مجازر 8 ماي بالجزائر: مصادر أميركية قدرت الضحايا بـ80 ألفا
- يرى المؤرخ الجزائري عبد المجيد مرداسي أن الجزائر يمكنها مقاضاة فرنسا عن الجرائم التي ارتكبتها ضد الجزائريين أمام المحاكم الأوروبية، ويشير، في حوار مع "أصوات مغاربية"، إلى أن مصادر أميركية وبريطانية أفادت بأن "مجازر 8 ماي 1945 خلفت 80 ألف قتيل، بخلاف التقديرات السائدة بوجود 45 ألف ضحية".
بعد مرور 75 سنة على مجازر 8 ماي 1945. كيف تتفاعل الأجيال الجديدة مع هذه المأساة التاريخية؟
يعيش الجزائريون هذه الذكرى في ظرف خاص بالأزمة الصحية التي نعرفها، لذلك فإن الأمثلة عن التضحيات التي قدمها الأسلاف، تلهم هذه الأجيال اليوم بروح مقاومة الظروف الطارئة. صحيح أن هناك بعض الجفاء مع التاريخ، لكن علينا استرجاع الذاكرة بكل تفاصيلها، كما يجب تحرير التاريخ من السياسة.
هل خططت السلطات الفرنسية بشكل مسبق لقمع وحشي للمظاهرات؟
المظاهرات اندلعت قبل 8 ماي، عندما دعت جمعية أحباب البيان والحريات إلى تنظيم المسيرات، وطالبت بالإفراج عن الزعيم مصالي الحاج الذي كان منفيا في الكونغو، وطالبت بالاستقلال والحرية.
وأدى ذلك إلى اندلاع مظاهرات 1 ماي 1945 بالجزائر العاصمة، والتي تميزت بقمع قوي وسقط خلالها 9 ضحايا، من بينهم محمد بلحساسة، القيادي في حزب الشعب الجزائري، كما نفدوا اعتقالات في العاصمة ووهران.
وهذا يؤكد إصرار السلطات الفرنسية على مواجهة المظاهرات بالقمع القوي المنظم، لأن تقارير الأمن الفرنسي حذرت من التساهل معها، وأشارت إلى أن هزيمة فرنسا أمام النازيين الذين احتلوا مدنها خلال الحرب العالمية الثانية حررت أذهان الجزائريين، وأدت إلى ترسيخ قناعة إمكانية هزيمة القوات الفرنسية.
إلى أي مدى تمكن المؤرخون من توثيق ما جرى حتى يتمكنوا من مقاضاة فرنسا على ما ارتكبته أثناء الفترة الاستعمارية؟
لدينا الأدلة على الأعمال القمعية التي قام بها والي قسنطينة آنذاك، والأعمال الوحشية التي قام بها رئيس دائرة قالمة شرق البلاد، وما قام به الأمين العام للعاصمة، لكن الحصيلة الضحايا ليست بالمؤكدة، لقد أنهينا حصيلة الضحايا عند 45 ألف ضحية، بينما تؤكد مصادر أميركية وبريطانية تسجيل 80 ألف ضحية خلال مظاهرات 8 ماي 1945.
إذن أين الخلل؟
السلطات الوطنية لم تقم منذ الاستقلال بإحصاء دقيق في خراطة، في عين الكبيرة، في قالمة وسطيف وغيرها من المناطق الأخرى.
أدعوا إلى عمل أكاديمي بحثي موثق بشهادات عائلات الضحايا، وإعداد خريطة القرى والمداشر التي حدثت فيها المجازر، لتقديم شكوى أمام الهيئات الأوروبية والدولية.
- المصدر: أصوات مغاربية