في ظل كورونا.. هكذا تتخلّص الجزائر من النفايات الاستشفائية
يقدر حجم النفايات في الجزائر بنحو 23 مليون طن سنويا من مختلف التصنيفات، 13 مليون طن منها نفايات منزلية، والباقي نفايات صناعية أو استشفائية.
ومع بروز جائحة كورونا، تطرح تساؤلات بشأن آلية تسيير النفايات الاستشفائية الجزائرية، في ظل حالة التأهب القصوى، التي تشهدها المستشفيات في البلاد لمواجهة تداعيات الجائحة.
فكيف يتم التخلص من النفايات المعدية التي تخلفها المستشفيات الآن؟
هذا السؤال وغيره، كان موضوع حديثنا مع المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات محمد كريم ومان.
والوكالة الوطنية للنفايات هيئة حكومية مهمتها تنفيذ البرامج الوطنية في مجال تسيير النفايات، ووضع استراتيجية وتحيين مخطط العمل لمواجهة النفايات بمختلف أصنافها.
منذ بداية جائحة كورونا، كم بلغ حجم النفايات الخاصة بالمستلزمات الطبية التي تم التخلص منها؟ وهل زاد حجمها قياسا بالأشهر الماضية؟
التشريعات الجزائرية حددت بدقة أنواع وطرق تسيير النفايات الاستشفائية، وهي تنقسم إلى ثلاثة أصناف أو شعب، مثلما نسميها، ويتم الترميز لها بالألوان، فهناك الشعبة الخضراء وتعني الأعضاء البشرية، والشعبة الصفراء وتخص النفايات المُعدية والشعبة الحمراء وتتعلق بالنفايات السامة.
واستنادا للمخطط الوطني لتسيير النفايات الخاصة، ارتفعت كمية نفايات النشاطات العلاجية من 22000 طن في سنة 2002 لتبلغ 30000 طن في 2016.
لكن ومنذ بداية جائحة كورونا لاحظنا ارتفاعا محسوسا في كميات النفايات المعدية، بزيادة تراوحت بين 20 و30 بالمئة قياسا بما قبل الجائحة.
ونقوم في الوكالة بالتحقق من مختلف الأرقام المسجلة بهدف تطوير المؤشرات اللازمة، التي ستسمح لنا بتقدير مدى تأثير الجائحة على إنتاج النفايات.
كيف يتم التخلص من النفايات المعدية؟ هل تستجيب العملية لمقاييس الوقاية وتوصيات منظمة الصحة العالمية؟
تخضع عملية تسيير نفايات النشاطات العلاجية إلى إطار قانوني دقيق.
وتعد عملية فرز هذه النفايات من المنبع مرحلة إلزامية، كما يتم توجيه كل شريحة وفق مسار مناسب، فتوضع النفايات الاستشفائية حسب الشعبة التي تنتمي إليها في أكياس ذات ألوان مختلفة أو في حاويات صلبة.
تجمع كل شريحة على حدى وتوجه إلى نقاط التجميع والتخزين. وتماشيا مع الوضع الصحي الراهن، أصدرنا تعليمات لتخفيض مدة تخزين النفايات وزيادة وتيرة توجيهها نحو المعالجة.
ويجب على مؤسسات نقل النفايات الاستشفائية طلب اعتماد من قبل وزارة البيئة والطاقات المتجددة.
وهنا أودّ الإشارة إلى أنه في إطار المرافقة والدعم التقني لعملية تسيير النفايات، قامت الوكالة الوطنية للنفايات مؤخرا بنشر دليل وطني خاص بتسيير النفايات الاستشفائية، والذي أُعدّ بالتنسيق مع مديرية الوقاية لوزارة الصحة.
هذا الدليل بمثابة "برتوكول" موحد مُلزم، يخضع له كل الفاعليين فى عملية تسيير النفايات دون استثناء، وبالإمكان تحميل هذا الدليل انطلاقا من الموقع الالكتروني للوكالة www.and.dz.
هل لك أن تشرح لنا نوع النفايات المعدية التي يتم التخلص منها. وهل ألبسة المتوفين وحتى ألبسة المصابين تدخل ضمن النفايات؟
ألبسة المصابين أو المتوفين أو مستلزمات العلاج كلها نفايات معدية وتخضع لقواعد التسيير.
