علماء يقطعون مسافة كبيرة نحو قراءة الأفكار باستخدام الذكاء الاصطناعي
علماء يقطعون مسافة كبيرة نحو قراءة الأفكار باستخدام الذكاء الاصطناعي

طور علماء بجامعة تكساس في الولايات المتحدة الأميركية، تقنية باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكنها قراءة ما يدور في عقول الناس، ما قد يساهم في مساعدة بعض أصحاب الحالات المرضية غير القادرين على الكلام في التعبير عن أنفسهم.

ونشرت مجلة "نيوروساينس" دراسة، الاثنين، أشار فيها الباحثون إلى أن تلك التقنية يمكنها، عبر الذكاء الاصطناعي، ترجمة أفكار الأشخاص، من خلال تحليل صور الرنين المغناطيسي لتدفق الدم إلى مناطق مختلفة في المخ.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، تمكن الباحثون في هذه الدراسة من تحويل الأفكار التي تدور داخل عقل شخص ما إلى كلام فعلي، وحينما تم استخدام تلك التقنية في وصف ما يدور في أفلام صامتة، تمكنت من تقديم وصف دقيق نسبيا لما يحدث على الشاشة.

وقال عالم الأعصاب بجامعة تكساس، قائد فريق الباحثين في الدراسة، ألكسندر هوث، إن النتائج التي نحصل عليها تعبر عن الأفكار في عقول الأشخاص المشاركين.

اعتمد الباحثون في الدراسة على 3 أشخاص شاركوا في التجارب، استمعوا إلى نصوص على مدار 16 ساعة، وهم موصولون إلى جهاز يقيس مستويات تدفق ضغط الدم إلى مناطق بالمخ.

يستخدم الباحثون بعد ذلك نموذجًا لغويًا لمطابقة أنماط في نشاط المخ مع كلمات وعبارات استمع إليها المشاركون في الدراسة.

في النماذج اللغوية الكبيرة مثل "تشات جي.بي.تي" و"بارد" التابع لغوغل، يتم تدريب التطبيق على نماذج هائلة من الكتابة من أجل توقع الكلمات التالية في عبارة أو جملة. لكن في دراسة علماء جامعة تكساس، تصنع النماذج اللغوية خرائط تشير إلى كيفية ارتباط الكلمات بكلمات أخرى.

نقلت نيويورك تايمز عن عالم الأعصاب الياباني في جامعة أوساكا، شينغي نيشيموتو، أن نشاط المخ عبارة عن مجموعة من الإشارات المشفرة، وتلك النماذج اللغوية توفر طرقًا لفك تلك الشفرات.

وقرر العلماء القائمون على الدراسة بجامعة تكساس، استخدام تقنية ذكاء اصطناعي لتحويل الصور التي أنتجها جهاز قياس تدفق الدماء نحو المخ، إلى نصوص مكتوبة.

استمع المشاركون الثلاثة في الدراسة إلى تسجيلات جديدة، وتمت مراقبة تدفق الدم إلى المخ وتحويل تلك الصور إلى نصوص مكتوبة، وبالفعل كانت المعنى هو نفسه مع صياغة مختلفة للمقطع الصوتي الأصلي.

كما طُلب من المشاركين في الدراسة تخيل قصة في عقولهم خلال اتصالهم بجهاز قياس مستوى تدفق الدم إلى المخ، قبل أن يحكوا تلك القصة بصوتهم كمرجع يمكن العودة إليه.

وبالفعل تمكن الباحثون من تحويل تلك الصور إلى نصوص مشابهة للقصص التي تخيلها المشاركون.

وقالت عالمة الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، غريتا توكوت، تعليقًا على الدراسة: "هل يمكننا فك شفرة الأفكار الموجودة في المخ؟ نعم هناك بعض الطرق التي أكدت أننا قادرون على ذلك".

المصدر: الحرة/ترجمات

مواضيع ذات صلة

تكنولوجيا

باحثون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتفنيد نظريات المؤامرة

15 سبتمبر 2024

أشارت دراسة نشرتها مجلة "ساينس"الأميركية مؤخرا إلى نجاح باحثين في تطوير روبوت يعتمد على الذكاء الاصطناعي، للدخول في نقاش مع أشخاص يصدقون نظريات مؤامرة منتشرة على الإنترنت، وإقناعهم بتغيير آرائهم.

