تجدد جدل طغيان اللغة الفرنسية في المنطقة المغاربية وذلك إثر انتشار مقطع فيديو لصانع المحتوى الموريتاني محمد لغظف ولد أحمد، المهتم بنشر أخبار اللغة العربية، يحاكي فيه طريقة فتح حساب بنكي في إحدى الدول المغاربية.
وظهر صانع المحتوى في الفيديو يلعب في الآان ذاته دور زبون ودور موظف بنك، ويسأل بالدارجة المغربية (اللهجة المحلية بالبلاد)، بينما يجيبه موظف البنك بمزيج من اللغتين العربية والفرنسية.
ويحاول الفيديو أن يعكس مدى انتشار اللغة الفرنسية في الإدارات والمؤسسات الخاصة بالمنطقة المغاربية، رغم التأكيد على الهوية العربية من قبل موظف البنك الذي يميل لاستعمال عبارات وكلمات باللغة الفرنسية.
وتحدث معقبون على ما نشره ولد أحمد على صفحته المسماة "الأمالي"، عن أن انتشار اللغة الفرنسية في المعاملات البسيطة يصعّب المهمة على عدد كبير من المواطنين العاديين.
وذهب آخرون إلى أن الاعتماد على اللغة الفرنسية مُفقد للهوية كما أنها باتت "أساسا لمعظم المشاكل" في المنطقة المغاربية.
ولم تخل التدوينات في هذا الموضوع من انتقادات لـ"حزب فرنسا" (المثقفين المناصرين للفرنسية)، إذ اعتبر مدونون أنهم سبب المشكلة رغم مستويات بعضهم البسيطة في هذه اللغة.
ورغم تراجع عدد المتحدثين باللغة الفرنسية في الأعوام الأخيرة بقيت اللغة الفرنسية حاضرة في المنطقة المغاربية على مستويات إدارية واقتصادية واجتماعية مختلفة.
وفي نوفمبر الماضي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن استعمال اللغة الفرنسية تراجع في دول المغرب العربي مقارنة بوضعها قبل 20 أو 30 عاما.
ووفق بيانات المنظمة الدولية للفرنكوفونية، فإن عدد المتحدثين بالفرنسية يناهز 321 مليون شخص في العالم ما يجعلها في المرتبة الخامسة بين اللغات الأكثر انتشارا.
وبدأ حضور اللغة الفرنسية بالمنطقة المغاربية في التراجع تدريجيا في الآونة الأخيرة أمام الانتشار المتزايد للغة الإنجليزية وتعاظم نشاط المطالب بحماية اللغات الوطنية والتصدي لهمينة لغة المستعمر السابق.
ومؤخرا أقررت وزارات التعليم والتربية في المغرب والجزائر اعتماد إجراءات تعزز تدريس اللغة الإنجليزية في مراحل التعليم الأولى وهو ما حظي بإقبال وترحيب كبيرين من الأطراف المعنية.
المصدر: أصوات مغاربية