هل يغطي مخزون السدود احتياجات الجزائر من المياه؟
أفادت وكالة الأنباء الجزائرية، أمس الإثنين، نقلا عن الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات في الجزائر بأن نسبة امتلاء السدود المستغلة في أنحاء البلاد ارتفعت إلى 36.24 في المائة باحتياطي بلغ إجمالا 2.57 مليار متر مكعب.
وأوضح المصدر ذاته أن "هذه الزيادة في كميات المياه المخزنة عبر 75 سدا في البلاد تم تسجيلها بفضل كميات الأمطار الأخيرة المتساقطة على عدة ولايات في البلاد".
تباين في التوزيع
تعليقا على هذه المعطيات بشأن مخزون السدود، وإمكانية تغطيته لحاجيات البلاد، يقول الخبير الدولي في الموارد المائية، مصطفى بن ناوي، إن "الكمية المسجلة مؤخرا تؤمن نسبيا احتياجات الجزائر من المياه".
ويتابع بن ناوي تصريحه لـ"أصوات مغاربية" موضحا أن "ما بين 60 إلى 70 في المائة من تلك المياه تذهب نحو السقي الفلاحي، و10 في المائة نحو الاستغلال الصناعي والباقي للشرب".
وبحسب المتحدث فإن "هذه النسبة تؤمن احتياجات المياه، بدرجة أحسن في الجهة الشرقية للجزائر، وبدرجة أقل في غرب البلاد، وبدرجة أقل بكثير في المنطقة الوسطى".
وينبه الخبير الجزائري إلى أن "وفرة المياه ومصادرها غير متوازنة بين مختلف جهات البلاد، لذلك لجأت الحكومة إلى اعتماد سياسة إقامة محطات تحلية المياه في الوسط والغرب، وحفر الآبار العميقة، أو جلب المياه من الشطين الغربي والشرقي".
في السياق نفسه يشير المتحدث إلى "توفير 11 محطة لتحلية مياه البحر، غالبيتها في الغرب والوسط وذلك وفق توزيع معدل تساقط الأمطار" ، معتبرا أن "حل أزمة المياه يكمن في تكثيف إنجاز محطات تحلية مياه البحر، وإقامة سدود أخرى".
"جزء من مصادر أخرى"
من جانبه، يوضح خبير الري، إسماعيل حاج محمد أن "هذه الكمية هي جزء من مصادر إمدادات أخرى" موضحا أن "الاكتفاء بها لا يمكن أن يؤمن احتياجات البلاد سواء من مياه السقي أو الشرب".
ويتابع حاج محمد تصريحه لـ"أصوات مغاربية" موضحا أن "احتياطات المياه في السدود ليست الوحيدة التي يتزود منها السكان"، وذلك "بعدما أصبح الاعتماد على المصادر غير التقليدية مهما في استراتيجية تنويع مصادر المياه الموجهة للشرب، باستثناء شرق البلاد وجزء كبير من الوسط الذي يعتمد على مياه السدود".
مع ذلك يبدي المتحدث تفاؤلا بشأن إمكانية تلبية الاحتياطات لاحتياجات البلد من المياه "سواء على المدى القريب أو المتوسط، وذلك على ضوء التوقعات التي تشير إلى تضاعف عدد السدود لتصل إلى 140 سدا مع حلول سنة 2030، رغم تضاعف نسبة الاستهلاك"، إذ يشير في السياق إلى "برامج أخرى تخص ترشيد الاستعمالات المتعددة للمياه".
- المصدر: أصوات مغاربية