يثير المسلسل التونسي "قلب الذيب"، الذي يعرض على شاشة القناة الوطنية الأولى (حكومية)، نقاشات واسعة بين الباحثين في التاريخ المعاصر.
ويسلط المسلسل الذي أخرجه الممثل الشاب، بسام الحمراوي، الضوء على حياة المقاومين التوانسة في الجبال وعلاقاتهم المتشابكة مع المقاومين الجزائريين للاحتلال الفرنسي.
وفجّر المسلسل منذ عرض حلقاته الأولى جدلا حول مدى ارتكازه على الوقائع التاريخية التي جدت في أواخر أربعينات القرن الماضي.
ومن الانتقادات التي يواجهها "قلب الذيب" مسألة تبادل الأسلحة بين الجزائريين والتونسيين لمواجهة الاحتلال الفرنسي.
ويبرز المسلسل مساهمة الجزائريين في مد المقاومة التونسية بالسلاح، وهو معطى يقول المؤرخون أنه لم يكن دقيقا، وجاء مجانبا للوقائع التاريخية.
وفي هذا الإطار، قال المؤرخ التونسي علية عميرة الصغيّر إن "التونسيين كانوا يمدون الجزائريين بالسلاح وليس العكس، بالنظر إلى أن تونس كانت ساحة للحرب العالمية الثانية، بما سمح بتخزين كميات كبيرة من السلاح تركها الجنود وراءهم".
وتابع في تصريح لـ"أصوات مغاربية" قائلا: "أغلبية السلاح الذي استعمله جيش التحرير الوطني في الجزائر مرّ من تونس، ما دفع المستعمر الفرنسي إلى الانتشار على طول الشريط الحدودي لمنع تدفق السلاح بين الجانبين".
كما شدّد الصغير على أن " قيادات الحزب الدستوري لم تشارك في مد المقاومين بالسلاح، لأن معظمها كان في السجون عندما انطلقت حركة المقاومة فعليا في بداية الخمسينيات".
ويعرض المسلسل مساهمة عدد من قيادات الحزب الدستوري الحر في تجميع السلاح وإمداد المقاومين به في الجبال.
وسبق لمخرج "قلب الذيب"، بسام الحمراوي، أن أكد في تصريحات إعلامية أن المسلسل ليس بالعمل التوثيقي رغم تضمنه لأحداث وشخصيات تاريخية، مشددا على أن العمل أقرب ما يكون إلى الفانتازيا.
- المصدر: أصوات مغاربية