نعى العديد من مستخدمي المنصات الاجتماعية في المغرب، الأربعاء، عائشة الخطابي، ابنة المقاوم المغربي عبد الكريم الخطابي الشهير بـ"أسد الريف"، في مدينة الدار البيضاء عن عمر ناهز 81 سنة.
وازدادت الإبنة الصغرى لعبد الكريم الخطابي بجزيرة لارينيون الفرنسية عام 1942 حيث كان والدها آنذاك في المنفى، وعاشت مع عائلتها في مصر حتى وفاة والدها لتقرر بعد ذلك العودة للاستقرار في المغرب.
توفيت اليوم بمدينة الدار البيضاء السيدة عائشة الخطابي البنت الصغرى لبطل الريف المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي عن عمر ناهز 81 عاما.
— تليلة الرازي (@jAKF1sV0yWcmU9m) September 20, 2023
خالص التعازي لأبنائها وأسرتها الصغيرة والكبيرة وإنا لله وإنا إليه راجعون pic.twitter.com/jTaQ0ebmyn
حصلت الخطابي على شهادة البكالوريا من المعهد الأميركي للبنات بالقاهرة وكانت تعمل مستشارة بمؤسسة "عبد الكريم الخطابي"، شغلت منصب مديرة مصحة بالدار البيضاء في الفترة الممتدة بين عام 1991 وعام 2006، كما أنها كانت عضوة نشيطة في "الجمعية الإسلامية للإحسان" خلال السبعينات، وفق معلومات على موقع المجلس الوطني لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية).
ونعى مركز "الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم"، الخميس، عائشة الخطابي مشيرا إلى أنها حائزة على الجائزة الدولية "ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم" عام 2017، مناصفة مع رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي لويس رودريغيز زاباتيرو.
وذكرت مؤسسة "محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث"، أن رحيل عائشة الخطابي "خلف في النفوس لوعة كبيرة وأسفا عميقا"، معربة في تعزيتها عن مواساتها لكل أفراد أسرتها وعلى رأسهم أبناؤها، وكذا لكل معارفها.
السيدة عائشة الخطابي في ذمة الله. جمعني بها غذاء في بيتها في 2017 في ظروف استثنائية مر بها المغرب…كانت محبة لوطنها ولمؤسساته ، فخورة بإرث والدها التاريخي وحافظة له. من المحزن أن تدفن معها ذكرياتها وقراءتها لمرحلة مهمة من تاريخ المغرب ..
— Zakaria Garti - زكرياء ݣارتي (@Zakaria_Garti) September 20, 2023
رحمها الله . pic.twitter.com/cwPXSUMc4z
ونعى العديد من نشطاء المنصات الاجتماعية بدورهم الراحلة، حيث ذكر زكرياء كارتي في منشور على "إكس"، أنها "كانت محبة لوطنها ولمؤسساته وفخورة بإرث والدها التاريخي وحافظة له"، مضيفا أنه "من المحزن أن تدفن معها ذكرياتها وقراءتها لمرحلة مهمة من تاريخ المغرب".
وكتب إبراهيم مبشور في تدوينة على فيسبوك، أن عائشة الخطابي كانت "آخر من تبقى من أبناء الخطابي"، مشيرا إلى أنها "زوجة طبيب القلب والشرايين الراحل بوجيبار ابن محمد بوجيبار رفيق درب المجاهد الخطابي، وأخته هي المرحومة مفتاحة بوجيبار زوجة الدكتور الخطيب مؤسس حزب العدالة و التنمية".
يعد عبد الكريم الخطابي الذي يلقب بـ"أسد الريف" من أشهر مقاومي الاستعمار بالمغرب. رأى النور في بداية ثمانينات القرن التاسع عشر ببلدة أجدير، شمال شرق المغرب.
قاد الخطابي مقاومة شديدة ضد الاستعمار توجت بالمعركة الشهيرة، "أنوال" عام 1921 حيث ألحق هزيمة كبيرة بالإسبان. تحالفت، إثر ذلك إسبانيا مع فرنسا وحاربا الخطابي باستعمال مختلف أنواع الأسلحة، الأمر الذي اضطره للاستسلام حقنا لدماء السكان.
تم نفي الخطابي إلى جزيرة "لاريونيون"، وكان سيتم ترحيله بعدها إلى مارسيليا، غير أنه تمكن من التوجه إلى مصر، واستمر من هناك في المقاومة ودعم الحركات التحررية إلى أن وافته المنية يوم السادس من شهر فبراير عام 1963.
- المصدر: أصوات مغاربية