عقد الرئيس التونسي قيس سعيد، الإثنين، جلسة عمل حضرها عدد من المسؤولين بينهم رئيس الحكومة ووزراء ومستشارين بالقصر الرئاسي لتباحث الأسباب التي عطلت إنجاز مستشفى الملك سلمان بمدينة القيروان وسط البلاد.
وكانت السعودية قد أعلنت في العام 2017 عن تمويلها إنجاز مستشفى يحمل اسم الملك سلمان في مدينة القيروان، غير أن تعطل الدراسات الفنية حال دون البدء الفعلي في تنفيذ المشروع الذي تحول إلى مطلب شعبي في هذه المحافظة.
واعتبر سعيد، وفق ما جاء في بلاغ رئاسي أن "هذا التأخير فضلا عن أنه يمس بمصداقية الدولة التونسية، حرم الكثير من المواطنين من حقهم المشروع في الصحة والعلاج"، قائلا إن "التعلل بالدراسات وبالجوانب الفنية وغيرها من الأسباب الواهية ليس مبررا على الإطلاق".
ووفق البلاغ فإن الرئيس شدد على أنه "لا يمكن القبول تحت أي مبرر كان باستمرار الدراسات منذ سنة 2017 إلى اليوم، فالأموال مرصودة ولكن كلما تم إنجاز دراسة إلا ووقع استبدالها بدراسة ثانية لتليها أخرى ثالثة ولا أثر في الواقع لأي إنجاز".
وقبل نحو عام، أثارت صورة متداولة للافتة حديدية كتب عليها "المستشفى الجامعي الملك سلمان بالقيروان"، موجة سخرية واسعة من قبل مرتادي منصات التواصل الاجتماعي الذين وجهوا انتقادات حادة للمسؤولين.
وظهر في الصورة المتداولة التي أكدت السلطات صحتها، المشروع الذي لم ينجز سوى مدخله وقد علقت أعلاه لافتة حديدية تحمل اسم ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي تجدد الجدل بقوة حول مصير هذا المشروع وسط تساؤلات بشأن وجود إرادة حقيقية لتجسيده على أرض الواقع.
من جهته، اعتبر رئيس تنسيقية "وينو السبيطار (أين المستشفى)" سمير فيالة في تصريح لإذاعة "ديوان" المحلية أنه "من العار على الدولة التونسية ألا تقوم ببناء المستشفى منذ سنة 2017"، قائلا إن "الأموال مرصودة والأرض موجودة ولكن الإرادة مفقودة".
وأضاف أن "المستشفى ليس للعلاج فقط وإنما سيمثل منوال تنمية لكامل الولاية التي تحتل المرتبة الأخيرة في التنمية والأولى في حالات الانتحار والثانية في نسبة الفقر".
وشدد الرئيس سعيد في اجتماع أمس الإثنين على "ضرورة الإسراع في تنفيذ عدد من المشاريع ومحاسبة كل من يعمل على تعطيل إنجازها سواء داخل مؤسسات الدولة أو من جماعات الضغط التي تعتبر المرافق العمومية خطرا يتهددها أو يمسّ بمصالحها" وفق ما جاء في بيان رئاسي.
- المصدر: أصوات مغاربية