تكنولوجيا

إسرائيل وحماس.. إيلون ماسك يضيع في ضباب المعلومات المضللة

11 أكتوبر 2023

انتشرت المعلومات المضللة على منصة التواصل الاجتماعي أكس خلال الـ48 ساعة التي تلت الهجوم المفاجئ الذي شنه مسلحو حماس على إسرائيل. 

وشارك نشطاء على موقع التغريدات القصيرة، المملوك للملياردير إيلون ماسك، ادعاءات كاذبة ومضللة حول الصراع، وقام ماسك نفسه بتوجيه المستخدمين إلى حساب معروف بنشر معلومات مضللة.

ومن ضمن أمثلة الأخبار المضللة، شارك العديد من المستخدمين خلال عطلة نهاية الأسبوع بيانا إخباريا مزيفا للبيت الأبيض يزعم كذبا أن الولايات المتحدة ترسل مليارات الدولارات كمساعدات جديدة لإسرائيل ردا على ذلك. 

وسرعان ما قامت حسابات على أكس تضم مئات الآلاف من المتابعين بنشر البيان الصحفي المزيف للبيت الأبيض بعد ظهوره على الإنترنت، السبت. 

وادعى أحد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، ويدعى جاكسون هينكل، والذي كان من بين الذين شاركوا الإصدار المزيف، أن الأمر كان بمثابة صفعة على وجه أوكرانيا، التي كانت تناشد واشنطن للحصول على مزيد من الأموال للدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي.

وشارك حساب ينتحل صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريرا كاذبا يفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد دخل المستشفى، قبل أن يتم تعليق الحساب لاحقا. 

وكان ماسك نفسه واحدا ممن شاركوا في فوضى المعلومات، عندما أوصى، الأحد، مستخدمي موقعه "أكس" بمتابعة الصراع بين إسرائيل وحماس، من خلال متابعة حساب معروف بنشر معلومات مضللة، بما في ذلك تقرير مزيف في وقت سابق من هذا العام عن انفجار في البنتاغون.

قام ماسك وهينكل لاحقا بحذف منشوراتهما. وبعدها غرد ماسك: "كما هو الحال دائما، حاولوا من فضلكم أن تكونوا قرب الحقيقة قدر الإمكان، حتى بالنسبة للأشياء التي لا تحبها". 

وإضافة إلى ذلك، انتشرت أيضا العديد من الفيديوهات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي. 

أحد هذه المقاطع، فيديو تمت مشاهدته 1.7 مليون مرة، زعم ناشروه، أنه يظهر قيادات في الجيش الإسرائيلي بعد القبض عليهم من جانب عناصر من حركة حماس. لكن الفيديو يظهر في الواقع احتجاز الانفصاليين في أذربيجان.

وكان ماسك قد قام بتسريح موظفين يركزون على اكتشاف المعلومات المضللة، ضمن تسريحه لآلاف الموظفين بعد استحواذه على موقع أكس الذي كان يعرف بـ"تويتر". وبدلا من ذلك، اعتمد بشكل أكبر على ملاحظات المجتمع لإدارة المحتوى. 

تسمح ملاحظات المجتمع للمستخدمين على أكس، بالتحقق من المنشورات الكاذبة أو المضللة. لكن في بعض الحالات يتم التنبيه على أن الفيديو على سبيل المثال غير صحيح بعد أن يكون قد شاهده آلاف وربما ملايين الأشخاص. 

ولعب موقع "أكس"، منذ فترة طويلة دورا محوريا في تبادل المعلومات أثناء الصراعات، بدءا من الربيع العربي وحتى غزو أوكرانيا في عامي 2014 و2022، وأثناء أعمال العنف السابقة في إسرائيل وغزة.

ويرى الخبراء أن المعلومات الخاطئة الفيروسية كانت موجودة دائما على المنصة، لكنها أصبحت واضحة بشكل خاص بعد استحواذ ماسك عليها. 

وقال الباحث في "مختبر أبحاث أتلانتيك كاونسيل"، إيمرسون بروكينغ، "في أوقات الحرب، تصبح وسائل التواصل الاجتماعي ساحة معركة دعائية؛ اليوم "أكس" هي المنصة الرئيسية التي تجري فيها هذه المعركة عبر الإنترنت". 

وقال الصحفي المتخصص في الاستخبارات مفتوحة المصدر، جو غالفين، لشبكة سي أن أن: "في العقد الماضي، أدى كل صراع إلى ظهور "ضباب حرب رقمية"، حيث يحاول أطراف الحرب ومؤيدوهم استخدام المنصات الاجتماعية لصالحهم".  

