أثارت تصريحات جديدة صادرة عن مفتي عام الديار الليبية، الشيخ الصادق الغرياني، الأربعاء، جدلا واسعا بين ليبيين على الشبكات الاجتماعية في البلاد.

وهاجم الغرياني - الذي لا تعترف بعض الأطراف الليبية بسلطته الدينية - مجلس النواب في الشرق، معتبرا بقاءه حتى الآن سلطة تشريعية في البلاد "جريمة"، مشددا على "وجوب إسقاطه، كونه معدوم بمقتضى القانون والشرع".

وأضاف الشيخ المثير للجدل، خلال إطلالته في برنامج تلفزيوني تقدمه فضائية "التناصح" المحليّة، أن المجلس "متعدي وظالم ومغتصب للسلطة بكل المقاييس"، داعياً الليبيين "عن بكرة أبيهم أن يغضبوا ويخرجوا لإسقاطه".

ووصف أيضا الحاملين للأعلام الخضراء (أعلام حقبة نظام معمر القذافي) في سرت وترهونة وبني وليد بـ"الانقلابيين" الخارجين عن القانون، مستغرباً عدم تصدي حكومة الوحدة الوطنية لهؤلاء في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتساءل "ماذا يعني أن يرفع شخص الأعلام الخضر"، قبل أن يُجيب "معناه أن الشخص منقلب على هذه الحكومة ويريد أن يغيرها ويريد أن يرجع حكم القذافي".

وتابع: "هل القانون يسمح بهذا يا وزير الداخلية؟ ورئيس الحكومة؟".

وتأسف من عدم اعتقال وتطبيق القوانين على حاملي هذه الأعلام، مردفا أن "المأساة هو تصريح وزير الداخلية بأن هذه حرية" في حين أن هذه "خيانة عظمى" و"تدبير للانقلاب".

واعتبر نشطاء ومغردون تصريحات الغرياني تحريضاً على الحرب مشيرين إلى عدم اعترافهم بفتاواه، بينما عبّر آخرون عن دعمهم لما صدر عنه.

وفي هذا الصدد، انتقد المعتصم من وصفه بـ"المفتي المعزول" بسبب دعوته إلى إعلان "غرفة أمنية لتحرير المنطقة الشرقية".

أما سالم، فقد هاجم تصريحاته، قائلا "الكاذب الغرياني: الحل للأزمة الليبية في تحرير المنطقة الشرقية والغربية وإخراج مبعوثي الأمم المتحدة من بلادنا... حتى في كلام الغرياني الجنوب مهمش".

أما أبو عبد الرحمن، فقد غرّد "لو كان هذا الكلام على لسان الشيخ صادق الغرياني صحيح، فإنه المخرج الوحيد للخروج من الأزمة الليبية وانتهاء فوضى حفتر والعصابة التي معه والدول التي تسانده".

ونافح أيضا عبدو عن الغرياني قائلا "أطال الله بقاءه قليل الخطأ، واسع الصواب، نفعنا الله بعلمه".

يذكر أن الصادق الغرياني الصادق يعد أحد أشهر رجالات الدين في ليبيا. ولد سنة 1942 وتخرج من كلية الشريعة بمدينة البيضاء في سنة 1969، قبل أن ينال درجة الماجستير من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، عام 1972، شعبة الفقه المقارن، وفق ما يؤكده موقعه الرسمي على الإنترنت. 

نصبه المجلس الوطني الانتقالي الليبي، سنة 2012، مفتيا لدار الإفتاء الليبية، إلا أن مجلس النواب الليبي أعلن عن عزله من هذا المنصب الذي يحظى بتأثير كبير على شرائح واسعة في ليبيا، خاصة في الجهة الغربية.

