Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

مسجد ليبيا
يعتبر أكثر من 95% من الليبيين من السنة المالكيين

بمزيج بين السخرية والغضب تفاعل ليبيون بشكل واسع مع قرار هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية في طرابلس، تشكيل جهاز أسمته "حراس الفضيلة" بهدف رصد وتتبع الانحرافات العقدية والفكرية والأخلاقية وإحالة المنحرفين للجنة إعادة التأهيل.

وشكك متفاعلون على مواقع التواصل في قانونية الإجراء الذي اتخذته الهيئة ووصفوه بأنه وسيلة جديدة لقمع الحريات ومحاولة لإعادة البلاد إلى "العصور المظلمة" من قبل الهيئة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية. 

غضب وريبة

وفي تقديمها للجهاز الجديد، أعلنت الهيئة أن برنامج "حراس الفضيلة" سينضم إلى باقة "البرامج الهادفة" التي تسعى الهيئة من خلالها لتطوير وسائل الدعوة، ونشر القيم، وتعزيز الأخلاق الحميدة، وتحصين المجتمع من كافة آفات الانحراف الأخلاقي والعقدي.

وأثار إعلان الهيئة الصادر قبل يومين، موجة من الغضب والريبة عبر عنها كثير من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي من خلال منشورات تحذر من الخطوة فيما تساءل آخرون إلى أين تتجه البلاد.

ماهي "الفضيلة"؟

وطرح عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أسئلة كثيرة عن دور الجهاز وصلاحيات أعضائه وما معايير اختيارهم ومن يتولى مراقبة "حراس الفضيلة" أنفسهم؟

وتساءل آخرون عن تعريف "الفضيلة" التي تعتزم هيئة الأوقاف حمايتها وعن من حددها و السند القانوني الذي استندوا عليه لحمايتها.

وضمن أحد المتفاعلين تغريدته الآية القرآنية "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا.." معتبراً أن جهاز "حراس الفضيلة" يعمل "بمبدأ الظن والمنهي عنه في القرآن الكريم".

وفي محاولة لتطمين المخاوف، أوضحت الهيئة العامة للأوقاف بأن جميع المعنيين بالبرنامج يلتزمون "بمراعاة خصوصية الأفراد والجهات، من خلال المحافظة على سرية البيانات والمعلومات الموثقة لغرض الإصلاح والتوعية".

وأشارت إلى أن القائمين على البرنامج "سيتحلون بالحلم، والجدية، مع الحكمة والأناة، وأن يلتزموا بالرفق واللين، والدعوة إلى الله على بصيرة وعلم".

هدر للمال العام

وعلق آخرون على إعلان هيئة الأوقاف إطلاق البرنامج من زاوية مختلفة تتعلق بالميزانية التي ستخصص لهذا الجهاز الجديد، واصفين ما يحدث بأنه هدر إضافي للمال العام في ليبيا.

وبالمقابل نظر آخرون للموضوع من زاوية "الصراع" بين التيارات الدينية المختلفة في البلاد، ورأوا أن هيئة الأوقاف (التي توصف بأنها تحت هيمنة تيار السلفية المدخلية) تحاول فرض منهج "المداخلة" على الشارع الليبي "المحافظ بطبعه" بحسب هؤلاء.

وتساءل البعض: هل ما ينقص البلاد حالياً هو العمل على حراسة الفضيلة؟ وسط حالة الانقسام السياسي وعدم الاستقرار الذي تشهده ليبيا منذ سقوط نظام القذافي عام 2011.

ويتخوف نشطاء وإعلاميون من استخدام هذا الجهاز  في التضييق على الحياة العامة وعلى الصحافة والإعلام والثقافة، ومن عمليات القبض "السرية" على كل من يشتبه في أن "عقيدته منحرفة" وفقاً لمعايير الأوقاف.

ووسط الخوف والتحذير من الخطوة، فإن البعض لم يأخذها على محمل الجد ووجدوا فيها فرصة للسخرية وإطلاق النكات ونشرها مصحوبة بصور أو لقطات طريفة. وغرد أحدهم "الي عنده خلل في العقيدة يدرّس (يصف)  على اليمين" في تشبيه لكيفية حراسة الفضيلة بطريقة ضبط المخالفات المرورية. 

