وقفة احتجاجية لعدد من الراسبين في امتحان ولوج مهنة المحاماة أمام البرلمان بالرباط
وقفة احتجاجية سابقة لعدد من الراسبين في امتحان ولوج مهنة المحاماة أمام البرلمان المغربي

قرر مجموعة من المترشحين الراسبين في الامتحان الكتابي المتعلق بالأهلية لولوج مهنة المحاماة بالمغرب، خوض "إضراب مفتوح" عن الطعام وسط تحذيرات من تدهور وضعهم الصحي خاصة بعد نقل إحدى المشاركات في الإضراب إلى المستشفى مساء الأحد. 

وكانت "التنسيقية الوطنية لمرسبي امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة" قد أعلنت، الجمعة الماضية، عن دخول مجموعة من "المرسبين" في إضراب مفتوح عن الطعام بمقر "حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي" بمدينة الدار البيضاء وذلك "إلى حين تحقيق مطالبنا المشروعة" يقول بلاغ التنسيقية. 

المرسبون في امتحان المحاماة يدخلون مجددًا في إضراب مفتوح عن الطعام و الذي ادى الى نقل المرسبة المضربة عن الطعام اسماء الهزام على وجه السرعة الى المستعجلات بعد تعرضها الى مضاعفات صحية خطيرة

Posted by ‎PhenixMedia الفينيق ميديا‎ on Monday, April 17, 2023

وأوضح المصدر أن هذه الخطوة "جاءت بعد تنصل وزارة العدل من وعودها لحلحلة أزمة امتحان المحاماة لسنة 2022، وأغلقت أبواب الحوار وفرضت علينا سياسة الأمر الواقع من خلال إعلانها عزمها تنظيم امتحان جديد السنة المقبلة". 

واعتبرت التنسيقية بأن ذلك يشكل "تجاوزا واضحا لمطالبنا المشروعة القائمة على أساس الاحترام التام لمبدأ تكافؤ الفرص مع ربط المسؤولية بالمحاسبة" مشيرة إلى أن المضربين سيصومون خلال النهار وسيفطرون على الماء فقط. 

وأثارت هذه الخطوة مخاوف نشطاء من تدهور الوضع الصحي للمشاركين في الإضراب خاصة بعد تداول وسائل إعلام محلية ومدونين خبر نقل إحدى المشاركات في الإضراب مساء الأحد إلى المستشفى "في وضعية حرجة". 

وناشد نشطاء وحقوقيون المضربين وقف إضرابهم كم دعوا إلى تدخل الجهات المعنية لإيجاد حل يضع حدا لهذا الإضراب.

الطالبة أسماء الهزام تنقل على وجه الإستعجال في حالة خطيرة الى المستشفى بالدار البيضاء جراء خوضها الى جانب زملائها إضرابا...

Posted by ‎محمد الغلوسي‎ on Sunday, April 16, 2023

وفي هذا الإطار، دون رئيس "الجمعية المغربية لحماية المال العام"، محمد الغلوسي، "في نقاشي معهم أكدت لهم أن الإضراب عن الطعام يبقى خطوة من شأنها أن تضرهم وتهدد حقهم المقدس في الحياة، ولأنني أحبهم جميعا وأعزهم كثيرا كشباب طموح ورائع فإنني أناشدهم أن يرفعوا إضرابهم المفتوح عن الطعام وأن يبدعوا في الصيغ النضالية لإيصال رسالتهم، كما أناشد كل الضمائر الحية من أجل الوقوف إلى جانبهم". 

أسماء شابة لطيفة حدثتني بحرقة قبل أيام من دخولها في إضراب عن الطعام هي ورفاقها، عن درجة الحكرة التي أحستها خلال ترسيبها...

Posted by Adil Tchikitou on Sunday, April 16, 2023

وقال رئيس "العصبة المغربية لحقوق الإنسان"، عادل تشيكيطو "حاولت جاهدا أن أقنع أسماء (اسم الشابة التي تم نقلها للمستشفى) ورفاقها بتأجيل فكرة الإضراب، لكن السكين كانت قد وصلت إلى العظم وبدا لي أن هؤلاء الشباب قرروا المغامرة بحياتهم دفاعا عن قضيتهم، وهاهو ناقوس الخطر يدق مجددا، لينذرنا بمصيبة دخول أسماء في حالة غيبوبة ونقلها إلى المستشفى على وجه الاستعجال".

