يحتفل الأمازيغ في الـ30 من أغسطس من كل عام بيوم العلم الأمازيغي، ويصادف هذا العام الذكرى الـ26 لاعتماده رسميا من طرف الكونغرس العالمي الأمازيغي كرمز لوحدة أمازيغ شمال أفريقيا والعالم.
وقبل اعتماده كعلم رسمي يوحد الشعوب المغاربية، يعود التفكير في تصميم "أشنيال أمازيغ" (العلم الأمازيغي) إلى نهاية ستينيات القرن الماضي، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن يوسف مدكور الناشط الجزائري وعضو "الأكاديمية البربرية" بفرنسا هو من أمر بخياطة أول علم أمازيغي عام 1969.
وفي عام 1970، عرض مواطنه محند واعراب بسعود العلم لأول مرة أمام أعضاء الأكاديمية الأمازيغية بباريس، وجرى حينها الاتفاق على تبنيه كرمز للهوية والثقافة الأمازيغيتين.
مرت السنوات وبقي حضور العلم مقتصرا على الملتقيات القليلة التي تنظمها الأكاديمية الأمازيغية بفرنسا ولم يخرج إلى العلن إلا عام 1980، حين رفعه متظاهرون لأول مرة خلال مظاهرات الربيع الأمازيغي بالجزائر.
وفي 30 أغسطس عام 1997، قرر المشاركون في أشغال المؤتمر الأول للكونغرس العالمي الأمازيغي (تجمع دولي يجمع الهيئات والمنظمات المدافعة عن الأمازيغية) بتافيرا الواقعة بجزر الخالدات، اعتماد العلم كرمز للأمازيغ ولهويتهم.
يصادف اليوم 30 غشت يوم العلم #الأمازيغي الذي يعتبر أحد أهم المعبرات عن قضية الشعب الأمازيغي.
— ⵣ ℝ𝕀𝔽𝕐𝔸𝔸𝔸 ⵣ (@cocochannela) August 30, 2023
هذا العلم ليس فقط قطعة قماش مزركشة بأربعة ألوان بل يختزل بين ثناياه قصة وجود شعب و امتداده عبر الزمن وبقائه رغم كل محاولات الاستئصال والمسح و اغتيال ذاكرته ولغته وتاريخه و عناصر حياته .. pic.twitter.com/IEg4v51hzn
ويتخذ العلم شكلا مستطيلا، به 3 ألوان، فاللون الأزرق يرمز إلى أمازيغ ساحل البحر الأبيض المتوسط ويرمز اللون الأخضر إلى الجبال والسهول والغابات ثم لون أصفر يرمز إلى أمازيغ الصحراء الكبرى، بينما يرمز اللون الأحمر لحرف الزاي الذي يتوسط العلم إلى الانسان الحر وللثورة.
ومع توالي السنوات، صار العلم ملازما لأي تظاهرة تعنى بالأمازيغية في المنطقة المغاربية وأصبح رمزا يوحد الأمازيغ من صحراء سيوة في الصحراء الغربية بمصر مرورا بالدول المغاربية ووصولا إلى أمازيغ جرز الكناري وباقي مناطق العالم.
ومع حلول الـ30 من أغسطس من كل عام، يحرص نشطاء على الاحتفال بتاريخ "أشنيال أمازيغ"، الذي يرون فيه رمزا للهوية وللثقافة الأمازيغيتين.
توجس
وفي وقت يؤكد نشطاء أمازيغ أن العلم رمز ثقافي وهوياتي، أبدت حكومات مغاربية في أكثر من مناسبة توجسها من رفع العلم في المظاهرات المنددة بسياساتها في مجال الأمازيغية.
ففي الجزائر، اعتقلت السلطات العشرات من المتظاهرين عام 2019 بتهمة رفع العلم الأمازيغي كما توجست منه السلطات المغربية بعد رفعه في الحراك الذي شهدته منطقة الريف (شمال) عام 2016.
- المصدر: أصوات مغاربية