وتشهد ليبيا منذ فترة صراعاً بين مناهج وتيارات وتوجهات دينية مختلفة ظهر جلياً في الأزمة التي تفجرت حول هلال عيد الفطر بين الهيئة العامة للأوقاف ودار الإفتاء والتي أدت لإحياء العيد في يومين مختلفين.

وتتهم دار الإفتاء الليبية التي يرأسها الصادق الغرياني (المعزول من قبل البرلمان في الشرق) الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية التي يرأسها محمد العباني بالسعي لفرض المنهج "السلفي المدخلي" على البلاد، فيما يصف "المداخلة" دار الإفتاء ورئيسها الغرياني بأنهم إخوان مسلمون من أنصار السيد قطب. 

ودخلت تيرات دينية مثل السلفية وغيرها في سنوات التسعينيات بحسب باحثين مختصين، بينما يعتبر أكثر من 95% من الليبيين من السنة المالكيين، بينما يتبع جزء من أمازيغ ليبيا المذهب "الإباضي" خاصة في غرب البلاد. 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية
جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية

سادت حالة من الحزن على منصات التواصل في موريتانيا بعد إعلان وفاة ضابط صف شاب خلال مشاركته في إنقاذ وإغاثة المتضررين من فيضانات نهر السنغال في أقصى جنوب البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الأمر يتعلق بضابط شاب في البحرية الموريتانية يدعى محمد بن عوف كان ضمن كتيبة مكلفة بمساعدة المتضررين من فيضانات النهر الذي يقع على الحدود بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال.

ووصف موقع "المنصة" المحلي الحادث بـ"المأسوي"، فيما عبر المتضررون من الفيضانات عن تقديرهم لتضحيات أفراد الجيش لإنقاذهم من السيول.

وبينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي بخصوص الواقعة من الجهات الرسمية، تفاعل موريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الضابط الشاب ووصفه بعضهم بـ"البطل".

وكتب مدون "انتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وإنسانية ووطنية لإنقاذ سكان الضفة".

وقال آخر "قواتنا البحرية تقوم بجهد هام في إنقاذ السكان وممتلكاتهم من مخاطر ارتفاع منسوب النهر وقد فقدت أمس أحد أبطالها وهو الشاب البطل محمد بن عوف الذي ضحى بحياته من أجل أن ينعم سكان الضفة بعيش رغيد".

أما السيد الشيخ فتساءل عن أسباب غياب نعي رسمي للشاب ودعا الجهات الرسمية لتقديم واجب العزاء لأسرته وتشييعه وفق المراسيم العسكرية.

كما فتحت وفاة الشاب النقاش من جديد حول آليات الإغاثة والانقاذ في موريتانيا، وطالب مدونون بتكوين فرق متخصصة في مواجهة الكوارث.

وأدت فيضانات نهر السنغال في الأيام الأخيرة إلى نزوح مئات الأسر الموريتانية المستقرة على ضفافه إلى مناطق أخرى، بعد أن حاصرت المياه أزيد من عشرين قرية وقطعت معظم الطرق المؤدية إلى هذه القرى.

ونهر السنغال هو أحد الأنهار الرئيسية في غرب إفريقيا، ويمتد بطول حوالي 1800 كيلومتر من مرتفعات غينيا حتى يصب في واجهة السنغال بالمحيط الأطلسي، عابرا الحدود مع موريتانيا التي تعتمد عليه بدورها في حاجاتها المائية.

وفي زيارة للمناطق المتضررة من ارتفاع منسوب النهر الأسبوع الماضي، قال وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، إن الفيضانات خلفت "أضرارا كبيرة" بالمزارع والقرى المحاذية للنهر.

وأضاف في تصريحات صحفية أن السلطات استعانت بالجيش في الساعات الماضية لنقل المتضررين إلى أماكن آمنة "تفاديا للمزيد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النهر".

والأربعاء، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية) إنها تشعر بـ"قلق عميق" إزاء الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة لنهر السنغال، وقالت إن هذه الظواهر الطبيعية "تشكل تهديدا خطيرًا للسكان المقيمين على ضفاف النهر، ومن الضروري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة ورفاهية هؤلاء السكان".

المصدر: أصوات مغاربية