العلاقات مع إسرائيل والجزائر وإسبانيا.. أبرز أحداث 2021 في المغرب
شهد المغرب عام 2021 مجموعة من الأحداث البارزة في مجالات عدة، من بينها المستجدات المرتبطة بجائحة كورونا، وتطور العلاقات مع إسرائيل بالتوقيع على عدة اتفاقيات وزيارات هي الأولى من نوعها بعد استئناف العلاقات.
وعرفت هذه السنة أيضا توترات وأزمات في العلاقات الدبلوماسية مع عدة بلدان هي إسبانيا وألمانيا والجزائر، بعضها انتهى وبعضها لا يزال مستمرا.
هذه أبرز أحداث عام 2021 في المغرب:
كورونا وجواز التلقيح
أعلن المغرب في نهاية شهر يناير 2021 عن إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا، وقد كانت الحملة في البداية تشمل البالغين ١٧ سنة فما فوق، قبل أن توسيعها لتشمل أيضا الأطفال المتراوحة أعمارهم بين ١٢ و١٧ عاما.
شرع المغرب في أكتوبر الماضي في عملية التطعيم بالجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لكورونا، إذ همت العملية في مرحلتها الأولى الأشخاص الذين أكملوا تطعيمهم ضد كوفيد-19 منذ مدة لا تقل عن ستة أشهر.
وفي الـ 21 من نفس الشهر، فرضت الحكومة المغربية الإدلاء بـ"جواز التلقيح" للسماح بالتنقل والسفر ودخول الأماكن العامة، مما خلف موجة من ردود الفعل ودفع مواطنين إلى الاحتجاج في عدة مدن.
الانتخابات وتشكيل الحكومة
في 8 سبتمبر الماضي أجريت انتخابات عامة في البلاد، وقد كانت تلك أول مرة تنظم فيها انتخابات تشريعية ومحلية وجهوية في يوم واحد.
أسفرت النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية عن تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار في حين مُني حزب العدالة والتنمية بـ"هزيمة قاسية" دفعت أعضاء الأمانة العامة إلى إعلان استقالتهم، ليتم بعد ذلك تنظيم مؤتمر استثنائي تم خلاله انتخاب عبدالإله بن كيران أمينا عاما للحزب خلفا لسعد الدين العثماني.
في المقابل، تم تشكيل الحكومة الجديدة من الأحزاب الثلاثة الأولى في الانتخابات البرلمانية وهي التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال، وقد ضمت إلى جانب رئيسها عزيز أخنوش، 24 وزيرا بينهم 7 نساء.
أزمة دبلوماسية مع إسبانيا
اندلعت أزمة دبلوماسية بين المغرب وإسبانيا عند استضافة الأخيرة زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي للعلاج في أبريل "لأسباب إنسانية"، بينما اعتبرت الرباط الأمر "مخالفا لحسن الجوار"، مؤكدة أن غالي دخل إسبانيا من الجزائر "بوثائق مزورة وهوية منتحلة".
وتصاعدت وتيرة الأزمة بين البلدين منتصف مايو، حين تدفق آلاف المهاجرين معظمهم مغاربة على جيب سبتة الإسباني شمال المغرب، واستدعت السلطات الإسبانية السفيرة المغربية حينها لاستفسارها عن ذلك، وردا على تلك الخطوة، استدعى المغرب سفيرته في مدريد للتشاور، كما تدخل البرلماني الأوروبي في القضية، ثم توالت ردود البرلمان العربي والأفريقي الداعمة للمغرب.
وفي ظل الخلاف بين البلدين، أجرت الحكومة الإسبانية تعديلا في وزارة الخارجية، وفي 20 أغسطس قال الملك محمد السادس في خطاب بمناسبة ذكرى "ثورة الملك والشعب" إن المغرب يتطلع لتدشين مرحلة "جديدة وغير مسبوقة" في العلاقات مع إسبانيا. وتلا ذلك رد فعل رئيس الحكومة الإسبانية بقوله "أمامنا فرصة كبيرة لإعادة العلاقات الجيدة مع المغرب ولكن على أساس أكثر صلابة".
تصاعد التوتر مع الجزائر
بعد أشهر من التوتر، قررت الجزائر في 24 أغسطس قطع علاقاتها الدبلوماسية وسحب سفيرها من العاصمة الرباط، واتهم وزير خارجيتها، رمطان العمامرة، المغرب بـ"شن حملة إعلامية دنيئة" ضد بلاده، ورد المغرب على ذلك بالتعبير عن "أسفه لهذا القرار"، الذي وصفه بـ"غير المبرر تماما"، رافضا "بشكل قاطع" ما اعتبرها "مبررات زائفة".
