بانطلاق الموسم الدراسي الجديد في المغرب، أطلق مدنون حملة افتراضية تطالب المعلمين بعدم سؤال التلاميذ عن مهن آبائهم "تفاديا لإحراجهم" أمام زملائهم.
وعادة ما يسأل المعلمون تلاميذهم في بداية كل موسم دراسي عن مهنة الأب في محاولة لفهم أفضل لوسطهم الاجتماعي، إلا أن هذا السؤال أصبح محل جدل في السنوات الأخيرة لانتهاكه خصوصية التلاميذ، وفق بعض المدونين.
وإلى جانب ذلك، أشار مدنون إلى أن السؤال قد يسبب حرجا وحزنا لبعض التلاميذ خاصة اليتامى والأطفال الذين يعانون من مشاكل اجتماعية ونفسية نتيجة الانفصال الأسري.
وبين الحق في حماية الخصوصية بالنسبة للتلاميذ وحاجة المعلمين إلى فهم أفضل للوسط الأسري للمتمدرسين، يقترح نشطاء على المعلمين طرح السؤال بسرية حماية للتلميذ من تداعيات الجواب التي قد تصل إلى سخرية وتنمر زملائه عليه.
"ضروري ولكن.."
وعلاقة بالموضوع، اعتبر الخبير التربوي منير الجوري، في منشور له على فيسبوك، أن السؤال عن مهنة الأب يبقى ضروريا بالنسبة للمعلم، مضيفا أنه "بين الضرورية والخصوصية مساحة التقاء واسعة يستطيع المدرس توظيفها للحصول على المعلومة دون إلحاق أي أذى نفسي بالتلميذ".
وسبق للجوري أن وصف في منشور سابق له النقاش الدائر حول مهنة الأب في بداية كل موسم دراسي بـ"الشارد"، معتبرا أن المدرس لا يمكنه أداء وظيفته دون اطلاعه على الوضعية السوسيواقتصادية للتلميذ، وفق تعبيره.
وأضاف "هذا التوجيه على إطلاقه هكذا يعكس عدم الوعي بطبيعة العلاقة التي تجمع المدرس بتلامذته، وعليه لابد من تغيير التوجيه ليتجه نحو تجديد آليات تتبع الوضعية السوسيواقتصادية للتلاميذ من خلال إحداث بطاقة للتتبع الفردي توضع رهن إشارة المدرس بداية كل سنة للاطلاع عليها، وتخضع للتحيين والتجديد طيلة المسار الدراسي للمتعلمين".
وأعطى المغرب انطلاقة الموسم الدراسي الجديد، الاثنين، واستقبلت المدارس العمومية والخصوصية ما يقارب 8 ملايين تلميذ بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، وفق بيان لوزارة التربية الوطنية المغربية.
- المصدر: أصوات مغاربية