الدراسة التي نشرت الخميس، مولها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع مؤسسة جون تمبلتون، وأثبتت أنه بإمكان استخدام الذكاء الاصطناعي، أن يلمع صورته التي أصبحت مرتبطة بنشر المعلومات المضللة، كي يتمكن من محاربتها.

وقام فريق الباحثين الذي قاده أستاذ علم النفس في الجامعة الأميركية، توماس كوستيلو، بتصميم روبوت محاور، "تشات بوت"، باستخدام برمجية "تشات جي بي تي 4"، وهي أحدث إصدارات النماذج اللغوية لشركة "أوبن إيه آي"، ومقرها سان فرانسيسكو، شمال ولاية كاليفورنيا.

وفي مرحلة موالية تم تدريب ذلك الروبوت على الحوار والنقاش، باستخدام قاعدة بيانات ضخمة، تتضمن معلومات متنوعة في عدة مجالات، مثل الصحة والتغير المناخي والأفكار السياسية المتطرفة.

شملت الدراسة عينة تتضمن أكثر من ألفي شخص، تم اختيارهم طبقا لمعطيات مركز الإحصاء الوطني الأميركي، حتى تعكس الخصائص الأساسية للمجتمع الأميركي، من النواحي العرقية والثقافية والفئة العمرية وغيرها.

وأجاب المشاركون على سؤال يتعلق بفحوى الأفكار والمفاهيم التي توصف بأنها نظريات مؤامرة مخالفة للواقع، والتي يؤمنون بها. وبناء على تلك الإجابات، دخل الروبوت الجديد في حوار مع جميع الأشخاص المشاركين في الدراسة.

يشير كوستيلو إلى أن حواراً قصيراً مع برنامج محاورة يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يقلص مصداقية نظريات المؤامرة، بنسبة قد تصل إلى 20 في المئة. ويأتي هذا التأكيد بعد تحليل لنتائج الحوار الذي خاضه الروبوت مع المشاركين في الدراسة، والآراء التي خرجوا بها بعد انتهاء التجربة.

لكن العلماء أشاروا إلى الحاجة لمزيد من الأبحاث المماثلة، تهدف إلى تصميم نماذج معيارية للذكاء الاصطناعي، بإمكانها تفنيد نظريات المؤامرة التي ظهرت حديثاً أو منذ مدة قصيرة، ولم يتم تداول الكثير من المعلومات حولها. إذ يعتمد نجاح الروبوت المحاور على قاعدة البيانات الضخمة، التي تمكنه من تقديم أدلة ملموسة أثناء النقاش، قصد مواجهة الأفكار المضللة، والمعلومات المزيفة. وهو ما قد يقلل من فرص نجاح الروبوت في تفنيد الأفكار البسيطة أو تلك التي تنتشر بسرعة عقب ظهورها.

تأتي هذه الدراسة بالتزامن مع تصاعد المخاوف من الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى مزيف، يتم نشره للتأثير على الرأي العام. إذ يمكن الذكاء الاصطناعي من جعل عمليات التضليل الإعلامي تدار بطريقة آلية، ما يمنحها زخما أكبر، وانتشاراً أوسع.  

وكانت صحيفة نيويورك تايمز أشارت إلى الاستخدام المتزايد للروبوتات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في الحملات الدعائية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتمكنت تلك الروبوتات من التفاعل مع أعداد كبيرة من الأشخاص عبر توجيه أسئلة وتعليقات مباشرة، وخلال حيز زمني قصير، في محاكاة ردود الفعل البشرية.

تتزايد المخاوف أيضاً من استخدام دول وحكومات للذكاء الاصطناعي في حملاتها الدعائية، مثل الاتهامات الموجهة لروسيا وإيران بمحاولة التأثير على الانتخابات الأميركية، والتي أثارت الكثير من الجدل السياسي في الولايات المتحدة. 

 

المصدر: موقع الحرة