في 22 سبتمبر أعلنت الجزائر عن قرار غلق المجال الجوي أمام الطائرات المغربية، المدنية والعسكرية، وأمام رحلات كل الطائرات التي تحمل ترقيما مغربيا.
بعد ذلك قررت الجزائر عدم تجديد الاتفاق بشأن أنبوب الغاز الأورو-مغاربي الذي يمر على الأراضي المغربية، ورد المغرب على ذلك بالقول إن ذلك "لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل".
وفي أوائل نوفمبر أعلنت الرئاسة الجزائرية "مقتل" ثلاثة مواطنين فيما قالت إنه "قصف شنه الجيش المغربي" على قافلة كانت متوجهة من موريتانيا إلى الجزائر.
ونفى المغرب استهداف القافلة، وأكد مصدر مغربي لوكالة "فرانس برس" حينها أن المملكة "لن تنجر إلى حرب" مع جارتها الجزائر، تعليقا على ما وصفه بأنه "اتهامات مجانية".
زيارات واتفاقيات مع إسرائيل
وصل وزير خارجية إسرائيل، يائير لبيد، في الـ11 من أغسطس، إلى الرباط في أول زيارة رسمية منذ استئناف العلاقات بين البلدين، حيث افتتح في اليوم الثاني من زيارته مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، ووصف ذلك بـ "اللحظة التاريخية".
وعقد لبيد مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، لقاء تم خلاله توقيع عدد من الاتفاقيات، معلنا في مؤتمر صحافي في ختام زيارته أنه اتفق مع بوريطة على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين من مكتبي اتصال إلى سفارتين في غضون أشهر.
وفي الـ 24 من نوفمبر، وقع وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس، مع نظيره المغربي عبد اللطيف لوديي، الوزير المكلف بإدارة الدفاع الوطني، على اتفاقية للتعاون الأمني مع المغرب، وذلك خلال زيارة هي الأولى من نوعها لوزير دفاع إسرائيلي إلى المغرب.
توتر العلاقات مع ألمانيا
في شهر مارس أعلنت الخارجية المغربية تعليق "جميع آليات التواصل مع السفارة الألمانية في الرباط والمنظمات الألمانية المانحة".
وفي مايو أعلنت أنها قررت استدعاء سفيرتها ببرلين للتشاور، موضحة أن ذلك يأتي "بعد أن راكمت جمهورية ألمانيا الاتحادية المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة".
بعد أشهر من التوتر، أعلنت الخارجية المغربية في ديسمبر أن المملكة "ترحب بالتصريحات الإيجابية والمواقف البناءة التي عبرت عنها الحكومة الفدرالية الجديدة لألمانيا"، مفيدة أن "من شأنها أن تُتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين بالرباط وبرلين إلى شكله الطبيعي".
جاء ذلك الإعلان بعدما صرحت الخارجية الألمانية بكون خطة الحكم الذاتي تشكل "مساهمة مهمة" من المغرب لحل الخلاف حول الصحراء، مضيفة أن "ألمانيا تدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول على أساس القرار 2602".
"ديربي مغاربي" في كأس العرب
قدم المنتخب المغربي أداء وصفه العديد من المتابعين بـ"الجيد" خلال بطولة كأس العرب بعدما فاز في ثلاث مباريات وتأهل إلى ربع النهائي متصدرا المجموعة الثالثة.
بعد ذلك واجه المنتخب المغربي نظيره الجزائري الذي كان قد حل في المركز الثاني بالمجموعة الرابعة.
التقى الفريقان في مباراة قوية استمرت لنحو ساعتين، حيث انتهى شوطا المقابلة بتعادل المنتخبين، كما انتهى الشوطان الإضافيان بدورهما بالتعادل، قبل المرور إلى ضربات الترجيح التي أهدت الجزائر آخر بطاقات المربّع الذهبي.
أشاد العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بما اعتبروها "روحا رياضية عالية" ميزت أطوار اللقاء، كما تداول كثيرون صورة عناق بين نجم المنتخب الجزائري يوسف بلايلي ومدافع المنتخب المغربي محمد الناهيري.
- المصدر: أصوات مغاربية