كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المغربي، شكيب بنموسى، معطيات رقمية عن ظاهرة الاكتظاظ بالمدارس، مفيدا أنه بالرغم من تراجعها نسبيا فإن نسبة الأقسام التي تضم أزيد من 40 تلميذا بلغت 6٪ في التعليم الابتدائي و11٪ في التعليم الثانوي الإعدادي و12٪ بالنسبة للتعليم الثانوي التأهيلي.
وأوضح بنموسى، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، بداية الأسبوع الجاري، أن الوزارة لديها برنامج تدريجي للتقليص من ظاهرة الاكتظاظ في الأقسام الدراسية مستقبلا، مشيرا إلى أنه مرتبط بحركية السكان والتغير الديمغرافي.
وفي هذا الصدد، يحذر مختصون من تداعيات هذه الظاهرة على عملية التحصيل العلمي وجودة الدراسة، مشددين على آثارها السلبية أيضا على الوضعية الصحية للتلاميذ والتلميذات في ظل تفشي فيروس كورونا.
"يضرب مقياس الجودة"
تعليقا على الموضوع، يرى رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأوليات التلاميذ بالمغرب، نور الدين عكوري، إن "الاكتظاظ داخل حجرات الدرس يضرب مقياس الجودة"، مشيرا كذلك إلى التهديد الذي يشكله على صحة التلاميذ في ظل جائحة كورونا.
ويتابع عكوري حديثه لـ"أصوات مغاربية"، موضحا أن "ظاهرة الاكتظاظ في المدارس تنتشر في الأحياء التي يكثر فيها السكان بشكل متزايد بينما تعرف قلة المؤسسات التعليمية"، لافتا إلى أن هذا الوضع "جعل العديد من المدارس تشتغل بجدولة زمنية ثلاثية من الثامنة صباحا إلى السادسة مساء".
ويعزو عكوري الاكتظاظ في المدارس إلى "عدم استقرار السكان خلال المواسم الدراسية حيث تنتقل العديد من العائلات من منطقة إلى أخرى"، مشيرا إلى أن ذلك "لا يمكّن من ضبط عدد التلاميذ في كل منطقة سكنية".
"آثار جسيمة على التعليم"
من جانبه، يرى الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم في المغرب، عبد الرزاق الإدريسي أن "أسباب الاكتظاظ المدرسي تكمن في ضعف إمكانيات البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية والتجهيزات والموارد البشرية"، مبرزا أن "غياب مؤسسة تعليمية في حي ما أو مدينة أو قرية سيزيد من الطاقة الاستيعابية في مؤسسات أخرى".
ويتابع الإدريسي حديثه لـ"أصوات مغاربية" موضحا أن "الاكتظاظ له آثار جسيمة على الوضعية التعليمية والتعلمية، إذ كلما كثر عدد التلاميذ كلما كانت هناك صعوبة في التحصيل الدراسي"، مفيدا أنه "يؤثر على المستوى الدراسي ويضعفه وقد يؤدي إلى الهدر المدرسي".
كما ينبه المتحدث ذاته، إلى خطورة الأمر على المستوى الصحي، وقال "إن تدابير التصدي للجائحة تتطلب الالتزام بالتباعد الجسدي لكن في حجرة دراسية تضم 50 أو 60 تلميذا فإن ذلك يكون صعبا"، مشددا على "ضرورة مواجهة الاكتظاظ بمجهودات استثنائية من الوزارة لتوفير مؤسسات تعليمية وتجهيزات ومدرسين لتجنب السلبيات الكثيرة لهذه الظاهرة".
- المصدر: أصوات مغاربية