فؤاد بوسطوان
الدكتور الجزائري فؤاد بوسطوان | Source: مصدر الصورة: الكتور فؤاد بوسطوان

أعلنت جامعة شيكاغو الأميركية تعيين الدكتور الجزائري فؤاد بوسطوان، في لجنة حكام إحدى أكبر مسابقات الذكاء الاصطناعي بأميركا.

وجاء في صفحة الجامعة على "فيسبوك"، بأن الدكتور بوسطوان، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمركز الابتكار والبحث ومجال الذكاء الاصطناعي في شركة "غرينجر" الأميركية العملاقة، سيكون رفقة خمسة أسماء كبيرة في اللجنة، التي عُهد إليها بتقييم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي بمدينة شيكاغو.

وتضم اللجنة، التي نُصبت الأسبوع الماضي، علماء وأساتذة بمراكز الطب والذكاء الاصطناعي بجامعة شيكاغو وشركات التكنولوجيا أيضا.

وعن مهمة هذه اللجنة قال الدكتور فؤاد بوسطوان لـ"أصوات مغاربية" إنها ستناقش "أثر تكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب والحدود المتاحة لها في هذا المجال.. المجال الطبي خطير جدا ولا يمكن تركه بأي حال من الأحوال في يد آلة، وهو ما يحدث الآن مع تطبيقات أبرزها شات جي بي تي ChatGPT الذي طورته شركة أوبن أي آي OpenAI".

ويضيف بوسطوان "معهد علوم البيانات والذكاء الاصطناعي لجامعة شيكاغو قرر فتح مسابقة يطور فيها الباحثون نماذج للذكاء الاصطناعي في المحادثة وفهم اللغم وتعليم الآلة، حتى نفهم وقْع الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي كما ذكرت سابقا.. هناك تخوفات كبيرة بشأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الموجودة وأثرها على سلامة الناس صحيّا، حيث بات البعض يسأل ChatGPT مثلا عن الأدوية التي يمكن أن يستعملوها بناء على أعراض ظهرت عليهم، وهذا خطر إذ لا يمكن لآلة أن تحلّ محل بشر متخصص". 

اللجنة – يقول الدكتور بوسطوان – فيها كبار البروفيسورات في المجال الطبي وعلماء وباحثون متخصصون في الذكاء الاصطناعي "سنتعاون جميعا ونقيّم أضرار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الطب، وسنحدّد كيف تكون هذه التكنولوجيا من جهة أخرى عونا للمشتغلين في الطب لفهم المرضى، مع التشديد على أن يتمّ كل هذا تحت رقابة وتوجيه بشريّين وليس آلة.. ما نقوم به في اليوم هو مناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب".

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

تكنولوجيا

باحثون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتفنيد نظريات المؤامرة

15 سبتمبر 2024

أشارت دراسة نشرتها مجلة "ساينس"الأميركية مؤخرا إلى نجاح باحثين في تطوير روبوت يعتمد على الذكاء الاصطناعي، للدخول في نقاش مع أشخاص يصدقون نظريات مؤامرة منتشرة على الإنترنت، وإقناعهم بتغيير آرائهم.

الدراسة التي نشرت الخميس، مولها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع مؤسسة جون تمبلتون، وأثبتت أنه بإمكان استخدام الذكاء الاصطناعي، أن يلمع صورته التي أصبحت مرتبطة بنشر المعلومات المضللة، كي يتمكن من محاربتها.

وقام فريق الباحثين الذي قاده أستاذ علم النفس في الجامعة الأميركية، توماس كوستيلو، بتصميم روبوت محاور، "تشات بوت"، باستخدام برمجية "تشات جي بي تي 4"، وهي أحدث إصدارات النماذج اللغوية لشركة "أوبن إيه آي"، ومقرها سان فرانسيسكو، شمال ولاية كاليفورنيا.

وفي مرحلة موالية تم تدريب ذلك الروبوت على الحوار والنقاش، باستخدام قاعدة بيانات ضخمة، تتضمن معلومات متنوعة في عدة مجالات، مثل الصحة والتغير المناخي والأفكار السياسية المتطرفة.

شملت الدراسة عينة تتضمن أكثر من ألفي شخص، تم اختيارهم طبقا لمعطيات مركز الإحصاء الوطني الأميركي، حتى تعكس الخصائص الأساسية للمجتمع الأميركي، من النواحي العرقية والثقافية والفئة العمرية وغيرها.

وأجاب المشاركون على سؤال يتعلق بفحوى الأفكار والمفاهيم التي توصف بأنها نظريات مؤامرة مخالفة للواقع، والتي يؤمنون بها. وبناء على تلك الإجابات، دخل الروبوت الجديد في حوار مع جميع الأشخاص المشاركين في الدراسة.

يشير كوستيلو إلى أن حواراً قصيراً مع برنامج محاورة يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يقلص مصداقية نظريات المؤامرة، بنسبة قد تصل إلى 20 في المئة. ويأتي هذا التأكيد بعد تحليل لنتائج الحوار الذي خاضه الروبوت مع المشاركين في الدراسة، والآراء التي خرجوا بها بعد انتهاء التجربة.

لكن العلماء أشاروا إلى الحاجة لمزيد من الأبحاث المماثلة، تهدف إلى تصميم نماذج معيارية للذكاء الاصطناعي، بإمكانها تفنيد نظريات المؤامرة التي ظهرت حديثاً أو منذ مدة قصيرة، ولم يتم تداول الكثير من المعلومات حولها. إذ يعتمد نجاح الروبوت المحاور على قاعدة البيانات الضخمة، التي تمكنه من تقديم أدلة ملموسة أثناء النقاش، قصد مواجهة الأفكار المضللة، والمعلومات المزيفة. وهو ما قد يقلل من فرص نجاح الروبوت في تفنيد الأفكار البسيطة أو تلك التي تنتشر بسرعة عقب ظهورها.

تأتي هذه الدراسة بالتزامن مع تصاعد المخاوف من الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى مزيف، يتم نشره للتأثير على الرأي العام. إذ يمكن الذكاء الاصطناعي من جعل عمليات التضليل الإعلامي تدار بطريقة آلية، ما يمنحها زخما أكبر، وانتشاراً أوسع.  

وكانت صحيفة نيويورك تايمز أشارت إلى الاستخدام المتزايد للروبوتات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في الحملات الدعائية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتمكنت تلك الروبوتات من التفاعل مع أعداد كبيرة من الأشخاص عبر توجيه أسئلة وتعليقات مباشرة، وخلال حيز زمني قصير، في محاكاة ردود الفعل البشرية.

تتزايد المخاوف أيضاً من استخدام دول وحكومات للذكاء الاصطناعي في حملاتها الدعائية، مثل الاتهامات الموجهة لروسيا وإيران بمحاولة التأثير على الانتخابات الأميركية، والتي أثارت الكثير من الجدل السياسي في الولايات المتحدة. 

 

المصدر: موقع الحرة