حلت أمس (4 أبريل) الذكرى الرابعة للهجوم الذي شنته قوات "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر على العاصمة اليبية طرابلس، وتباينت تعليقات رواد موقع التواصل الاجتماعي على تلك الذكرى بين "مندد" بالهجوم ومدافع عنه، في حين دعت أصوات أخرى إلى نسيان تلك الصفحة المؤلمة.
وتذكر كثيرون في ليبيا أجواء يوم 4 أبريل 2019 عندما شنت القوات التابعة للمشير حفتر هجوما واسع النطاق لـ"تحرير" عاصمة البلاد من قبضة المليشيات و الجماعات المسلحة، وهو ما ردت القوات العسكرية التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق آنذاك، برئاسة فائز السراج، بعملية "بركان الغضب" للدفاع عن المدينة ومن ورائها المنطقة الغربية من البلاد.
وعلى مدار نحو عام من معارك الكر والفر في محيط العاصمة الليبية طرابلس لم تفلح قوات حفتر في السيطرة على المدينة لينتهي بها الأمر إلى إعلان الانسحاب في يونيو 2020، فيما أعلنت حكومة الوفاق الوطني من جانبها أن قواتها باتت تسيطر على المنطقة الغربية.
اليوم هو يوم 4\4 ذكرى أعلان حفتر الحرب علي طرابلس بحسب رايك لماذا فشل حفتر من سيطرة علي طرابلس ..#العاصمة pic.twitter.com/pm9y3lVr4n
— هنـا_العاصمة (@aleasima_17) April 4, 2023
ورغم مضي أربع سنوات على ذلك التطور العسكري المثير، لا يزال الليبيون يستذكرونه كلما حل يوم 4 أبريل، حيث تفاعل معه مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة تراوحت بين مندد بـ"العدوان" و"مبرر لأسباب الهجوم، وبين هذا وذلك من يدعو إلى طي صفحة الماضي.
وبهذه المناسبة، غرد خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة (طرابلس) بالقول "ذكرى عدوان العصابات الإجرامية المسلحة على مدينة طرابلس، نترحم على أرواح شهدائنا الذين سقطوا مدافعين عنها وعن مدنية الدولة المنشودة".
في ذكرى عدوان العصابات الاجرامية المسلحة على مدينة طرابلس، نترحم على أرواح شهدائنا الذين سقطوا مدافعين عنها وعن مدنية الدولة المنشودة.
— خالد المشري (@KhaledMeshri) April 4, 2023
كما نستذكر الملاحم البطولية الّتي سطّرتها قوّاتنا المدافعة عن طرابلس، الّذين استبسلوا في الدّفاع عنها إلى أن حقّقوا النّصر المبين.
"حرب حفتر وأولاده"
ويرى معارضو تلك الحرب أن هدفها كان هو السيطرة على العاصمة وبالتالي كامل ليبيا وإرجاعها للحكم الديكتاتوري العسكري المتمثل في المشير خليفة حفتر وأولاده، بحسب هؤلاء.
وفي هذا الخصوص استذكر أحد المغردين بمرارة بدايات الهجوم على العاصمة واصفاً الجيش بأرتال الموت وقال إن الهجوم جاء "لتنصيب حفتر وأبنائه حكام على ليبيا".
نتفكر اول ما بدت الحرب كلها تتشمت في طرابلس ويتمنو يتم مسحها وفرحانين بأرتال الموت وهي جايه لتنصيب حفتر وصغاره حكام علي ليبيا https://t.co/ec0YvWkNXS
— . (@masoudabdo69) April 4, 2023
ووصفت مدونة تطلق على نفسها غيداء المناسبة بأنها "الذكرى الرابعة لغزو التتار للبهية طرابلس". وأضافت في تغريدة على تويتر أن طرابلس أسقطت أعداءها "ومرغت في التراب أنوف من أتوها غزاة" و"كسرت خشم (أنف) زعميهم خليفة حفتر".
وطالب البعض وهم يستذكرون المناسبة بعدم التحاور مع من شاركوا في حرب طرابلس ضمن صفوف حفتر بدعوى أنهم مجرمون، وذلك في إشارة إلى اللقاءات الأخيرة التي حدثت في طرابلس بهدف توحيد الجيش وضمت عسكريين من الطرفين.
غدا الذكرى الرابعة لغزو التتار للبهية #طرابلس
— مدونة مطبات_غيداء (@MdwntMtbat) April 3, 2023
طرابلس التي كسرت انوف الوندال وفرسان القديس يوحنا وتحطمت على شواطئها أكبر مدمرة أمريكية ؛طرابلس التي اسقطت اعدائها؛ومرغت في التراب انوف من اتوها غزاة
وكسرت خشم زعميهم الأهبل خليفة بلقاسم حفتر
من جهته وصف المغرد إيهاب الجطلاوي الحرب على العاصمة بـ"العدوان الظالم على عاصمتنا الحبيبة"، وأضاف في منشور على فيسبوك، أن تضحيات الجندي في الحرب لن يهتم بها أحد، وأن الحرب مهما انتصرنا فيها تبقى بالنسبة للمحاربين خساره بكل المقاييس.
