شهدت موريتانيا مطالبات متعددة لإطلاق سراح برلماني معتقل بتهمة "الإساءة للرئيس ونشر الإساءة"، وذلك بعد قضائه ما يزيد على شهر في المعتقل.
ورفع محتجون موريتانيون أمس الثلاثاء، شعارات تطالب بإطلاق سراح النائب المعارض محمد بوي، وذلك خلال وقفة احتجاجية بمدينة نيويورك أثناء وجود الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني فيها.
وقالت هيئة الدفاع عن البرلماني محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل، الثلاثاء، إن موكلها تعرض لوعكة صحية "مقلقة" استدعت المتابعة الطبية وإجراء العديد من الفحوص لدى مستشفى أمراض القلب، مؤكدة أنها ما زالت تنتظر نتائجها.
وأضافت الهيئة في بيان حصلت "أصوات مغاربية" على نسخة منه إن موكلها نائب برلماني متابع بسبب "الرأي الذي أدلى به في جلسة إعلان السياسة العامة للحكومة تعليقا على فقرة من خطاب الوزير الأول تتعلق بحماية المقدسات، بعد إذن رئيس الجمعية الوطنية ومنحه الوقت لإبداء رأيه".
"غير قانوني"
وكان القضاء الموريتاني قرر وضع نائب المعارض إثر الجدل الذي أثاره بالبلاد بعد تصريحات اعتبرت "مسيئة للرئيس" تحت الرقابة القضائية منذ مطلع أغسطس المنصرم، وذلك بعد رفع الحصانة عنه والاستماع إليه من طرف الشرطة القضائية.
ولد الشيخ محمد فاضل اعتبر في تصريحات سابقة أن استدعاءه من قبل الشرطة واعتقاله "يفتقد للأساس القانوني" وأن قرار رفع الحصانة عنه "تم من طرف الحزب الحاكم وحده".
من جانبها قالت الحكومة الموريتانية على لسان الناطق باسمها وزير النقل بالبلاد الناني ولد اشروقة، في أغسطس الماضي، إن مسطرة رفع الحصانة عن النائب، ثم متابعته لاحقا "تدل على أننا في دولة قانون".
وتقول "المادة 50" من دستور موريتانيا إنه "لا يرخص في متابعة عضو من أعضاء البرلمان ولا في البحث عنه، ولا في توقيفه ولا في اعتقاله ولا في محاكمته بسبب ما يدلي به من رأي، أو تصويت أثناء ممارسة مهامه".
خلفية "الإساءة"
وتأتي متابعة محمد بوي قضائيا واعتقاله من قبل الشرطة بعد أن صادق البرلمان الموريتاني، مطلع أغسطس الماضي، على رفع الحصانة عنه خلال جلسة عقدها في ظل مقاطعة من نواب المعارضة.
كان ولد الشيخ محمد فاضل استعرض في مداخلة أمام البرلمان "نصا مسيئا تخيليا" انتقد فيه تعامل السلطات الموريتانية مع فتاة يشتبه في كتابتها لورقة تضمنت إساءة للنبي محمد في امتحانات الباكالوريا نهاية يونيو الماضي.
وعلق الوزير الأول الموريتاني محمد ولد بلال آنذاك على المداخلة بالقول إن "عدم احترام هيبة رئيس الجمهورية داخل قبة البرلمان أمر غير مقبول"، واصفا ما جاء في مداخلة النائب بـ"الخطير" و"غير المقبول".
وفي مداخلته حاكى البرلماني المعارض أحد الأسئلة الواردة في الامتحان، وقال "بين الحكومة الأولى والرابعة كانت صفحات هامة من تاريخ أحد الوزراء في دعم النظام تحدث عنه".
وتابع "ليكون الجواب التخيلي الافتراضي ما يلي: وكان يحب النظام ورئيسه كثيرا وكان من الأوائل الذين دخلوا الحكومة وقد خاض الحملة إلى جانب الرئيس المغتصب حتى زوال النظام، وهذه مجرد كذبة، كل تلك الحملات والكلام لمدح الرئيس ونظامه ليس إلا كذبة كبيرة اخترعها المنافقون هم في الحقيقة مجرد قتلة وقطاع طرق ومغتصبون وأولهم المسمى رئيسا المصاب بشغف جنسي رهيب"، وهو ما اعتبر إساءة لرئيس البلاد".
المصدر: اصوات مغاربية/ مواقع محلية