أسماء الهزام، إحدى المرشحات في امتحان المحاماة المثير للجدل، تعيش وضعية صحية حرجة جراء اضرابها عن الطعام، أتمنى تدخل العقلاء في هذا الموضوع.

Posted by Omar Cherkaoui on Sunday, April 16, 2023

ونشر المحلل السياسي عمر الشرقاوي صورة للشابة التي تم نقلها إلى المستشفى وأرفقها بتعليق "إحدى المرشحات في امتحان المحاماة المثير للجدل، تعيش وضعية صحية حرجة جراء إضرابها عن الطعام، أتمنى تدخل العقلاء في هذا الموضوع".

وكانت نتائج امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة قد أثارت جدلا منذ الإعلان عنها في أواخر شهر ديسمبر الماضي، حيث نظم عدد من الراسبين في هذا الامتحان وقفة احتجاجية أمام البرلمان دعوا خلالها إلى فتح تحقيق في النتائج التي وصفوها بـ"المشبوهة"، كما نادت فعاليات سياسية وحقوقية بفتح تحقيق في الموضوع.

في المقابل، دافع وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي في تصريحات لوسائل إعلام محلية عن مصداقية النتائج المعلنة في امتحان المحاماة، مؤكدا أنه تم تصحيحها بشكل آلي وليس من طرف أشخاص، وأضاف قائلا "لن يفتح أي تحقيق في هذه النتائج لعدم وجود أي جريمة، وأنا أثق في لجنة الامتحان".

ولاحقا أكد الوزير خلال استضافته في برنامج بثته قناة "الأولى" أن القانون يتيح للمترشحين الذين اجتازوا الامتحان الاطلاع على نتائجهم وفقا لحكم قضائي أو بناء على طلبهم، وأكد في السياق أنه تم التوصل بالعديد من الطلبات "وسنصحح بالآلة أمامهم  ليروا نتائجهم".

وسبق لمجموعة من المترشحين الراسبين في الامتحان المذكور أن أعلنوا خوض إضراب عن الطعام أواخر شهر فبراير الماضي، وبعد ثمانية أيام أعلنوا تعليق الإضراب وذلك بعد "الإعراب عن نية وزارة العدل في فتح باب الحوار لحلحلة الأزمة بضمانة من المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان وفعاليات المجتمع المدني" وفق ما جاء في بيان "اللجنة الوطنية لضحايا امتحان الأهلية لولوج مهنة المحاماة" حينها. 

  • المصدر: أصوات مغاربية 
     

مواضيع ذات صلة

باحة مؤسسة تعليمية مغربية - أرشيف
باحة مؤسسة تعليمية مغربية - أرشيف

في عامه الثاني، يثير برنامج "مدارس الريادة" بالمغرب، وهو مشروع حكومي يروم تحسين جودة التعليم في المدارس العمومي، جدلا وتساؤلات بشأن غايته وأسباب محدودية تعميمه.

ويعد البرنامج من بين المبادرات والخطط الجديدة التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية ضمن خطة شاملة لمراجعة طرق التدريس وتجاوز التعثرات التي يعيشها التعليم العمومي.

وقالت الوزارة غداة إطلاق الموسم الدراسي الجديد إن أزيد من 8 ملايين و112 ألف تلميذة وتلميذ التحقوا بالمؤسسات التعليمية بينهم مليون و300 ألف تلميذ سيتابعون دراستهم في مدارس يشملها برنامج "مدارس الريادة".

وفق معطيات الوزارة انتقل عدد مدارس الريادة منذ انطلاقها العام الماضي من 626 مؤسسة تعليمية إلى 2626 في الموسم الدراسي الحالي واضعة هدف تعميم التجربة على 8630 مدرسة بحلول عام 2028.  

وكان وزير التربية الوطنية، شكيب بنموسى، قد أكد في تصريحات صحافية نجاح التجربة الأولى للمشروع العام الماضي، مفيدا بأن التقييم الأولى أظهر أن مستوى التلاميذ بالمستوى الثاني إلى المستوى السادس ابتدئي "سجلوا تحسنا ملموسا في معدلات التحكم في القدرات والكفايات التي تم تقييمها".