وأمام الضغط الذي تواجهته المؤسسات الخاصة وبعض المستشفيات بفعل فيروس كورونا، وزعنا المئات من المعدات والألبسة الوقائية لعمال النظافة والفاعلين في تسيير النفايات الاستشفائية عبر 13 ولاية جزائرية، وكانت المرحلة الأولى من ولاية البليدة حيث بؤرة الفيروس.
كم يبلغ عدد المراكز المعالجة والمحارق في الجزائر؟ وما هي درجة الحرارة التي تعالج فيها النفايات المعدية، وما هي آليات استيعاب الدخان الناتج عن الإحراق حتى لا ينتقل في الهواء؟
تتوفر الجزائر على 13 منشأة لمعالجة النفايات الاستشفائية، بقدرة معالجة تصل إلى 40 ألف طن سنويا.
تتم المعالجة عن طريق الترميد بدرجة حرارة تصل إلى 850 درجة مئوية أو بالتعقيم بدرجة حرارة تزيد عن 100 درجة، ومع درجة الحرارة العالية التي تستجيب للمقاييس الدولية لمعالجة النفايات لا يبقى مجال للخطأ في المعالجة النهائية للنفايات.
هل هناك مؤسسات مختصة في عملية جمع النفايات الطبية؟ وماذا عن المستشفيات التي لا تملك أجهزة المعالجة أو محرقة؟ وكيف تتمكن المؤسسات الخاصة من معالجة نفاياتها، وما هي آليات الرقابة الحكومية على عملها؟
تجاوز عدد مؤسسات جمع ونقل النفايات الاستشفائية، المعتمدة من قبل وزارة البيئة والطاقات المتجددة فى الجزائر 60 مؤسسة مختصة.
وهنا وجب التنبيه إلى أن الدائرة الحكومية المتمثلة فى وزارة البيئة والطاقات المتجددة لا تصدر أي شهادة اعتماد أو ترخيص لهذه المؤسسات، إلا إذا كانت هذه الأخيرة متعاقدة مع منشآت المعالجة، وهي طريقة لضمان حركة شفافة لهذه النفايات، تنتهي بتسليم تقرير رسمي حول النفايات التي تم نقلها وفق اللوائح والقوانين الجزائرية.
القمامات المنزلية، وفي ظل الوضع الراهن، قد تتضمن نفايات معدية، فهل يتوفر عمال النظافة على وسائل للوقاية من العدوى وما هي؟
مهما كان السياق وجب على عمال النظافة ارتداء ملابس واقية خاصة وفق آليات الوقاية المتعارف عليها ووفق البروتوكول أو الدليل الوطني لتسيير النفايات، كما يتوجب على المسؤولين على تسيير مؤسسات جمع النفايات الحرص على ذلك.
هل سجلتم إصابات في صفوف عمال النظافة أو لدى المؤسسات المختصة في جمع النفايات المعدية خلال هذه الفترة؟
في الواقع هناك عدد قليل جدا من عمال النظافة المصابين بهذا الفيروس.
وقد أحصينا إلى حد الساعة 3 عمال ولكن ليس من جراء عملهم في جمع النفايات بل خلال نشاطهم الاجتماعي بعيدا عن دائرة عملهم، لأن الجزم بأن العدوى قد انتقلت إليهم أثناء تعاملهم مع النفايات أمر سابق لأوان بل فرضية مستبعدة جدا.
الأكيد أن جائحة كورونا فاجأت الجميع، ما هي التجربة التي خلصت إليها هيئتكم، وما أبرز الإجراءات التي ستتخذونها أو التوصيات التي ستعتمدونها مستقبلا؟
ما لاحظناه من خلال اطلاعنا اليومي وتنقلنا إلى العديد من الولايات، هو ارتفاع الوعي بضرورة تسيير أنجع وفعال للنفايات، إلى جانب توصيات سنقدمها للجهات الرسمية من أجل وضع مخططات محلية في البلديات وأخرى ولائية وفي كل البلاد إلى جانب إعداد مخططات للتسيير العادي أو الاستثنائي، ووضع استراتيجية شاملة للفرز سواء ما تعلق بالنفايات الاستشفائية أو المنزلية.
- المصدر: مراسل الحرة