Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

ترند

زمن كورونا بتونس.. فرصة لتحديث قطاع الصحة أم لتعميق أزمته؟

07 مايو 2020

هجرة آلاف الأطباء التوانسة إلى الخارج وتراجع جودة القطاع الصحي، وضع الحكومة اليوم أمام تحديات كبيرة لاختبار نجاعة منظومتها الصحية في مواجهة أزمة كورونا.

هذه الأزمة اعتبرها بعض المختصين في البلاد "فرصة حقيقية مكنت الدولة من عصرنة القطاع الصحي والتفكير في تطوير منظومته مستقبلا" فيما رأى آخرون أن "الجائحة قد عرت عدة نقائص وزادت في تعميق أزمة الصحة التونسية".

 فرصة لعصرنة للقطاع الصحي

في هذا الصدد، قال عضو لجنة مجابهة فيروس كورونا المستجد بوزارة الصحة، سمير عبد المؤمن ، إن  أزمة "كوفيد 19 "مكنت القطاع الصحي في تونس من تركيز منظومة تقنية جديدة و تطوير تطبيقات عملية تم إعدادها خلال شهرين فقط، بعد سنوات من حالة الركود في القطاع، مشيرا إلى  أن جائحة كورونا كانت "فرصة كبيرة للوقوف عند بعض النقائص والتفكير في عصرنة القطاع الصحي" .

وأضاف في تصريح "لأصوات مغاربية"" بأن "المنظومة الصحية لا تتعلق فقط بقوة التجهيزات التقنية إنما بالخبرات والأدمغة وجودة الأطباء أيضا، إضافة إلى حسن إدارة الأزمة  باتخاذ القرارات السياسية في الوقت المناسب".

وحسب المتحدث ذاته ،فقد مرت  المنظومة الصحية  بعدة أزمات كبرى آخرها سنة 2011، باستقبال الدولة لأكثر من مليوني لاجئ  من ليبيا في فترة وجيزة لم تتجاوز ستة أشهر، ما عرض البلاد لخطر انتقال الأمراض والأوبئة، لكن القطاع الصحي نجح في تجاوزها.

و لفت عبد المؤمن إلى أن الوباء وضع كل دول العالم أمام اختبار حقيقي لمنظومتها الصحية، "والدولة التونسية لم تكن بمعزل عن ذلك، فرغم إمكانياتها الصحية الضعيفة فقد صمدت هياكل قطاعها الصحي أمام الوضع الطارئ بفضل كفاءة طاقاتها البشرية".

كما شدد عبد المؤمن على أن الأزمة قد  أحدثت رجة كبيرة لدى الفاعلين والمجتمع للتفكير مستقبلا في تحسين المنظومة الصحية وتوفير الإمكانيات اللازمة لكل المستشفيات في البلاد.

كورونا عمقت أزمة الصحة

في المقابل، اعتبر الكاتب العام للجمعية التونسية للدفاع عن الحق في الصحة، منصف بلحاج يحيى، بأن "الجائحة زادت في تعميق أزمة القطاع الصحي الذي تدهور  خلال السنوات الأخيرة".

وأضاف المتحدث:  "طالبنا منذ سنوات بإنقاذ المنظومة الصحية التي كانت مفخرة للتونسيين منذ الاستقلال، لكنها اليوم صارت مهددة بالانهيار، لافتا إلى أن أزمة كورونا أظهرت النواقص العديدة التي يعاني منها القطاع".

وكشف بلحاج يحيى عن أن نحو مليون  مريض تونسي محرومون من حقهم في الدواء بسبب  فقدان بعض الأدوية من المستشفيات، مما قد  يهدد حياتهم، مرجعا ذلك إلى أن تركيز السلطات على كوفيد-19 قد ساهم بشكل غير مباشر في فقدان الأدوية.

وأشار  المتحدث إلى أن تناول الأدوية بانتظام بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة هو ضرورة حياتية  لتفادي المضاعفات الصحية الخطيرة، مضيفا أن الانقطاع عن التناول المنتظم للأدوية يزيد من خطورة إصابة غير مستبعدة بوباء كورونا.

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية
جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية

سادت حالة من الحزن على منصات التواصل في موريتانيا بعد إعلان وفاة ضابط صف شاب خلال مشاركته في إنقاذ وإغاثة المتضررين من فيضانات نهر السنغال في أقصى جنوب البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الأمر يتعلق بضابط شاب في البحرية الموريتانية يدعى محمد بن عوف كان ضمن كتيبة مكلفة بمساعدة المتضررين من فيضانات النهر الذي يقع على الحدود بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال.

ووصف موقع "المنصة" المحلي الحادث بـ"المأسوي"، فيما عبر المتضررون من الفيضانات عن تقديرهم لتضحيات أفراد الجيش لإنقاذهم من السيول.

وبينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي بخصوص الواقعة من الجهات الرسمية، تفاعل موريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الضابط الشاب ووصفه بعضهم بـ"البطل".

وكتب مدون "انتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وإنسانية ووطنية لإنقاذ سكان الضفة".

وقال آخر "قواتنا البحرية تقوم بجهد هام في إنقاذ السكان وممتلكاتهم من مخاطر ارتفاع منسوب النهر وقد فقدت أمس أحد أبطالها وهو الشاب البطل محمد بن عوف الذي ضحى بحياته من أجل أن ينعم سكان الضفة بعيش رغيد".

أما السيد الشيخ فتساءل عن أسباب غياب نعي رسمي للشاب ودعا الجهات الرسمية لتقديم واجب العزاء لأسرته وتشييعه وفق المراسيم العسكرية.

كما فتحت وفاة الشاب النقاش من جديد حول آليات الإغاثة والانقاذ في موريتانيا، وطالب مدونون بتكوين فرق متخصصة في مواجهة الكوارث.

وأدت فيضانات نهر السنغال في الأيام الأخيرة إلى نزوح مئات الأسر الموريتانية المستقرة على ضفافه إلى مناطق أخرى، بعد أن حاصرت المياه أزيد من عشرين قرية وقطعت معظم الطرق المؤدية إلى هذه القرى.

ونهر السنغال هو أحد الأنهار الرئيسية في غرب إفريقيا، ويمتد بطول حوالي 1800 كيلومتر من مرتفعات غينيا حتى يصب في واجهة السنغال بالمحيط الأطلسي، عابرا الحدود مع موريتانيا التي تعتمد عليه بدورها في حاجاتها المائية.

وفي زيارة للمناطق المتضررة من ارتفاع منسوب النهر الأسبوع الماضي، قال وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، إن الفيضانات خلفت "أضرارا كبيرة" بالمزارع والقرى المحاذية للنهر.

وأضاف في تصريحات صحفية أن السلطات استعانت بالجيش في الساعات الماضية لنقل المتضررين إلى أماكن آمنة "تفاديا للمزيد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النهر".

والأربعاء، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية) إنها تشعر بـ"قلق عميق" إزاء الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة لنهر السنغال، وقالت إن هذه الظواهر الطبيعية "تشكل تهديدا خطيرًا للسكان المقيمين على ضفاف النهر، ومن الضروري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة ورفاهية هؤلاء السكان".

المصدر: أصوات مغاربية