ما هي أسباب "نفور" أطباء مغاربة من العمل في القطاع العام؟
يعاني قطاع الصحة العمومية في المغرب من خصاص كبير على مستوى الموارد البشرية تعكسه أرقام رسمية، في الوقت الذي يسجل "ضعف" في عدد المتقدمين إلى مباريات التوظيف التي تعلن عنها الوزارة.
فخلال ندوة تظمها الحزب الاشتراكي الموحد نهاية الأسبوع الأخير، قال رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عزيز غالي، إن "ولا طبيبا واحدا تقريبا من الأطباء العامين، يرغب في العمل مع الدولة"، مسجلا "ضعف الإقبال على مباريات التوظيف التي تعلن عنها وزارة الصحة" وفق ما نقل موقع "اليوم ٢٤".
وأشار غالي في السياق إلى أن "وزارة الصحة سبق أن أعلنت عن مباراة توظيف ما يقارب 177 طبيبا عاما، غير أنه لم يجتز المباراة سوى 65 طبيبا".
وسبق لوزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب، أن صرح في يونيو الماضي بأن "الوضعية الراهنة تعرف عجزا بنيويا كميا ونوعيا في مهن الصحة بحاجيات تتجاوز 97 ألف مهني، منها 32 ألفا و522 من الأطباء و65 ألفا و44 من الممرضين".
كما سبق لتقرير برلماني أن سلط الضوء على الخصاص "الحاد" الذي تعانيه المستشفيات المغربية في عدد الأطر الطبية وشبه الطبية، في مقابل ارتفاع عدد الأطباء الذين يختارون الهجرة نحو الخارج، مسجلا أن "حوالي 7000 طبيب اختاروا مغادرة البلاد لممارسة الطب في الخارج".
"القطاع لم يعد مغريا"
تعليقا على هذا الوضع يقول الكاتب العام للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام في المغرب، المنتظر العلوي، إن القطاع العام "لم يعد مغريا بالنسبة للأطباء" مرجعا ذلك إلى عدة أسباب.
ويتابع العلوي حديثه لـ"أصوات مغاربية" مبرزا أن "أول الأسباب وأهمها هو الفرق الشاسع في الرواتب بين القطاعين العام والخاص، إذ يصل حسبه إلى عشرة أضعاف، مع تعويضات غير كافية وغير مغرية".
إضافة إلى ذلك يوضح المتحدث أن من بين الأسباب أيضا "الظروف الصعبة التي يواجهها الطبيب في المناطق النائية التي يتم إلزامه بالعمل فيها خلال الثلاث سنوات الأولى والمتمثلة بالخصوص في غياب التجهيزات البيوطبية الضرورية".
ويختم المتحدث ذاته مبرزا أن "الطبيب الذي يشتغل في القطاع العام اليوم يؤدي ضريبة الخصاص الذي تعرفه منظومة الأطر الصحية بالبلاد، خاصة في المناطق النائية، إذ يضطر إلى العمل ليل نهار وفي أيام العطلة لتغطية النقص".
"إصلاحات قيد النقاش"
النائب البرلماني عن حزب الاستقلال (أغلبي)، علال العمراوي، يؤكد بدوره أن القطاع "يعاني بالفعل من اختلالات كبرى على مستوى تدبير الموار البشرية".
ويتابع العمراوي حديثه لـ"أصوات مغاربية" مبرزا أن "نفور الأطباء إشكالية حقيقية وعلى رأس الاختلالات التي تعرفها المنظومة الصحية بالمغرب"، قبل أن يردف موضحا أن "الحكومة تبنت عدة إصلاحات بعضها يوجد حاليا قيد النقاش في البرلمان من أجل حل هذا الإشكال".
وبحسب المتحدث ذاته فإن "الإصلاح العميق الذي تطرحه الحكومة يسعى للإجابة على النقائص التي يعاني منها المشتغلون في المنظومة الصحية"، مضيفا أن "هناك مشروع إدماج وإشراك الفاعلين في القطاع الخاص ضمن الإصلاح العام، فضلا عن تنزيل المنظور الجهوي للتكوين والتوظيف بالنسبة للأطباء".
- المصدر: أصوات مغاربية