FILE - In this April 19, 2019 file photo, protesters wear yellow vests at a protest as they wave national flags and chant…
متظاهرون في طرابلس في يوم 19 أبريل 2019 ضد حملة المشير خليفة حفتر على العاصمة

حلت أمس (4 أبريل) الذكرى الرابعة للهجوم الذي شنته قوات "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر على العاصمة اليبية طرابلس، وتباينت تعليقات رواد موقع التواصل الاجتماعي على تلك الذكرى بين "مندد" بالهجوم ومدافع عنه، في حين دعت أصوات أخرى إلى نسيان تلك الصفحة المؤلمة.

وتذكر كثيرون في ليبيا أجواء يوم 4 أبريل 2019 عندما شنت القوات التابعة للمشير حفتر هجوما واسع النطاق لـ"تحرير" عاصمة البلاد من قبضة المليشيات و الجماعات المسلحة، وهو ما ردت القوات العسكرية التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق آنذاك، برئاسة فائز السراج، بعملية "بركان الغضب" للدفاع عن المدينة ومن ورائها المنطقة الغربية من البلاد.

وعلى مدار نحو عام من معارك الكر والفر في محيط العاصمة الليبية طرابلس لم تفلح قوات حفتر في السيطرة على المدينة لينتهي بها الأمر إلى إعلان الانسحاب في يونيو 2020، فيما أعلنت حكومة الوفاق الوطني من جانبها أن قواتها باتت تسيطر على المنطقة الغربية.

ورغم مضي أربع سنوات على ذلك التطور العسكري المثير، لا يزال الليبيون يستذكرونه كلما حل يوم 4 أبريل، حيث تفاعل معه مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة تراوحت بين مندد بـ"العدوان" و"مبرر  لأسباب الهجوم، وبين هذا وذلك من يدعو إلى طي صفحة الماضي.

وبهذه المناسبة، غرد خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة (طرابلس) بالقول "ذكرى عدوان العصابات الإجرامية المسلحة على مدينة طرابلس، نترحم على أرواح شهدائنا الذين سقطوا مدافعين عنها وعن مدنية الدولة المنشودة". 

"حرب حفتر وأولاده"

ويرى معارضو تلك الحرب أن هدفها كان هو السيطرة على العاصمة وبالتالي كامل ليبيا وإرجاعها للحكم الديكتاتوري العسكري المتمثل في المشير خليفة حفتر وأولاده، بحسب هؤلاء. 

وفي هذا الخصوص استذكر  أحد المغردين بمرارة بدايات الهجوم على العاصمة واصفاً الجيش بأرتال الموت وقال إن الهجوم جاء "لتنصيب حفتر وأبنائه حكام على ليبيا". 

 

ووصفت مدونة تطلق على نفسها غيداء المناسبة بأنها "الذكرى الرابعة لغزو التتار للبهية طرابلس". وأضافت في تغريدة على تويتر  أن طرابلس أسقطت أعداءها "ومرغت في التراب أنوف من أتوها غزاة" و"كسرت خشم (أنف) زعميهم خليفة حفتر".

وطالب البعض وهم يستذكرون المناسبة بعدم التحاور مع من شاركوا في حرب طرابلس ضمن صفوف حفتر بدعوى أنهم مجرمون، وذلك في إشارة إلى اللقاءات الأخيرة التي حدثت في طرابلس بهدف توحيد الجيش وضمت عسكريين من الطرفين. 

من جهته وصف المغرد إيهاب الجطلاوي الحرب على العاصمة بـ"العدوان الظالم على عاصمتنا الحبيبة"، وأضاف في منشور على فيسبوك، أن تضحيات الجندي في الحرب لن يهتم بها أحد، وأن الحرب مهما انتصرنا فيها تبقى بالنسبة للمحاربين خساره بكل المقاييس.

القضاء على "المشروع التركي"

وفي المقابل، ما زال المؤيدون للحرب التي شنها خليفة حفتر على طرابلس عام 2019 يرون أنها "مبررة" لإرجاع العاصمة التي "تسيطر عليها الجماعات المسلحة إلى سلطة الدولة الليبية"، بحسب تعبيرهم. 

ويرى أصحاب هذا الرأي أن الدولة لن تقوم لها قائمة مادامت الحكومة في طرابلس تخضع لتهديد مجموعات مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة بحسب رأيهم. 

وضمن هذا الرأي، قال أحد المغردين ويدعى عبد المحسن إن إصرار الجيش الوطني الليبي على "تحرير طرابلس من الميليشيات الإرهابية" يصب في مصلحة ليبيا والمنطقة بكاملها ويقطع الطريق أمام المشروع التركي، وذلك في إشارة إلى دعم تركيا لحكومة السراج ولمن جاء بعده.

 

وتناول البعض الموضوع من زاوية أخرى إذ دعا كثيرون إلى نسيان الماضي وحذروا من حرب جديدة قد تشهدها العاصمة مع ترقب إجراء انتخابات قريبة في البلاد. 

