء وقت طويل في عالم يكون فيه الجميع مثاليين يمثل تحديا كبيرا. ويتساءل: "كيف سيؤثر هذا على احترام الشخص لذاته؟".
لكن بيتر إيتشل، أستاذ علم النفس والتواصل العلمي بجامعة باث سبا، يرى أن الشاشات والتكنولوجيا الرقمية يمكن أن تكون قوة هائلة من أجل الخير، والمهم أن تتبع شركات التقنية نهجا مدروسا وأخلاقيا في تطويرها للتقنية الجديدة.
ويؤكد نيك ألين، أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة أوريغون، على أهمية "السياق" في الحكم على التقنية الناشئة، ويقول إن "القواعد الأساسية للصحة العقلية تشمل العلاقات الإيجابية، والدعم الاجتماعي، والنوم الصحي، والنشاط البدني، وعندما ننظر إلى أي تقنية فإن السؤال لا يجب أن يكون: كم من الوقت يقضيه الناس فيها؟، ولكن يجب أن يكون: هل طريقة الاستخدام ستعزز أهداف الصحة العقلية أم ستثبطها؟".
ويشير، على سبيل المثال، إلى أنه إذا كان استخدام "ميتافيرس" سيحل محل السلوكيات الصحية مثل التمارين، والانخراط في علاقات الحياة الواقعية، والنوم الصحي، والوقت الذي يقضيه في البيئات الطبيعية، حينها يمكن القول إنها ضارة.
وتقول كانديس أودغرز، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا، إن المهم هو تصميم التطبيقات الجديدة بشكل يراعي سلامة الأطفال والمراهقين، وهم الفئات الأكثر حماسا لهذه التقنية. وتقول: "يجب توافر تصميمات هادفة".
وأثارت الفرص التي يوفرها "ميتزافيرس" شهية عمالقة الشركات، حتى أن فيسبوك جعلته أساس مشروعها التجاري الجديد وغيرت اسم مجموعتها الأم إلى "ميتا".
واستثمرت "بيت دانس" (تيك توك) في العديد من الشركات في هذا القطاع، بما في ذلك شركة "بيكو" المصنعة لخوذات الواقع الافتراضي.
أما شركة "تينسنت" فتعمل على تطوير منصة "ميتافيرس" خاصة بها، مدعومة بخبرتها الواسعة في تطوير ألعاب الفيديو.
من جهته، أنشأ عملاق التجارة الإلكترونية الصيني "علي بابا" شركة فرعية لدرس الفرص المختلفة التي يتيحها "ميتافيرس".
وكانت المهندسة السابقة في شركة "ميتا" (فيسبوك سابقا)، فرانسيس هوغن، التي كانت قد أثارت مخاوف بشأن تعامل عملاق التواصل الاجتماعي مع المستخدمين، حذرت من أن خطط الشركة بشأن "ميتافيرس" تثير أيضا مخاوف مشابهة.
المصدر: موقع الحرة