لكنه يشير إلى أن "حجم المعلومات الخاطئة ومدى انتشارها اليوم يتجاوز بكثير ما رأيناه سابقا في صراعات عصر وسائل التواصل الاجتماعي المبكرة، ويتفاقم ذلك بسبب منصات مثل أكس، التي أزالت الحواجز وسمحت لأفظع أنواع المعلومات المضللة بالانتشار". 

وأطلقت حركة حماس، المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية، عملية مباغتة، السبت، داخل إسرائيل، أسفرت عن مقتل نحو 1000 إسرائيلي.

وردت إسرائيل بقصف جوي ومدفعي على "أهداف لحماس" في قطاع غزة أودت حتى الآن بحياة نحو 800 شخص في القطاع.

ومعظم القتلى من الجانبين مدنيون.

 

المصدر: موقع الحرة

مواضيع ذات صلة

بايدن وقع على وثيقة تتيح للسطات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتصدي للتهديدات - مصدر الصورة Pexels
بايدن وقع على وثيقة تتيح للسطات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتصدي للتهديدات - مصدر الصورة Pexels

بواسطة الذكاء الاصطناعي، تمكنت الولايات من إحراز تقدم في تحديد المحاولات الخارجية الهادفة إلى التأثير على الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد أقل من أسبوعين.

هذا ما أكده مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، الذي شدد  على أن الطريق لا يزال طويلا لاحتواء جميع التهديدات في هذا السياق.

تصريحات سوليفان جاءت خلال مداخلة في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، حيث أكد مستشار الأمن القومي أنه لا بد من ضمان سلامة سلاسل التوريد للشرائح الإلكترونية التي يتم استخدامها على نطاق واسع في التجهيزات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي حتى لا تقع هذه الشرائح في أيدي أطراف معادية.

المسؤول الأميركي سلط الضوء على وثيقة يدعو من خلالها مختلف الإدارات والوكالات الحكومية لتسريع استخدامات الذكاء الاصطناعي مع الحماية أيضًا من المخاطر المحتملة المرتبطة بالتكنولوجيا.
 


باتريك تاكر محرر الشؤون التكنولوجية في موقع " ديفينس وان" والخبير في الذكاء الاصطناعي وصف في حديث لقناة "الحرة" الوثيقة التي وقعت عليها الإدارة الأميركية بـ"التاريخية" بسبب الميزة ألتي تتمتع بها الولايات المتحدة وهي وجود كبريات الشركات المختصة الأميركية بالذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن الجيش الأميركي معني أيضا ومهتم بالذكاء الاصطناعي ومنظومة الاستخبارات الفدرالية لديها منذ سنوات قائمة بالمبادئ الإخلاقية التي توجهها، لكنه ذكر أن هذه الوثيقة تتناول أيضا كيف يمكن استغلال الأدوات المتطورة في تكنولوجيا للذكاء الاصطناعي وتقديم النصائح للجهات الاستخبارية ومساعدة الولايات المتحدة على الحفاظ على ميزتها للتغلب على خصومها مثل الصين.

وأشار تاكر إلى أنه رغم وجود تدخلات خارجية في الانتخابات الأميركية، "لكن أيضا هناك جهد أميركي يبذل لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لصالح الولايات المتحدة".

يذكر أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وقع على الوثيقة في وقت سابق تتيح لمختلف الوكالات الأمنية والقوات العسكرية الأميركية الاعتماد على أحدث وأقوى التجهيزات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي للتصدي للتهديدات المتنامية مثل الهجمات الإلكترونية بمختلف أنواعها.

كما جاء في الوثيقة أن وكالات الأمن لا يحق لها توسيع استخداماتها للذكاء الاصطناعي بطريقة من شأنها أن تنتهك الحقوق المدنية للأميركيين والتي يحميها الدستور.

وحسب العديد من التقارير فإن الهدف الرئيس من وراء هذا القرار هو جعل الولايات المتحدة قادرة على تطوير أنظمة جديدة للذكاء الاصطناعي تسمح لها بمواكبة التقدم الذي تحرزه الصين ودول منافسة أخرى في هذا المجال خاصة وأن العديد من المصادر تؤكد رصد محاولات من جهات أجنبية التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستقام خلال أقل من أسبوعين وذلك من خلال حملات تضليل واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي بواسطة الذكاء الاصطناعي.

المصدر: الحرة الليلة