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية
جانب من الاضرار التي خلفتها فيضانات نهر السنغال. المصدر: وزارة الزراعة الموريتانية

سادت حالة من الحزن على منصات التواصل في موريتانيا بعد إعلان وفاة ضابط صف شاب خلال مشاركته في إنقاذ وإغاثة المتضررين من فيضانات نهر السنغال في أقصى جنوب البلاد.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الأمر يتعلق بضابط شاب في البحرية الموريتانية يدعى محمد بن عوف كان ضمن كتيبة مكلفة بمساعدة المتضررين من فيضانات النهر الذي يقع على الحدود بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال.

ووصف موقع "المنصة" المحلي الحادث بـ"المأسوي"، فيما عبر المتضررون من الفيضانات عن تقديرهم لتضحيات أفراد الجيش لإنقاذهم من السيول.

وبينما لم يصدر حتى الآن بيان رسمي بخصوص الواقعة من الجهات الرسمية، تفاعل موريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الضابط الشاب ووصفه بعضهم بـ"البطل".

إنتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية...

Posted by Jebril Brahim Boilil on Friday, October 25, 2024

وكتب مدون "انتقل إلى رحمة الله تعالى (محمد ولد بنعوف) أحد الأبطال من قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وإنسانية ووطنية لإنقاذ سكان الضفة".

وقال آخر "قواتنا البحرية تقوم بجهد هام في إنقاذ السكان وممتلكاتهم من مخاطر ارتفاع منسوب النهر وقد فقدت أمس أحد أبطالها وهو الشاب البطل محمد بن عوف الذي ضحى بحياته من أجل أن ينعم سكان الضفة بعيش رغيد".

أما السيد الشيخ فتساءل عن أسباب غياب نعي رسمي للشاب ودعا الجهات الرسمية لتقديم واجب العزاء لأسرته وتشييعه وفق المراسيم العسكرية.

كما فتحت وفاة الشاب النقاش من جديد حول آليات الإغاثة والانقاذ في موريتانيا، وطالب مدونون بتكوين فرق متخصصة في مواجهة الكوارث.

وفاة (محمد ولد بنعوف) أحد أفراد قواتنا البحرية الوطنية بعدما غرق قاربهم أثناء مهمة أمنية وطنية لإنقاذ سكان...

Posted by ‎ميمي الزوينه براهيم‎ on Friday, October 25, 2024

وأدت فيضانات نهر السنغال في الأيام الأخيرة إلى نزوح مئات الأسر الموريتانية المستقرة على ضفافه إلى مناطق أخرى، بعد أن حاصرت المياه أزيد من عشرين قرية وقطعت معظم الطرق المؤدية إلى هذه القرى.

ونهر السنغال هو أحد الأنهار الرئيسية في غرب إفريقيا، ويمتد بطول حوالي 1800 كيلومتر من مرتفعات غينيا حتى يصب في واجهة السنغال بالمحيط الأطلسي، عابرا الحدود مع موريتانيا التي تعتمد عليه بدورها في حاجاتها المائية.

وفي زيارة للمناطق المتضررة من ارتفاع منسوب النهر الأسبوع الماضي، قال وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، إن الفيضانات خلفت "أضرارا كبيرة" بالمزارع والقرى المحاذية للنهر.

مقتطفات من زيارة معالي الوزير لبعض القرى المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النهر ببلديتي انتيكان ولكصيبة 2

Posted by ‎وزارة الزراعة Ministère de l'Agriculture‎ on Thursday, October 17, 2024

وأضاف في تصريحات صحفية أن السلطات استعانت بالجيش في الساعات الماضية لنقل المتضررين إلى أماكن آمنة "تفاديا للمزيد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النهر".

والأربعاء، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية) إنها تشعر بـ"قلق عميق" إزاء الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة لنهر السنغال، وقالت إن هذه الظواهر الطبيعية "تشكل تهديدا خطيرًا للسكان المقيمين على ضفاف النهر، ومن الضروري اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة ورفاهية هؤلاء السكان".

المصدر: أصوات مغاربية