القضاء على "المشروع التركي"
وفي المقابل، ما زال المؤيدون للحرب التي شنها خليفة حفتر على طرابلس عام 2019 يرون أنها "مبررة" لإرجاع العاصمة التي "تسيطر عليها الجماعات المسلحة إلى سلطة الدولة الليبية"، بحسب تعبيرهم.
صورة من جبهة صلاح الدين.
— زيـاد الحِـمدي (@Ziad_Alhemdi) April 4, 2023
تحطم العدوان على أسوار طرابلس
Photo by: @AmruSalahuddien pic.twitter.com/6bN0tueEck
ويرى أصحاب هذا الرأي أن الدولة لن تقوم لها قائمة مادامت الحكومة في طرابلس تخضع لتهديد مجموعات مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة بحسب رأيهم.
وضمن هذا الرأي، قال أحد المغردين ويدعى عبد المحسن إن إصرار الجيش الوطني الليبي على "تحرير طرابلس من الميليشيات الإرهابية" يصب في مصلحة ليبيا والمنطقة بكاملها ويقطع الطريق أمام المشروع التركي، وذلك في إشارة إلى دعم تركيا لحكومة السراج ولمن جاء بعده.
اصرار الجيش الوطني الليبي على تحرير #طرابلس من الميليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا لايهدف فقط لحماية #ليبيا من الإرهاب ، بل يصب في مصلحة حماية المنطقة بأكملها وقطع الطريق أمام مشروع #تركيا الذي يستهدف إعادة إنتاج تنظيمات إرهابية جديدة بعد إنحسار تنظيم داعش الإرهابي.
— Abdulmhsn AlShuwaier (@abdulmhsn1) December 12, 2019
وتناول البعض الموضوع من زاوية أخرى إذ دعا كثيرون إلى نسيان الماضي وحذروا من حرب جديدة قد تشهدها العاصمة مع ترقب إجراء انتخابات قريبة في البلاد.
خطر الألغام ومخلفات الحرب
وتتوافق ذكرى حرب طرابلس مع اليوم العالمي "للتوعية بمخاطر الألغام والمساعدة على مكافحتها"، وبهذه المناسبة قالت بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا إن أكثر من 15 مليون متر مربع لا تزال ملوثة بالذخائر المتفجرة في جميع البلاد.
بعد فطور #شركاء الوطن في #طرابلس برفقة #لن_يدخلها ..
— عبدالعزيز باديツ (@azeez__badi) March 26, 2023
اتوقع حدوث حرب #أخرى بعد الوصول إلى موعد #الانتخابات
وذكّرت البعثة في بيان لها الإثنين بأن 19 شخصًا قتلوا خلال سنة 2022 بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب في ليبيا بينهم 14 طفلاً.
وأكدت أن انتشار المتفجرات من مخلفات الحرب في المناطق الحضرية يشكل تهديدًا يوميًا للحياة وسبل العيش ويعيق الوصول الآمن إلى التعليم والرعاية الصحية والتنمية، وتتسبب في القتل أو الإصابة بعد فترة طويلة من توقف القتال.
بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام والمساعدة على مكافحة الألغام، نتضامن مع ذوي وأهالي ضحايا المتفجرات ومخلفات الحروب، ونؤكد على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار والعمل على التوعية بمخاطر الألغام حتى تنعم بلادنا بالأمن والاستقرار.
— محمد المنفي - Mohamed Menfi (@LPCLYM) April 4, 2023
من جانبه أعرب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي عن تضامنه مع أهالي ضحايا مخلفات الحروب، وأكد في تغريدة على تويتر على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار والعمل على التوعية بمخاطر الألغام.
يذكر أن الأطراف الليبية المتحاربة وقعت على وقف دائم لإطلاق النار في أكتوبر عام 2020، بعد أشهر قليلة نمن انتهاء الحرب في طرابلس.
#شاهد| مفرزة بإدارة الهندسة العسكرية تتمكن من التعامل ونقل كمية من مخلفات حرب حفتر على طرابلس بعد تقديم مواطنين بلاغين حول وجود أجسام غريبة مشبوهة .#ليبيا pic.twitter.com/14QpRAeKgJ
— ليبيا أوبزرڤر - The Libya Observer (@lyobserver_ar) August 5, 2021
وما زال ذلك الاتفاق صامداً بدعم وتشجيع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي يحاول إيجاد مخرج سياسي من الأزمة التي تعصف بهذا البلد المغاربي منذ الإطاحة بنظام القذافي عام 2011.
وبناء على ذلك الاتفاق شُكلت لجنة بين تتكون من ممثلين عن القادة العسكريين الليبيين في الشرق والغرب، 5 أعضاء عن كل جانب، يتركز عملها على توحيد الجيش وإخراج المقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد.
المصدر: أصوات مغاربية