بعد الانقسام الذي حصل وطنيا بين شرق احتفى بالعيد الجمعة وغرب يحتفي به اليوم السبت، امتدت مظاهر الفرقة والخلاف إلى غرب ليبيا حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لفوضى عمت المصلين أثناء صلاة العيد في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس.
وفي أحد المقاطع المتداولة عبر صفحات التواصل يظهر مصلون وهو يهتفون مقاطعين الإمام أثناء خطبة العيد ويطالبونه بمغادرة المكان، فيما رشق بعض المصلين المنبر بأحذيتهم وسط معارضة وشتائم من قبل آخرين.
أسباب اعتراض المصلين
وفيما تنوعت الروايات المصاحبة للمقاطع المنشورة ذكرت مواقع إخبارية ليبية أن سبب الفوضى هو "اعتراض" المصلين على فتوى عدم رؤية الهلال التي أصدرها رئيس دار الإفتاء في طرابلس، الصادق الغرياني، والتي أدت لانقسام بين من أدى صلاة العيد الجمعة ومن أداها السبت.
وظهر المصلون في أحد المقاطع وهم يلوحون بأحذيتهم أثناء الخطبة ويهتفون بعبارات "روّح روّح"، مطالبين الإمام بالنزول عن المنبر والمغادرة، فيما يستمر الأخير في إلقاء خطبة العيد.
الله يبارك يرحم اللي جابكم أحرار العاصمة طرابلس روح روح للخطيب المدخلي دعاة السلفية و السلف منهم براء
— لجين شقلوف🇱🇾🇹🇷🇵🇸❤ (@shgluf) April 22, 2023
واكلين رزق حلال سلمت يديكم
مالكية مالكية pic.twitter.com/EL8j5Yyyf6
واختلف الليبيون حول رؤية "هلال العيد" منذ مساء الخميس بعد الفتوى التي أصدرتها دار الإفتاء في طرابلس بأن يوم أمس الجمعة متمم لشهر رمضان، رافضة شهادات الرؤية التي تقدم بها ليبيون واعتمدتها هيئة الإفتاء في الشرق.
وبسبب تضارب الفتاوى انقسمت البلاد بين من أدى صلاة العيد، في شرق البلاد وبعض مناطق غربها يوم الجمعة، بينما أتم آخرون صيامهم بناء على فتوى الصادق الغرياني في طرابلس.
من جانب آخر، أظهرت مقاطع مصلين وهم يهتفون "مالكية مالكية، مانبّوها مدخلية" في إشارة إلى رفضهم لتوجهات الإمام الدينية على ما يبدو، ومطالبتهم بدلاً عنه بإمام يتّبع المذهب "المالكي"، وهو المذهب السائد في ليبيا وسائر البلدان المغاربية.
هرج ومرج وعراك اليوم في ميدان الشهداء وسط #طرابلس ضمن صلاة العيد ليوم السبت التي قررها الضال #الصادق_الغرياني بالمخالفة لجماعة المسلمين يوم أمس دون أن يراعو شعيرة العيد ولا حرمة الصلاة من أجل مصالح سياسية خبيثة !
— محمد قشوط (@ghashoot1) April 22, 2023
هذا ما أراد أن يصل له " الصادق الغرياني " وزمرته وقد حصل .#ليبيا pic.twitter.com/3hzbCK4Ttu
ومع تداول تلك المقاطع على نطاق واسع، أشار بعض المغردين إلى أن السبب كان اعتراض المصلين على الإمام نفسه، لأنه معين من قبل "الأوقاف" وأن الجمهور رفضه لمذهبه السلفي "المدخلي"، لكن الإمام أتم الصلاة والخطبة رغم اعتراض المصلين، داعيا بصوت عال إلى عدم تفرقة المسلمين.
أول شي أنى كنت غادي من بداية الصلاة صار تشويش علينا و هتافات أثناء الصلاة دون أحترام للصلاة و بعدين بداية خطبة العيد صار هيجان و حدف شلايك و شبتبش على المنبر و الأمام بشكل مخزي وسب و شتم و معيب لا يليق بأي شكل من الأشكال و الخطيب مطلعش و لا غادر لين كمل الخطبة كاملة و يلى عاودو
— محمد العياط (@ModaJuvemania) April 22, 2023
ويتهم كثيرون سلطات الأوقاف الليبية في كل من الشرق والغرب بأنها مسيطر عليها من قبل أتباع المذهب "السلفي المدخلي" الوافد على البلاد، ويطالبون بتعيين مسؤولين ومشايخ بتوجهات متسقة مع هوية البلاد الدينية الأصلية.
هذا المقطع يوضح ما حدث فعلا في ميدان الشهداء حيث قام أحد المداخلة باعتلاء منبر رسول الله ليطعن في أفطر اليوم فقام الناس بالهتاف : مالكية مالكية ما نبوها مدخلية وقاموا برجمه بالأحذية اقتداء برمي الجمرات في الحج pic.twitter.com/k43Ggy570R
— 🇦🇷 ⭐️⭐️⭐️ 🇱🇾 | RASM | راسم (@rasm_1981) April 22, 2023
من جهة أخرى ذكر مدونون ومواقع إخبارية ليبية أن البث التلفزيوني المباشر لصلاة العيد في طرابلس انقطع بشكل مفاجئ على إثر الفوضى التي عمت المكان.
وبعيداً عن الجدل الدائر حول مواعيد العيد منذ يوم أمس وما حدث اليوم بميدان الشهداء في طرابلس، تداول ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي صور جموع المصلين الذين خرجوا لآداء صلاة العيد في أكبر ميادين العاصمة الليبية.
لقطة العيد بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن ربي يحفظ العاصمة وأهلها #طرابلس pic.twitter.com/EfGi0PE3ZQ
— ᗯᗩᒪIᗪ ᗷᗴᒪᕼᗩᒍ (@W33737894) April 22, 2023
وآثر هؤلاء تبادل المعايدات والتهاني بمناسبة العيد، داعين إلى وحدة الصف ومشددين على ضرورة إبعاد السياسة "التي أفسدت كل شيء" عن المناسبات الدينية والاجتماعية في البلاد.
المصدر: أصوات مغاربية