عادت قصص كارثة إعصار "دانيال" الذي ضرب مدينة درنة شرق ليبيا في العاشر من سبتمبر الجاري لتغزو منصات التواصل الاجتماعي.
وتفاعلا مع مأساة المدينة، تداول ليبيون مقطع فيديو لشيخ يروي ما حدث لجيرانه وأهله من أبناء عمومته وانهيار منزلهم المحاور لمسكنه، وتحدث كيف جرفت السيول شقيقه وزوجته وأبناءهما.
وواصل الشيخ سرد جوانب المأساة مشيرا إلى رحيل أقاربه وأبناء عشيرته، قبل أن تغلبه الدموع، لكنه واصل مشددا على وحدة الشعب الليبي الذي "مزقته الخلافات والحروب والكوارث".
كما تداولت عدة صفحات ليبية مقطع فيديو بعنوان "وجع وبكاء على الأطلال.. إحدى نساء درنة ترصد الوضع الكارثي الذي حل على المدينة"، أظهر فيضانات درنة والسيول تجرف كل شيء في طريقها، بينما صوت امرأة شديد الحزن تتأوه من التأثر، وترثي ما آلت إليه الأوضاع باكية مدينتها، وبحسرة واضحة رددت بعض أسماء من سكنوا المدينة ويبدو أنها فقدتهم.
"خلال ثلاث ساعات فقط فقدنا أرواحا بالجملة، رحل الجيران بالجملة، رحل الأصدقاء بالجملة، رحل المعارف بالجملة"، بهذه العبارات واصل ليبيون رثاء ضحايا مدينة درنة، وكتب مدون في إحدى الصفحات الليبية عن سقوط أحياء وشوارع ومعالم كانت رمزا للمدينة التي "تبعثرت هويتها".
وبكثير من التفاصيل، تحدث المدون عن رحيل العديد من معالم المدينة، مشيرا إلى أنهم "فقدوا كتابا وأدباء وشعراء، أكاديميين وشخصيات ارتبط اسمها بالمدينة، مثلما رحل جامع العتيق ذو القبب التاريخية، ومعه ما تبقى من المدينة القديمة والكثير والكثير والكثير"، معبرا عن "ألم وجرح ووجع عميق لا يعرفه إلا من كانت له ذكريات في كل شبر منها".
ومن جهته لم يخف المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، مشاعره من حجم الكارثة في حسابه على منصة "أكس" عندما قال إنه غادر المدينة التي زارها أمس السبت "بقلب حزين".
وخلص باتيلي، بعد أن عاين الدمار الذي خلفته الفيضانات في الضحايا والممتلكات، إلى القول إنها "مشاهد تدمي القلب"، نظراً لحجم الكارثة التي شاهدها عن قرب، قبل أن يختم تدوينته مؤكدا أن هذه الأزمة "تتجاوز قدرة ليبيا على إدارتها، وتتجاوز السياسة والحدود".
وكانت مدينة درنة، شرق ليبيا، شهدت في العاشر سبتمبر الجاري، إعصار "دانيال" الذي أعقبه انهيار سد المدينة مما ضاعف من حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات من آلاف القتلى والمفقودين.
المصدر: أصوات مغاربية