خلف الإعلان عن أسعار سيارات "فيات" الإيطالية، التي سيتم بيعها في الجزائر، ردود فعل متباينة بين مستخدمي المنصات الاجتماعي، حيث اعتبر متفاعلون أن تلك الأسعار "مرتفعة" معبرين عن "خيبة أملهم" إزاءها فيما اعتبر آخرون أنها "معقولة".

وكشف الرئيس التنفيذي لـ"ستيلانتس" الجزائر، حكيم بوطهرة، خلال المعرض الذي أقيم أمس الأحد بالعاصمة الجزائرية، عن تسويق 6 أنواع من موديلات سيارة "فيات"، بأسعار تتراوح ما بين 2.6 مليون دينار جزائري (19.1 ألف دولار) و4.2 مليون دينار جزائري (30.8 ألف دولار).

وأشار المصدر ذاته إلى أن ثمن النسخة الأولى من "fiat 500 hybride" مقدر بـ 2.63 مليون  دينار جزائري (19.1 ألف دولار) باحتساب كل الرسوم، بينما سعر الطراز الثاني سيكون ابتداء من 2.9 مليون دينار جزائري (21.3 ألف دولار).

وبخصوص السيارات العائلية، أفاد بأن سعرها سيصل إلى 3.3 مليون دينار جزائري (24.2 ألف دولار).

وحسب ممثل الشركة الإيطالية في الجزائر فسيُشرع في توزيع هذه السيارات خلال الشهر الجاري عبر 30 نقطة بيع في 28 ولاية على أن تتوسع شبكة التموين لتبلغ 40 نقطة بيع في نهاية السنة.

وكان جزائريون ينتظرون إعلان أسعار بيع السيارات المذكورة التي ستدخل مرحلة الإنتاج المحلي شهر ديسمبر المقبل، وفق ما أكده مدير صناعات الصلب والميكانيكية والطيران وبناء السفن بوزارة الصناعة، محمد جبيلي في تصريحات إعلامية أدلى بها أمس.

وتعاني سوق السيارات في الجزائر، منذ عدة سنوات، من ارتفاع الأسعار وذلك بسبب توقيف نشاط الاستيراد وأيضا بعد أن تقرر تجميد كل مشاريع التصنيع المحلي، التي انطلقت في عهد الرئيس السابق، على خلفية قضايا متعلقة بالفساد المالي والإداري.

وخلف الإعلان عن أسعار بيع سيارات الماركة الإيطالية "فيات" موجة ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، حيث اعتبر البعض أنها "مرتفعة" في حين أكد آخرون أنها "معقولة". 

"غير متوقعة"

وفي هذا الإطار، عبر العديد من المتفاعلين عن "خيبة أملهم" إزاء الأسعار المعلنة مؤكدين ارتفاعها مقارنة مع ما كانوا يتوقعونه بعد اتفاقية الشراكة التي وقعتها الحكومة الجزائرية مع شركة "فيات" الإيطالية التابعة لمجمع "ستيلانتيس"، أكتوبر الماضي لإنتاج السيارات السياحية والنفعية في الجزائر.

وفي هذا الإطار غرد أحد المتفاعلين "خيبة أمل كبيرة يشعر بها الشعب الجزائري بعد الإعلان عن سعر سيارات فيات ابتداء من 260 إلى 420 مليون". 

وعلقت إحدى المدونات ساخرة "260 مليون نص سيارة ! يبدو أن نصيبنا من الحديد في هذه الحياة قد أخذناه في العدس".

وبدورها اعتبرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك أن الأسعار المعلنة "مفاجئة وغير متوقعة لكثير من العامة، ولا سيما أن هذه الأسعار قد تكون مرجعيه لباقي العلامات". 

وقالت المنظمة الجزائرية إن "الأثمان التي كانت في السابق لسيارات بأسواقنا الأسبوعية بـ350 و400 مليون أصبحت من الماضي الأكيد، وكان بودنا أن ينخفض سعر السيارات المستعملة أكثر مما هو عليه الآن لفتح المجال للعائلات المتوسطة بفرصة مريحة لكسب سيارة".  

وأضافت بأن السلطات تدخلت "لحلحلة ملف السيارات قصد إشباع حاجيات المستهلك الجزائري ولن نطلب من المتعاملين إلا وضع أسعار مشروعة وعادلة تتماشى مع الامتيازات التي منحتها السلطات العمومية".

"معقولة"

في المقابل اعتبر متفاعلون آخرون أن الأسعار التي تم الإعلان عنها الأحد "معقولة" مبررين ذلك بعدة عوامل من بينها سعر صرف الدينار الجزائري باليورو والدولار. 

وفي هذا الإطار دون أحد المتفاعلين على "فيسبوك": "يمكنني إعلامكم بأن هذه الأسعار عقلانية في سياق التسعير العالمي المعاصر تماشيا وأزمة التضخم العالمي التي رفعت أسعار كل شيء، وكذا سعر صرف الدينار الجزائري في مقابل أسعار الأورو والدولار"، مردفا "ستكون أولى السيارات المنتجة محليا بين شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين وسترون كيف ستؤثر على أسعار السيارات المستعملة". 

ومن جانبه قارن متفاعل آخر بين أسعار السيارات القديمة والجديدة وعلق مستنكرا "لفيات موديل 2021 بـ400 مليون كانت مليحة وكي تشريها جديدة 260 غالية". 

وخلال ندوة صحافية، الإثنين، أكد سفير الجزائر لدى إيطاليا عبد الكريم طواهرية، أن أسعار سيارات "فيات" المصنعة في الجزائر "ستكون أقل وفي متناول المواطن مقارنة بنظيرتها المستوردة". 

وأوضح طواهرية بحسب ما نقل موقع صحيفة "الشروق" المحلية أن "أسعار سيارات فيات المستوردة معقولة مقارنة ببعض الدول" مضيفا بخصوص أسعار السيارات التي ستنتج محليا بأنها "ستتراجع نسبيا بالنظر إلى عدة عوامل منها اليد العاملة والمناولة الداخلية وكذلك عامل الإنتاج الداخلي".

• المصدر: أصوات مغاربية / وسائل إعلام محلية