وتقوم فكرة هذا البرنامج على تحسين عملية التعلم من خلال اعتماد منهجية تدريسية جديدة متعددة الأبعاد تركز على "الرفع من جودة التعلمات الأساسية والتحكم بها، وتنمية كفايات التلاميذ وتعزيز تفتح المتعلمين".

ويتم ذلك من خلال تدريس كل مادة في المستوى الابتدائي من قبل أستاذ متخصص بدل إسناد عدد من المواد لمعلم واحد وذلك بالاعتماد على تقنيات وأساليب بيداغوجية حديثة.

ووصف بحث ميداني، أجراه المرصد المغربي للتنمية البشرية (مؤسسة رسمية) ونشرت نتائجه في يوليو الماضي، المرحلة الأولى من مدارس الريادة بـ"الايجابية"، لافتا إلى أنه "يعد مكسبا تربويا وجب تثمين نتائجه الإيجابية الأولية وتحصين مكتسباته باعتبارها رهانا جماعيا للنهوض بالمدرسة العمومية خلال السنوات المقبلة".

ودعا البحث الحكومة إلى الاستفادة من "الصعوبات" التي واجهت البرنامج في عامه الأول بغية تعمميه على المدارس العمومية كلها و"استباق حاجيات الأساتذة للتكوين المستمر والمواكبة في مرحلة الاستئناس باستعمال التكنولوجيا الرقمية في العملية التربوية".

افتراضيا، يبدو أن الخطة الحكومية لم تقنع بعد الكثير من النشطاء في الشبكات الاجتماعية، حيث أشار بعضها إلى تسجيل "تعثرات" في الموسم الدراسي الحالي.

وتفاعلا مع هذا انقاش قال الحسين زهيدي، أستاذ التعليم العالي وخبير في السياسات التربوية العمومية في تدوينة على فيسبوك إن حديث الحكومة عن إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج تتزامن مع وجود "مآت" التلاميذ خارج أسوار مدارسهم "العادية" وفق تعبيره.

وقال "في الوقت الذي نتابع روبورتاجات في الاعلام العمومي عن +مدارس الريادة+ وبداية موسم دراسي بهيج ومبهج! نستمع يوميا ونشاهد قصص مآس التلاميذ والتلميذات لم يدخلوا بعد إلى مدارسهم +العادية+ لأنها لم تفتح ابوابها في وجوههم بعد".

وتابع "الأسباب في الغالب تقنية من قبيل عدم تسلم المؤسسات بعد، بمعنى أن تلك المؤسسات لازالت تحت تصرف المقاولين وغيرها من الأسباب التي نجهلها. ولكنها وضعتنا أمام ثانويات فارغة من التجهيزات التعليمية".

وسبق لجمعية "أتاك المغرب" أن انتقدت البرنامج الحكومي في تقرير أصدرته أبريل الماضي وقللت من احتمال نجاحه في وضع حد "اختلالات" يعاني منها التعليم العمومي.

وجاء في التقرير "ليست المدرسة الرائدة سوى صيغة جديدة لوضع التعليم في خدمة الرأسمال، ضمن خارطة الطريق التي تجسد منظور الدولة الحالي للتدخل في توجيه التعليم، وفق ما سبق أن ورد في النموذج التنموي الجديد".

وأضافت "لقد أضحى بديهيا أن الدولة كلما أرادت الاقدام على هجوم جديد، تحاول دائما استثمار الأزمة والبرهنة على أن الأمور لا تسير على ما يرام، وذلك لتسهيل تمرير خارطة الطريق ومشروع المدرسة الرائدة وغيرهما من المشاريع".

وقارنت صفحة بين هذا المشروع والرتب التي بات يحتلها التلاميذ المغاربة في عدد من التقييمات الدولية، وكتبت "مدرسة الريادة: المغرب في المرتبة 77 من أصل 79 دولة من حيث اكتساب الكفايات الخاصة بالرياضيات وفي المرتبة 75 من أصل 79 فيما يخص القراءة ما يؤكد أزمة التعلمات بالمدرسة العمومية".

وتساءل مدون آخر عن أسباب عدم تعميم "مدارس الريادة" على التعليم الخصوصي.

فيما تساءلت مدونة أخرى عن هذه المدارس وعن مميزاتها مقارنة بالمدارس العمومية الأخرى.

المصدر: أصوات مغاربية