أثارت قيمة زكاة الفطر في تونس والتي تم تحديدها هذه السنة في مبلغ ألفي مليم (ما يعادل 0.6 دولار تقريبا) موجة من ردود الفعل المتباينة في أوساط نشطاء المنصات الاجتماعية بين من عبروا عن استيائهم مما وصفوه بـ"تدني" قيمة الزكاة ومن دافعوا عن قرار ديوان الإفتاء معتبرين أن الإمكانية متاحة لمن يرغبون في إخراج مبالغ أكبر.
وأعلن مفتي تونس هشام بن محمود، الأربعاء، أن قيمة زكاة الفطر لهذا العام حددت بألفي مليم (نحو 0.6 دولار).
وقال المفتي في بلاغ تناقلته وسائل إعلام محلية إن "وقت إخراج هذه الزكاة يكون وجوبا بطلوع فجر يوم العيد وقبل صلاة العيد".
وتفاعل العديد من مرتادي المنصات الاجتماعية في تونس مع هذا لإعلان، إذ اتجه شق من المتفاعلين نحو الدعوة إلى الرفع من قيمة الزكاة بما يتماشى مع الأسعار ونسب التضخم.
وفي هذا السياق، دون شريف زهروني "قيمة زكاة الفطر هذه السنة ألفين فرنك ثمن حارة وكعبة عظم أو نصف رطل فقوس أو كعبتين قارص" في إشارة إلى غلاء أسعار مواد استهلاكية.
وكتب المدون وائل الونيفي أن "الزكاة حددها مفتي الجمهورية في حدود دينارين وهو مبلغ لا يكفي لحجز مكان في موقف السيارات".
في المقابل، دافع آخرون عن قرار ديوان الإفتاء، مشيرين إلى أنه يمكن لمن يرغبون تقديم مبالغ أكبر من قيمة زكاة الفطر التي حددها المفتي.
وفي هذا السياق، قال المدون محمد ضياء بن عثمان "من لا يعجبه مبلغ دينارين ويرغب في دفع المزيد فيمكنه دفع 10 و 20 و أو 50 دينار"، مضيفا أن "المبلغ المحدد هو الحد الأدنى و من في مقدوره دفع المزيد فليدفع وما زاد عن الزكاة فهو صدقة".
ومن جانبه، تساءل كمال الشارني "ما رأيكم لو اعتمدنا قاعدة أن الزكاة هي مقدار غذاء يوم "من أوسط ما تأكلون" مضيفا أن "هذا يعني أن كل شخص يُقدّر حجم الزكاة على قدر إنفاقه، فالفقير المكتفي بصحفة "شوربة" دون لحم لا يدفع الزكاة مثل من يغرق أمام مائدة طويلة مثل النهر وعريضة مثل البحر".
إلى ذلك، قالت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة التونسية إنه يمكن التبرع بزكاة الفطر إلى الجمعية التونسية لقرى الأطفال التي ترعى الأطفال فاقدي السند.
وذكرت الوزارة في بلاغ لها أن "الموارد المراد جمعها من قبل الجمعية ستخصّص لدعم ميزانية قرى الأطفال الأربعة (قمرت وسليانة والمحرس وأكودة) ولتعبئة الموارد لإعادة بناء قرية سليانة التي تشكو بنيتها التحتية من وضعية متردية وصيانة باقي القرى".
- المصدر: أصوات مغاربية