خطر الألغام ومخلفات الحرب

وتتوافق ذكرى حرب طرابلس مع اليوم العالمي "للتوعية بمخاطر الألغام والمساعدة على مكافحتها"، وبهذه المناسبة قالت بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا إن أكثر من 15 مليون متر مربع لا تزال ملوثة بالذخائر المتفجرة في جميع البلاد.

 

وذكّرت البعثة في بيان لها الإثنين بأن 19 شخصًا قتلوا خلال سنة 2022 بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب في ليبيا بينهم 14 طفلاً.

وأكدت أن انتشار المتفجرات من مخلفات الحرب في المناطق الحضرية يشكل تهديدًا يوميًا للحياة وسبل العيش ويعيق الوصول الآمن إلى التعليم والرعاية الصحية والتنمية، وتتسبب في القتل أو الإصابة بعد فترة طويلة من توقف القتال.

 

 من جانبه أعرب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي عن تضامنه مع أهالي ضحايا مخلفات الحروب، وأكد في تغريدة على تويتر على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار والعمل على التوعية بمخاطر الألغام. 

يذكر أن الأطراف الليبية المتحاربة وقعت على وقف دائم لإطلاق النار في أكتوبر عام 2020، بعد أشهر قليلة نمن انتهاء الحرب في طرابلس.

وما زال ذلك الاتفاق صامداً بدعم وتشجيع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي يحاول إيجاد مخرج سياسي من الأزمة التي تعصف بهذا البلد المغاربي منذ الإطاحة بنظام القذافي عام 2011. 

وبناء على ذلك الاتفاق شُكلت لجنة بين تتكون من ممثلين عن القادة العسكريين الليبيين في الشرق والغرب، 5 أعضاء عن كل جانب، يتركز عملها على توحيد الجيش وإخراج المقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

FILE PHOTO: Algerian President Tebboune attends St Petersburg International Economic Forum
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال إلقاء كلمة في المنتدى الاقتصادي الدولي

استبعد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في مقابلة تلفزيونية السبت، زيارة فرنسا معتبرا أنها "مهينة"، وذلك على خلفية تجدد التوتر بين البلدين. 

وقال تبون "لن أذهب إلى كانوسا". 

وقد شاع تعبير "الذهاب إلى كانوسا"، الذي أطلقه المستشار الألماني بسمارك في نهاية القرن التاسع عشر، وهو يعني طلب للمغفرة. ويشير هذا التعبير إلى الإجراء الذي أجبر عليه الإمبراطور الألماني هنري الرابع في القرن الحادي عشر، عندما ذهب إلى مدينة كانوسا الإيطالية ليطلب من البابا غريغوري السابع رفع الحُرم الكنسي عنه.

وكانت زيارة الرئيس الجزائري التي أرجئت مرارا منذ ماي 2023، مقررة بين نهاية سبتمبر ومطلع أكتوبر 2024. 

لكن العلاقات بين الجزائر وباريس شهدت فتورا من جديد بعد أن أعلنت باريس في نهاية يوليو دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية المتنازع عليها، في حين تدعم الجزائر جبهة بوليساريو المطالبة باستقلال هذه المنطقة عن المغرب.

وسارعت الجزائر إلى استدعاء سفيرها في باريس وخفضت تمثيلها الدبلوماسي وأبقت على قائم بالأعمال.

وحول الاستعمار الفرنسي (من 1830 إلى 1962) ومسائل الذاكرة، أكد الرئيس الجزائري "نريد الحقيقة التاريخية ونطالب بالاعتراف بالمجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي الذي كان استيطانيا بحتا".

وأضاف "لن نقبل الأكاذيب التي يتم نسجها حول الجزائر".

وفي معرض حديثه عن قضية التجارب النووية الفرنسية في الجزائر، قال تبون لفرنسا "إذا أردتم أن نكون أصدقاء، تعالوا ونظفوا مواقع التجارب النووية".

وبين عامي 1960 و1966، أجرت فرنسا 17 تجربة نووية في مواقع عدة في الصحراء الجزائرية. وكشفت وثائق رُفعت عنها السرية في 2013 أنه لا تزال هناك تداعيات إشعاعية كبيرة تمتد من غرب إفريقيا إلى جنوب أوروبا. 

وأشار تبون أيضا إلى الاتفاقية الفرنسية الجزائرية لعام 1968 والتي تمنح وضعا خاصا للجزائريين من حيث حقوق التنقل والإقامة والعمل في فرنسا.

وقال إنها أصبحت "فزاعة وشعارا سياسيا لأقلية متطرفة" يمينية في فرنسا تدعو إلى مراجعتها.

وفي ديسمبر 2023، رفضت الجمعية الوطنية الفرنسية نصا يطلب من السلطات إلغاء الاتفاقية. 

وتقضي الاتفاقية الموقعة في وقت كان الاقتصاد الفرنسي بحاجة إلى يد عاملة، بمنح الجزائريين امتيازات مثل استثنائهم من القوانين المتصلة بالهجرة. فبإمكانهم البقاء في فرنسا بموجب "تصريح إقامة" وليس "بطاقة إقامة".

 

المصدر: وكالات